برکة: نرفض العقاب الجماعی للمخیمات بلبنان

یعیش اللاجئون الفلسطینیون فی لبنان حیاة بؤس صنعها التهجیر والحرمان والقوانین المجحفة، وللحدیث عن اللاجئین وحیاتهم، وعن الدور الذی تقوم به حرکة "حماس" لتحسین ظروفهم، کان حوار "المرکز الفلسطینی للإعلام" مع ممثل الحرکة فی لبنان علی برکة.
الحوار تطرّق إلى أوضاع مخیم نهر البارد، والحصار العسکری لبعض المخیمات، والحملة على مدیر "الأونروا" فی لبنان سلفاتوری لمباردو، إضافة إلى شؤون أخرى تهم اللاجئین.
س- ما هو الدور الذی تقوم به حرکة حماس فی لبنان؟
ج ـ اللاجئون الفلسطینیون فی لبنان هم أشد اللاجئین فقراً، وهذا نتیجة الإبعاد عن فلسطین أولاً، وثانیاً بسبب تقلیص خدمات "الأونروا" تجاههم، وثالثاً بسبب الحرمان الذی تفرضه السلطات اللبنانیة، ومنع الفلسطینیین من حقوقهم فی لبنان. لذلک فإن حرکة "حماس" تعمل على کافة الصعد السیاسیة والاجتماعیة والإعلامیة والثقافیة من أجل التخفیف عن معاناة اللاجئین الفلسطینیین فی لبنان. فأنشأت مکتباً لشؤون اللاجئین الفلسطینیین فی لبنان، یهتم بأوضاعهم بکافة الجوانب السیاسیة والاجتماعیة والقانونیة، ویقوم هذا المکتب باتصالاته لدى "الأونروا" والسلطات اللبنانیة فی القضایا التی تخص اللاجئین.
هناک أولویات لدى حرکة "حماس" فی الساحة اللبنانیة؛ ومن هذه الأولویات إقرار الحقوق المدنیة والاجتماعیة للفلسطینیین فی لبنان، وخاصة موضوع العمل والتملک. وکذلک إعمار مخیم نهر البارد، ومطالبة الحکومة والأونروا بالوفاء بالتزاماتها تجاه هذا المخیم.
ومن هذه الأولویات العمل مع الفصائل الفلسطینیة کافة من أجل المحافظة على أمن واستقرار المخیمات والجوار، ومعالجة قضایا اللاجئین فی لبنان، وتشکیل لجان شعبیة وأمنیة مشترکة فی المخیمات.
وعلى الصعید الاجتماعی تقدّم "حماس" مساعدات للعائلات الفقیرة، وأنشأت فی لبنان مؤسسات خیریة تعمل فی الجانب الاجتماعی، ومستوصفات طبیة، وریاض أطفال. وما نقوم به هو أقلّ الواجب تجاه اللاجئین.
س - هل أنتم راضون عن صیغة البیان الوزاری فیما یخص اللاجئین الفلسطینیین؟
ج ـ البیان الوزاری فیه جوانب إیجابیة لکنه غیر کافٍ. ففی الجانب السیاسی أکدت الحکومة على العمل على حق العودة وتعهدت بتوفیر الحقوق الإنسانیة والاجتماعیة للاجئین الفلسطینیین، لکنها لم تتعهد بتأمین المال اللازم لإعمار مخیم نهر البارد، ولم تتحدث عن إقرار حق التملک، والسماح للفلسطینیین بالعمل فی جمیع المهن.
لذلک نطالب الحکومة اللبنانیة أن ترفع قانون منع التملک، ونحن نتحرک بهذا الصدد، وقمنا بمبادرة مع الفصائل الفلسطینیة من خلال إعداد مذکرة مشترکة سوف نقدّمها للحکومة اللبنانیة.
س - ماذا تتضمن هذه المذکرة؟
ج ـ هذه المذکرة تشمل عدة قضایا، أولاً توکد على ضرورة دعم القضیة الفلسطینیة بکل مکوناتها من الناحیة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة. وتؤکد على حق العودة ورفض التوطین والتهجیر.
ثانیاً تطالب هذه المذکرة بحق العمل والتملک للاجئین الفلسطینیین فی لبنان. والسماح للعامل الفلسطینی بالاستفادة من تقدیمات صندوق الضمان الاجتماعی، خاصة أن العامل الفلسطینی یدفع لصندوق الضمان ما یدفعه العامل اللبنانی.
ثالثاً تطالب المذکرة بمعالجة أوضاع المخیمات من خلال الاعتراف باللجان الشعبیة والأمنیة. ورفع مستوى التنسیق بین اللجان الشعبیة والبلدیات المحیطة بالمخیمات، والسماح بإدخال مواد الإعمار إلى المخیمات، ورفع حالة الحصار العسکری المفروض على المخیمات، خاصة مخیم نهر البارد، والإسراع بمحاکمة الموقوفین الفلسطینیین، وإغلاق ملف مذکرات الموقوفین، خاصة وأن کثیراً من هؤلاء هو بریء.وطالبنا بتسهیل معاملات اللاجئین الفلسطینیین فی مدیریة شؤون اللاجئین، ومعالجة قضیة فاقدی الأوراق الثبوتیة. کما طالبنا بالسماح بالعمل السیاسی والنقابی والإعلامی للاجئین الفلسطینیین، والوفاء بالتزامات الحکومة تجاه مخیم نهر البارد.
