الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

لا یحق الاعتراف بـ"یهودیة الدولة الصهیونیة"

لا أحد یحق له الاعتراف بـ"یهودیة الدولة الصهیونیة"..  باسم أصحاب فلسطین

 

 لا یهمنی کثیرا من سیشارک أو لا یشارک فی مؤتمر أنابولیس لصاحبه بوش والیمین الصهیونی فی إدارته، فإن شارک البعض العربی تحت ضغوط وسوط سیاسة الخوف والتخویف التی تمارسها ادارة بوش –تشینی بحق المدفوعین الى نسخ مستنسخة لمؤتمرات مسخ القضیة الفلسطینیة وحصرها فی بند المساعدة على "تعقیل الفلسطنیین" فإننا وبلا أی شک تعودنا وضع یدنا على قلبنا وعقلنا کلما استجابت الانظمة العربیة لدعوات واشنطن لاصباغ الشرعیة على اجتماعاتها الهزیلة باسم القضیة الفلسطینیة..

وإذا کان التعمیم لیس محبذا فی وصف مشارکة العرب فی أنابولیس، فإن قاسما مشترکا یکاد یجمع هؤلاء الذاهبون الى مؤتمر بوش، إلا ان بعض الانظمة العربیة التی لحست کل شعاراتها واشتراطاتها فیما خص المبادرة العربیة وامعانها فی تقدیم صورة وردیة لسیاسة الادارة الامریکیة فی المنطقة تذهب نحو فرصة تاریخیة للانتهاء من القضیة الفلسطینیة ولمرة واحدة..

الدولة الصهیونیة التی تأمل مشارکة الجمع العربی القریب والبعید من حدود فلسطین تبحث عن تعمیق شرعیة وجودها عبر الطلب من أمیرکا بأن یجری الاعتراف بما یسمى "یهودیة الدولة" بکل ما یحمله هذا الاعتراف من مخاطر حقیقیة وواقعیة على الحقوق التاریخیة للشعب الفلسطینی.. هذا عداک عن الاراضی السوریة المحتلة فی الجولان والتی ضمتها عنوة وبالضد من القانون الدولی..

إن مجرد قبول عربی بحضور مؤتمر او اجتماع أنابولیس یفتح على مصراعیه المخاطر التالیة:

-  تبرئة للدولة الصهیونیة عن جریمتها التی انتجت مشکلة اللاجئین الفلسطینیین والمقدرین بأکثر من 60 % من مجموع الشعب الفلسطینی

-  تعمیق واصباغ الشرعیة على سیاسة التمییز العنصری الممارسة بحق أصحاب الارض الحقیقیین فی فلسطین المحتلة عام 48 وبعد 60 عاما من النضال لاثبات مسؤولیتها ومسؤولیة الغرب الذی خلق هذه الدولة الصهیونیة

-  التمسک المطلق وبشرعیة عربیة متنازلة عن القدس بمفهومها الجغرافی والسیادی والروحی وسرعة وتیرة تهویدها دون ان یکون للعرب والفلسطینیین قدرة على لجم تلک السیاسة طالما یجری الاعتراف بیهودیة الکیان والاکتفاء بسیاسة التندید وکأن ما یجری لیس فی أولى القبلتین..

-  وضع المستحیلات أمام أیة حلول لاستعادة الجولان المحتل کون اسرائیل تعتبره جزءا من دولتها..

-  الغاء القرار 194 والبحث عن حلول اقتصادیة تعویضیة وتوطینیة.. وبین العرب من یطرب لمثل هذه المخططات

أضف الى ذلک الکثیر من النقاط المتعلقة بهلامیة الحدود واستنزاف الثروات الطبیعیة العربیة وعلى رأسها المائیة.. وقد لا تنتهی القائمة الطویلة لمخاطر ما یخبئه أنابولیس لأصحاب النیات الحسنة والسیئة..

من غیر المفهوم أن یتجاوب البعض الفلسطینی والعربی مع خزعبلات اعلامیة صهیونیة مدعومة امیرکیا عن "یهودیة الدولة" ونحن ندرک الجهد الذی قامت وتقوم به الاحزاب الیمینیة المتطرفة فی فرض سیاسة الأمر الواقع لطرد فلسطینیی الـ48 ولنقدم لهم غطاءا سیاسیا وأخلاقیا لتکون الدولة الصهیونیة "أکثر نقاوة" وعنصریة تقوم على عنصر الانتماء الدینی..

ولأننا أصحاب تجربة سیئة فی التعامل العربی مع قضایا التفاوض فإن کل الکلام المنمق الذی أتى علیه السید عمرو موسى عن التنسیق ودراسة أدق التفاصیل سیصبح تفصیلا صغیرا أمام الاندفاعات المتحمسة لاطراف أرادت من مشارکة سوریا غطاءا لا أکثر ولا أقل.. وفی مثل هذه الاجتماعات التی یمکن لها أن تقرر الکثیر بالنسبة لقضیة بحجم فلسطین التی صار البعض العربی یتذکرها فقط حین یرید إعطاء صبغة شریفة لتحرکاته التی لا تمت لشرف العمل العربی.. وهؤلاء الذین یستجیبون الیوم للضغط على الفلسطینیین سیکتشفون ولو متأخرین أنهم لیسوا أکثر من أدوات فی ید الادارة الامریکیة وسترمی بهم بعد انتهاء مهمتهم..

لکن دعونا نقول کلمة للتاریخ، إذا کان الضعف والهوان صبغ الحالة العربیة منذ احتلال بغداد فإنه وبلا شک أیضا لا یحق کائنا من کان أن یعترف نیابة عن الشعب الفلسطینی بما یسمى یهودیة الدولة.. وإذا کانت السیاسة العربیة الرسمیة عاجزة أو هکذا ترید ان تظهر نفسها من خلال منع أی نوع من أنواع المقاومة بما فیها حتى اللفظیة فإن هؤلاء الذین تمسکوا بأرضهم وصاروا الیوم أکثر اعتمادا على ذاکرتهم القومیة فی الجلیل والمثلث والنقب لا یطلبون شیئا إلا ان یترکوا فی مواجهة اعتى اشکال البطش والعنصریة ولا أن تفتح الابواب لـ"الدولة الیهودیة" لتعید علیهم درس "ارحلوا الى 22 دولة عربیة"!

یقینا نقول أن کارثة سترتد على هؤلاء الذین یمضون نحو اعتراف علنی، بعد أن فعلوها سرا، بما تطالب به دولة الاحتلال وتلک الکارثة التی یظن صانعوها بأنهم لیسوا جزءا منها سترتد علیهم مع معرفتنا بشراهة الدولة الصهیونیة التی لا تتوقف عند حدود طبیعیة کما عند صناع السیاسة فی العالم!

( المقال بقلم الکاتب الفلسطینی ناصر السهلی )

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 140808







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)