الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

غسان الخطیب: التهدئة لن تدوم طویلا وضرب إیران له نتائج خطیرة على المنطقة

غسان الخطیب: التهدئة لن تدوم طویلا وضرب إیران له نتائج خطیرة على المنطقة

 

 فی حوار مع مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال المحلل السیاسی أستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة بیرزیت والوزیر السابق الدکتور غسان الخطیب إن الحوار  الفلسطینی یجب ألا یکون حوارا من اجل الحوار فقط وانه لا بد من الوصول إلى اتفاق فی هذا الشأن، کما أشار إلى أن موضوع التهدئة لن یصمد طویلا إلا انه لن ینهار بسرعة، وفیما یتعلق بالموضوع الإیرانی وتهدیدات إسرائیل توجیه ضربة لإیران قال الخطیب بان مثل هذه الضربة سوف یکون لها تداعیات خطیرة على المنطقة وأنها سوف تمثل تهدیدا للأمن والسلم فی العالم.

وفیما یتعلق بالذکرى الرابعة لصدوره ، لماذا لم یتم تفعیل قرار لاهای المتعلق بالجدار الذی تقیمه إسرائیل حتى اللحظة ، قال :اعتقد بان تفعیل القرار یکون من خلال عودة المنظمة – منظمة التحریر- إلى الأمم المتحدة لان الأمم المتحدة هی التی طلبت من محکمة لاهای رأیا استشاریا، وبعد صدور القرار الذی کان فی غیر صالح الجدار، کان لا بد من العودة به إلى الأمم المتحدة، الفلسطینیون لم یعودوا به إلیها والسبب المعلن هو إن الأجواء  الدولیة غیر مشجعة وغیر مواتیة  وان التوازنات لا تسمح  وانه إذا ما أخذناه إلى الأمم المتحدة ولم نحصل على القرار المناسب فهذا یعنی ضررا أکثر من الفائدة.

و رداً على سؤال انه الى أین وصل الحوار الفلسطینی الفلسطینی ، صرح الخطیب :هنالک جهودا  حثیثة من العدید من الأطراف  من اجل التهیئة  للحوار خاصة وان فتح وحماس  أبدیا استعدادا للحوار، لکن یجب أن یکون الحوار لیس من اجل الحوار فقط، بل من اجل الوصول إلى اتفاق، ولهذا فان الوسطاء یعملوا على تقریب وجهات النظر وذلک حتى إذا عقدت جلسات الحوار یکون لها احتمالیة بالنجاح لا الفشل، ومن الجهات التی کان لها دور فی هذا الموضوع  هی سوریا، واعتقد بأنه تم الاتفاق مع السوریین على أن تکون مصر هی الدولة الراعیة للحوار  لذلک نتوقع أن یکون هناک جهودا طیبة فی هذا الإطار.

وبشأن إعتقاده هل التهدئة سوف تصمد فی ظل عدم التزام إسرائیل بها کما تقول الفصائل الفلسطینیة ، قال : لا اعتقد بان هذه التهدئة ستدوم لمدة طویلة، ولکن لا یوجد مؤشرات على انهیار سریع لها، ونعتقد بان حماس تحاول أن تثبت لإسرائیل بأنها قادرة على  تثبیت الهدنة وعلى الالتزام وإلزام الآخرین بها، وأنها الطرف الملائم لأی صیغة علاقة فلسطینیة إسرائیلیة مستقبلیة، وبالتالی فان أبعاد هذا الاتفاق لیست فقط أمنیة بل هنالک أبعادا سیاسیة لها، کما تحاول حماس الإیحاء بأنها الطرف الأکثر قدرة على الالتزام  بقضایا من هذا النوع، وهذا حافز یدعو حماس  للمحافظة على التهدئة، کما اعتقد بان إسرائیل تحقق مکسب استراتیجی  أنها أصبحت الآن تتعامل مع قیادة حماس فی التعاطی مع شؤون قطاع غزة ومع قیادة أخرى مختلفة فیما یتعلق بشؤون القدس و الضفة الغربیة، وهذا عملیا مریح لإسرائیل إلى حد بعید،  وإسرائیل تأمل بان یکون مستقبل الضفة الغربیة مختلف عن قطاع غزة ویعزز هذا أن هنالک  قیادتان تتعاملان فیما یتعلق بشؤون کل منطقة على حدة.

و رداً على سؤال من انه هناک ما یشبه الإجماع الفلسطینی على أن المفاوضات مع إسرائیل لا تحقق أی تقدم، إذا لماذا  تستمر المفاوضات ، أجاب الخطیب : المفاوضات فی العادة لا تتم على أساس أنها مضمونة النجاح أو الفشل وهی ساحة من ساحات العمل والسؤال هو لیس لماذا تستمر المفاوضات أو لا تستمر، حیث انه طالما هناک کیانات سیاسیة مثل السلطة أو المنظمة أو إسرائیل فلا بد من تعاطی سیاسی، السؤال هو ما هی المواقف  التی یتم طرحها فی المفاوضات وما هی مجریاتها ومضمونها، وهذا هو المهم أکثر من أی شیء آخر، وفی هذا المجال فنحن غیر مطلین على ما الذی یجری لکن المأخذ هو أن هذه المفاوضات  تجری بدون مرجعیة محددة أو من خلال قیادة محددة توافق أو تعارض المضمون وهذا هو المأخذ الرئیسی.

وحول الوضع فی مدینة القدس ، و بالنسبة للوضع فیها وکل ما تقوم به إسرائیل فی المدینة کیف یؤثر على وضع القدس، قال : کل الإجراءات التی تقوم بها إسرائیل فی المدینة تؤثر سلبا علیها، حیث إن إسرائیل عجلت فی  خطواتها تغییر الوقائع على الأرض فی القدس باتجاه طمس طابعها العربی، لکن اعتقد وبرغم شراسة الهجمة إلا أن إسرائیل لا تحقق نجاحات کبیرة فی هذا المجال، حیث إن الواقع الدیمغرافی لا زال فی غیر صالحها  وبالتالی فهناک معرکة شرسة وهذه المعرکة بحاجة إلى جهد کبیر لان معرکة القدس اکبر من الفلسطینیین، وهی تحتاج إلى مواقف موحدة وصلبة.

وهل انه یقصد مواقف إسناد عربیة إسلامیة ، أجاب :نعم لا بد من وجود مواقف عربیة إسلامیة موحدة ولا بد من إسناد سیاسی دبلوماسی اقتصادی وغیر ذلک نحن مع الأسف نتلقى فقط کلاما لفظیا لا أکثر.

وحول إعتقاده بان المواقف العربیة والإسلامیة غیر کافیة : قال الخطیب : نعم هذه المواقف غیر کافیة وهی لیست سوى مواقف لفظیة.

وبشأن  تهدید إسرائیل بضرب إیران برغم تأکیدات إیران إن مشروعها النووی سلمی وکذلک تأکیدات البرادعی  وحتى بعض المواقف الأمیرکیة کیف سیؤثر ذلک على المنطقة ، قال الخطیب :بدایة أنا اعتقد بان إسرائیل لن تقدم على ضرب إیران ومن خلال معرفتنا  بالتفکیر والسلوک الإسرائیلی فان إسرائیل عندما تعلن شیئا فهی تفعل عکسه واعتقد بأنها لن تقدم على ضرب إیران لان الموضوع لیس من حجم إسرائیل وقدرتها، وهو یتطلب ضوءا اخضرا أمیرکیا، لکن إذا ما حصل  وقامت إسرائیل بتوجیه ضربة لإیران فسیکون له تداعیات خطیرة جدا على المنطقة  وعلى الأمن والسلم فی العالم، وکذلک سیؤثر على الخریطة السیاسیة لدول المنطقة، وسیکون له تأثیراته الخطیرة جدا لیس على إسرائیل وإیران فقط  وإنما على المنطقة بأسرها وخاصة المناطق المحیطة.

( أجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25


| رمز الموضوع: 140743







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)