غازی حمد لقدسنا : الإنقسام خطیر وقد حدثت تجاوزات غیر مقبولة و لا نقبل بأی مخالفة للقانون

غازی حمد لقدسنا : الإنقسام خطیر وقد حدثت تجاوزات غیر مقبولة و لا نقبل بأی مخالفة للقانون

 فی حوار خص به مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال  الدکتور القیادی فی حرکة حماس الناطق باسم الحکومة المقالة بان الانقسام فی الساحة الفلسطینیة اشبه ما یکون بالسرطان وهذا ما یشکل تربة خطیرة للشعور بالاحباط والمرارة، واضاف السید حمد بأنه یجب ان یرتفع صوت الحکماء والعقلاء فی فلسطین من اجل انهاء هذا الوضع الشاذ، وأقر بأنه حدثت تجاوزات وقال بانها غیر مقبولة لانها تسیء الى صورة الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة واکد على ان لا مخرج لهذا الانقسام سوى بالحوار وبمشارکة الجمیع.

وحول نظرته الى ما یحدث فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة، قال : اعتقد بان أزمة الانقسام سوف تفرز الکثیر من الآلام والأوجاع التی لن تنتهی إلا إذا تم التوافق على العودة إلى الحوار والوحدة الوطنیة، الانقسام هو مرض خطیر وهو أشبه ما یکون بالسرطان الذی یمکن أن ینتشر فی الجسد الفلسطینی , وهذا الانقسام سوف ینعکس على کل مناحی الحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة وحتى على طبیعة العلاقات الداخلیة، لذلک نحن ومنذ فترة لیست قصیرة نمر فی أزمات متعددة , وهذه الأزمات تتعمق وتضعف الموقف الفلسطینی وقدرته على مواجهة التحدیات وممارسات الاحتلال، نحن نجد بان الاحتلال یتحرک الآن بیسر وسهولة فی تطبیق مخططاته  فی الضفة الغربیة والاستفراد بقطاع غزة وممارسة الحصار والعقاب الجماعی على أبناء شعبنا , لذلک فإسرائیل تجد بان هذه المرحلة  هی الأفضل من اجل تطبیق جمیع سیاساتها العدوانیة ضد أبناء الشعب الفلسطینی.

انا اعتقد بان کل الأشیاء مرشحة للحدوث فی ظل الانقسام والتنافس الحاد وهذا کله یشکل تربة خصبة للمرارة والشعور بالإحباط وتربة خصبة لتداعیات سلبیة جدا فی کل مناحی الحیاة کما قلت.

زرداً على سؤال :انه تمیزتم عادة بمواقفکم وکان آخرها نداؤکم مع غیرکم من قادة حماس للسید إسماعیل هنیة الإفراج عن د. زکریا الأغا وقد تم الإفراج عن الرجل هل من مبادرات أخرى  قد تقومون بها  ویمکن للحکومة المقالة أن تستجیب لها ، أجاب :اعتقد بان الإفراج عن د زکریا الأغا هی خطوة فی لاتجاه الصحیح وجیدة واعتقد بان على الفلسطینیین التخاطب بوضوح وان یعلن الجمیع بان الاعتقال السیاسی یجب أن یتوقف لان هذا یسیء إلى صورة الفلسطینی الذی یعانی أصلا من إجراءات واعتقالات وعقوبات الاحتلال، هناک اعتقالات واسعة جرت فی الضفة الغربیة وقد طالت العدید من القیادات والعلماء والدعاة واعتقد بان ما حصل فی القطاع  کان ردة فعل على ذلک لکننی أقول بأنه یجب أن یعلو صوت العقل والحکمة فی هذه المرحلة  وألا یعلو صوت المناکفة لان الفعل ورد الفعل لن یساعد على إنهاء الانقسام ولن یمهد للحوار الوطنی، هذا الذی یجری یرسخ الکراهیة ویوسع الفجوة والحقد بین الإخوة ونحن لسنا بحاجة إلى أزمات إضافیة فلدینا أزمة الحصار والاحتلال والأوضاع الاقتصادیة البائسة، واعتقد بأنه آن الأوان لعقلاء الوطن أن یقولوا بصوت عال أن کفى لحالة الانقسام وکفى للاعتقال السیاسی ویجب العودة  الفوریة إلى الحوار الوطنی لان ذلک هو المدخل الوحید,  ولیس أمامنا خیارات کثیرة أو ترف فی الخیارات وأقول هنا بأنه إما الحوار وإما الدمار.

و أجابة على السؤال : هذا الشعور بالمرارة الذی تحدثت عنه موجود فی الشارع الفلسطینی بشکل کبیر وهو موجود بین بعض قادة حماس الذین حاولت الاتصال بهم من اجل التعلیق على ما یحدث وقد رفضوا وابدوا عدم رضا عما حدث هل هذه بوادر أو مؤشرات على وجود خلافات فی صفوف حرکة حماس حول ما جرى ، قال :اعتقد بان المسالة لیس مسالة خلافات، صحیح إن هناک بعض الممارسات الخاطئة التی ارتکبت، وبصراحة یمکن القول بأنه حدثت تجاوزات غیر مقبولة وفوضى ونحن لا نقبل بأی عمل یخالف القانون، ونحن ضد مداهمة أی مؤسسة لا علاقة لها بما حدث، ولا نقبل بأی تجاوز، ولسنا مع أن یکون لکتائب القسام أی دور خارج إطار المقاومة، ولا بد من الحفاظ على صورة الکتائب الطاهرة والمقاومة فی أذهان الناس، وعلى الکتائب ألا تتدخل فی أی عمل هو شأن حکومی، ونحن دائما نقول بان الحکومة مطالبة بالحفاظ على الأمن لکن ضمن القانون، وضمن ما هو مسموح به قانونیا، ویجب أن تتعامل مع أی تجاوزات  وقعت فی هذا الإطار، لقد کان  العمل التفجیری الإجرامی مؤلما  ودمویا، والجمیع وقف ضده واعتقد بأنه کان بإمکان الحکومة فی غزة التعامل  ضمن إطار القانون، وهی لدیها شرطة وقوات امن وقانون وتستطیع أن تتعامل ضمن ذلک، دون خروقات لکن مع الأسف حدثت تجاوزات وینبغی التعامل بجدیة معها حتى لا تصبح نمط أو سلوک أو سیاسة عامة  راسخة  لدى البعض لان کرامة المواطن  واحترامه وحق  المواطن هی من الأساسیات فی أی دولة من الدول.

وحول رؤیته بشأن الخروج من هذا الوضع السائد الآن، قال : المسالة لا تحتاج إلى عبقریة أو عقلیة فذة، الحل واضح وهو بالعودة إلى الحوار الوطنی وإذا تحدثنا عن إجراءات قبل ذلک مثل وقف التحریض والحملات الإعلامیة فقد ثبت أن ذلک قد لا یکون ناجعا، أنا أقول بأنه یجب أن یکون هناک تحلی بالجرأة لدى قیادات حماس وفتح وان یقولوا بصراحة دعونا نبدأ الحوار الآن وان نضع جمیع الملفات على الطاولة وان ننهی حالة الانقسام،الموضوع یحتاج إلى شجاعة وجرأة من الطرفین، استغرب هذه الاتهامات المتبادلة بین حماس وفتح ، فتح تقول بان حماس لا ترید الحوار وحماس تقول بان فتح لا تریده وان هناک فیتو  على الحوار إلى آخر الدوامة، اعتقد أن هذه المناکفة لن توصلنا إلى أی حل حقیقی والواقع أن من یدفع الثمن هو الشعب الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة وبالتالی اعتقد  بأنه لیس أمامنا خیارات کثیرة  ویجب البدء بالحوار سواء هنا فی فلسطین أو فی أی دولة عربیة کما انه مطلوب من جمیع القوى والفصائل والمؤسسات الأهلیة  أن لا تقف متفرجة على ما یحدث، اعتقد بان هذا الخصام بین حماس وفتح له مردود سلبی على الجمیع  وکما قلت فانه آن الأوان للعقلاء التدخل وان یکون صوتهم هو السائد وان نتجنب الانفعالات وردود الفعل  والتشکیک ونفی الآخر وان نفکر جیدا بان هذا الوطن لن یقوم إلا بالتعاون بین حماس وفتح وبمشارکة الجمیع.

( أجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25