عملیة التسویة بالشرق الأوسط بین العرب والکیان الصهیونی
کتب إلیوت أبرامز فی مجلة "فورین بولیسی" مقالاً تناول فیه عملیة التسویة فی الشرق الأوسط بین العرب والکیان الصهیونی، معتبراً أن هذه العملیة لا تنسجم الیوم أکثر من أی وقت مضى مع التطورات فی منطقة الشرق الأوسط.
فی هذا الإطار، لاحظ أن "(ما یسمّى) الربیع العربی قد أنتج انتصارات للإخوان المسلمین، ومکاسب للسلفیین، وفوضى فی سوریا، واضطراب فی مصر، واهتزازات فی الأردن".
ویضیف أن "البرنامج النووی الإیرانی یسیر بثبات إلى الأمام بالرغم من تشدید العقوبات واستمرار المفاوضات بین إیران والقوى الرئیسیة فی العالم".
وفی هذه الأجواء مضافاً إلیها الاستعداد للانتخابات الرئاسیة الأمیرکیة، یقول الکاتب "وسط هذه التطورات، إن ما یُسمّى عملیة السلام سوف تدخل سنتها الـ46 فی 10 حزیران (یونیو) الجاری".
"ففی مثل هذا الیوم من سنة 1967 تم الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد حرب الأیام الستة، تارکاً لإسرائیل السیطرة على الضفة الغربیة وغزة وسیناء ومرتفعات الجولان والقدس، لکن بانقسام حول ما ستفعله بالمکاسب الجدیدة".
وبعد عرض لأبرز المحطات التاریخیة منذ ذلک الحین، یتابع الکاتب قائلاً "لا تتوقعوا أی مبادرات من الولایات المتحدة قبل انتهاء الانتخابات الرئاسیة".
"فإذا کسب رومنی، سوف یحتاج هو وفریقه الجدید إلى الوقت للاستقرار وقد یرون المفاوضات الإسرائیلیة – الفلسطینیة، فی قاع اهتمامات الطاقة الدبلوماسیة أکثر من کونها أولویة".
"أما إذا اُعید انتخاب أوباما، فلن یکون لدیه مساعدون فی منطقة الشرق الأوسط".
"إذ ان مستشاره للشرق الأوسط دنیس روس ترک عمله، وجیفری فیلتمان، مساعد وزیر الخارجیة لشؤون الشرق الأدنى، غادر لیتسلم منصباً فی الأمم المتحدة".
"ویبدو أن نائب وزیر الخارجیة بیل بیرنز سیترک عمله عندما یتم تعیین وزیر جدید، أو بعد ذلک بأشهر قلیلة".
ویلاحظ الکاتب أیضاً أنه "فی کانون الثانی (ینایر) 2009، عین اوباما (جورج) میتشل مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط فی الیوم الثانی من تسلمه مهامه، لکن هذا النوع من الأولویة لن یُخصص لعملیة السلام فی کانون الثانی 2013، أیا کان الرابح (فی انتخابات الرئاسة)".
کما یشیر الکاتب إلى أن "الائتلاف الإسرائیلی الجدید لدیه مجال للمناورة، لکن لا تتوقعوا منه أن یجعل الدبلوماسیة مع الفلسطینیین من أولویاته".
"سوف یتخذ الائتلاف قراراته بشأن إیران أولاً، وینتظر ریثما یرى من سیکون الرئیس الأمیرکی للسنوات الأربع المقبلة".
ویعتبر أن"إسرائیل القلقة حیال الاستقرار فی سوریا ومصر والأردن ولبنان، والتی تواجه (ما تعتبره) برنامجاً إیرانیاً متصاعداً للأسلحة النوویة، لا یبدو أنها ستجازف بکثیر من المخاطر فی الضفة الغربیة".
"إن محادثات سلام کهذه سوف تفشل على الأرجح".
"وهذا ما یجعل نتنیاهو یواجه بدیلین: استکمال التنمیة الاقتصادیة والمؤسساتیة فی الضفة الغربیة من دون محادثات، أو تنفیذ خطة شارون/أولمرت/موفاز فی الضفة الغربیة".
ثم ینتهی الکاتب إلى القول "أجلس لساعة فی مناسبات مع صحافیین ودبلوماسیین وقادة سیاسیین إسرائیلیین وعرب فی واشنطن".
"أراقب الساعة، وعندما تکتمل أجدنی قادراً على القول فی لقاء بعد آخر: لقد تحدثنا عن الشرق الأوسط لساعة، ولم یقل أی منا کلمة "فلسطینی". إنها مسألة مؤجلة إلى السنة المقبلة، أو السنة التی تلیها".
انتهی / شا/ 24