س- هل هناک رؤیة لحل مشکلة نهر البارد؟
ج ـ ینبغی أن یدرک الجمیع أن اللاجئین الفلسطینیین فی مخیم نهر البارد لیس لهم ناقة ولا جمل مما حصل من معارک فی المخیم، وسکان المخیم سهلوا معرکة الجیش اللبنانی من خلال خروجهم، ومع ذلک فالمخیم الیوم هو منطقة عسکریة. أما حلّ قضیة نهر البارد فیکون من خلال التالی: أولاً، المطلوب رفع الحالة العسکریة عن المخیم. ثانیاً: تأمین المال اللازم من قبل الحکومة اللبنانیة لإعادة إعمار المخیم. ثالثاً، السماح للمؤسسات الخیریة والاجتماعیة والدولیة للمساهمة بإعادة الإعمار. رابعاً، الضغط على وکالة "الأونروا"، وتشکیل هیئة فلسطینیة لبنانیة مشترکة للإشراف على عمل "الأونروا" فی المخیم، لوقف الفساد والهدر والمحسوبیات.
س - إزاء تصلّب الجانب اللبنانی فی موضوع الحقوق، وفی موضوع نهر البارد، ما هی السبل لمواجهة هذا التصلب؟
ج ـ أولاً، نحن نطالب بحوار فلسطینی لبنانی جادّ حول الوضع الفلسطینی فی لبنان، ونحن نفضل الحوار على أیة وسیلة أخرى، ولکن إذا لم تستجب الحکومة اللبنانیة للحوار سنتحرّک شعبیاً، وبالطرق السلمیة، وعبر وسائل الإعلام، من أجل إظهار مظلومیة اللاجئین الفلسطینیین، ومظلومیة أهلنا فی مخیم نهر البارد، لکی نشکل رأی عام لبنانی ضاغط على الحکومة اللبنانیة، ولاحقاً رأی عام عربی ضاغط. ونؤکد أن اللاجئین الفلسطینیین فی لبنان لیس لهم أطماع فی لبنان، وقد قدّموا الشهداء فی مسیرة مارون الراس مؤخراً على طریق العودة.
س- ماذا تقولون بالحواجز العسکریة المقامة على مداخل المخیمات؟
ج ـ نحن نرفض أن تُعاقب المخیمات جماعیاً من أجل شخص مطلوب هنا أو هناک. ونحن مستعدون من أجل إیجاد آلیة مشترکة لبنانیة فلسطینیة فی سبیل منع أیة نتوءات أمنیة، ومن أجل الحفاظ على الأمن فی المخیمات والجوار. لکن للأسف حتى الآن الحکومة اللبنانیة لم تستجب لمطالبنا بهذا الشأن، ودائماً ینظرون إلى المخیمات بعین أمنیة، مع أن قضیة المخیمات هی قضیة سیاسیة. ونحن ندعو إلى إنشاء وزارة تُعنى بشؤون اللاجئین الفلسطینیین فی لبنان.
س- هل تؤید حرکة "حماس" الحملة التی تستهدف "الأونروا" فی لبنان ومدیرها سلفاتوری لمباردو؟
ج ـ نطالب بدایة بتحسین خدمات "الأونروا" لشعبنا الفلسطینی فی لبنان، وقد فتحنا حواراً فی السنتین الماضیتین مع المدیر العام، لکن هذا الحوار لم یُفض إلى شیء، إنما وعود بتحسین الخدمات، والوضع الصحی والتعلیمی، والإسراع فی إعمار مخیم نهر البارد، ولم نلمس جدیة، أو نتائج ملموسة.وتبین لاحقاً أن هناک فساداً مستشریاً داخل أروقة وإدارة "الأونروا"، وأن معاناة اللاجئین تُستخدم من أجل تأمین الرواتب المرتفعة للموظفین الأجانب، فی حین إن هناک سبعة وأربعین موظفاً أجنبیاً فی لبنان یتقاضون حوالى نصف ملیون دولار شهریاً. أما الموظف الفلسطینی فراتبه لا یتعدّى الألف دولار فی الشهر. وحرکة "حماس"، انطلاقاً من واجبها تجاه اللاجئین، تحرکت مع الفصائل ومؤسسات المجتمع المدنی من أجل الضغط على "الأونروا" لتحسین خدماتها، وهذه الحملة ما زالت مستمرة، فإما أن تُحسّن "الأونروا" خدماتها أو یرحل لومباردو، ویأتی مدیر آخر لتحسین أوضاع اللاجئین. ونحن نخشى أن یکون هناک مشروع أمریکی لتصفیة خدمات "الأونروا".
ن/25