المحلل السیاسی مخیمر أبو سعدة لقدسنا: منذ بدء التهدئة بدأت إسرائیل تخلق قواعد لعب جدیدة فی غزة و المطلوب بدء الحوار الوطنی الفلسطینی
المحلل السیاسی مخیمر أبو سعدة لقدسنا: إسرائیل منذ بدء سریان التهدئة بدأت تخلق قواعد لعب جدیدة فی قطاع غزة و المطلوب بدء الحوار الوطنی الفلسطینی الشامل لإنهاء الانقسام
غزة- حوار خاص وکالة قدسنا للأنباء
قال المحلل السیاسی الدکتور مخیمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة الأزهر بغزة الیوم، أن الوضع الفلسطینی الداخلی وحالة التشتت المستمر یعطی دولة الإحتلال الإسرائیلی ، المزید من الاستفراد وممارسة أعمالها الإجرامیة بحق أبناء الشعب الفلسطینی ".
مؤکدا فی حوار مع مراسل وکالة قدسنا للأنباء الیوم السبت فی مدنیة غزة ، بان المطلوب بدء الحوار الوطنی الفلسطینی الشامل لإنهاء الانقسام السیاسی فی أسرع وقت ممکن وهذا یتحمله الجمیع ، الکل فی قاعدة المسؤولیة ، وعلى الجمیع تثبیت وقف الحملات الإعلامیة التحریضیة و من الملاحظ انه منذ مبادرة الرئیس للحوار هناک هدوء فی الحملات الإعلامیة ، نتمنى ان تبقى ووقف حملات الاعتقال السیاسی وعلینا ان نحاول استعادة الدعم العربی و الدولی للشعب الفلسطینی" .
وبسؤاله حول التهدئة بعد مرور ثلاثة أسابع علیها قال أبو سعده " التهدئة فی غزة والکل یتحدث عنها وهل هی ستصمد وما مستقبلها وهل هی طویلة أم قصیرة الأم وما حقق الشعب منها، هناک ارتیاح جماهیری للتهدئة، لکن عامل الحصار الظالم والمأساوی جعل الغالبیة العظمى یأمل بإنهاء هذا الحصار والتوصل لتهدئة مع الإحتلال وإنهاء معاناة ملیون ونصف، کون حالة الفقر وصلت إلى 80% و60 % عاطلین عن العمل ووفاه 200 مواطن جراء إغلاق المعابر، إلى آخرة".
وتابع : " والأسوأ من ذلک أن إسرائیل منذ بدء سریان التهدئة بدأت تخلق قواعد لعب جدیدة فی قطاع غزة ، قبل بدء سریان التهدئة کان هناک حصار وعدوان على قطاع غزة لکن کانت البضائع و المعابر مفتوحة بشکل جزئی ، الآن الأسوأ ان کل صاروخ یطلق تغلق المعابر بشکل کلی و شامل لمدة یومین او ثلاثة ، إسرائیل خلقت قواعد لعب جدیدة مع قطاع غزة ، وهذا یعنی ان الأوضاع إذا استمر إطلاق الصواریخ الفردیة هذا یعنی بان الأوضاع فی قطاع غزة یمکن ان تؤول الى الحافة المأساویة إلا إذا توقف هذه الصواریخ على الأقل حفاظا على المصلحة الوطنیة ".
وأضاف : " على أیة حال هذا یتطلب من الجمیع ان یفعل شیء من اجل إنهاء هذه الحالة المأساویة وبناء على ما تقدم واضح ان هناک تداعیات سیئة و تداعیات سلبیة على الشعب الفلسطینی و على القضیة الفلسطینیة جراء الانقسام ومنه أولا تراجع الدعم العربی والدعم الدولی للشعب الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة بسبب هذا الانقسام وما رافق هذا الانقسام من تحریض إعلامی سیء ومسیء بکل معنى الکلمة " الحدیث کان دائما عصابات حماس و ملیشیات حماس و أجهزة عباس و غیره من العبارات الإعلامیة التحریضیة " ونحن بذلک قدمنا صورة سیئة عن أنفسنا فی وسائل إعلام العالم والشیء السیئ الثانی وهو الإحباط و الیأس لدى المواطنین الفلسطینیین ، هناک حالة إحباط و یأس کبیرة ورغبة الهجرة لدى شریحة کبیرة من المجتمع الفلسطینی خاصة الشباب وهناک تقدیرات بحوالی 40% منهم طالبوا بالهجرة من قطاع غزة ، فی الوقت التی نطالب فیه بعودة اللاجئین وتطبیق قرار الشرعیة الدولیة 194 هناک لدینا ثلث المجتمع یرید الهجرة و الأحرى بنا ان نحافظ على صمود من بقی على الأرض الفلسطینیة فی قطاع غزة و الضفة الغربیة بدلا من المطالبة بعودة اللاجئین و تطبیق القرار 194 ".
وبسؤاله عن استمرار عملیة التفاوض فی ظل الاستیطان رغم الدعوات الکثیرة التی تطالب بوقف ذلک أوضح أبو سعدة لقدسنا : " هذه المفاوضات استمرت فی ظل بناء جدار الفصل العنصری والذی تحاول إسرائیل استکماله ، وتعمد إسرائیل على أن هذا الجدار هو الحدود السیاسیة بینها وبین الضفة الغربیة، إضافة إلى لک الحواجز العسکریة لا تزال على ما هی علیه و أسوء، وهناک تقاریر من قبل الأمم المتحدة ومؤسسات حقوقیة وحتى مؤسسات حقوقیة إسرائیلیة تتحدث عن وجود ما یقارب من 608 حواجز تقطع أوساط الضفة وذلک أشبکة بکنتونات معزولة، ویصعب على المواطن التحرک من قریة لأخرى، وبعض المزارعین لا یستطیعون التنقل ما بین أراضیهم وبیوتهم ".
وقال : " لذلک هذه الحالة للأسف منذ مؤتمر أنابولیس وحتى هذه اللحظة ، الأوضاع فی الضفة الغربیة على مستوی إجراءات الإحتلال الإسرائیلی هی مأساویة کارثیة فی نفس الوقت ، وهذا استوقف العدید من المراقبین سواء کان قیادات فلسطینیة او محللین سیاسیین، الذین طالبوا بوقف هذه المفاوضات ، لان استمرار المفاوضات السیاسیة یمکن أن یستخدم کتغطیة على جرائم الإحتلال الإسرائیلی فی الضفة الغربیة ، وحتى هذه اللحظة لا نسمع شیء ایجابی عن هذه المفاوضات، بل نسمع تصریحات متضاربة من الرئیس محمود عباس ومن هم فی مرکز القرار الفلسطینی ، والطرفین مطالبان بتقدیم صورة واضحة عن هذه المفاوضات وصریحة هل هناک تقدم بها وشیء ایجابی ، لکن هی الآن غیر مجدیة".
وفی ختام حواره وعن الدور المطلوب من اجل إنهاء الحوار لکافة الأطراف قال أبو سعدة : " المطلوب بدء الحوار الوطنی الفلسطینی الشامل لإنهاء الانقسام السیاسی فی أسرع وقت ممکن وهذا یتحمله الجمیع ، الکل فی قاعدة المسؤولیة ، وعلى الجمیع تثبیت وقف الحملات الإعلامیة التحریضیة و من الملاحظ انه منذ مبادرة الرئیس للحوار هناک هدوء فی الحملات الإعلامیة ، نتمنى ان تبقى ووقف حملات الاعتقال السیاسی وعلینا ان نحاول استعادة الدعم العربی و الدولی للشعب الفلسطینی".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS