محللون سیاسیون فلسطینیون:الربیع العربی سینهی اتفاق کامب دیفید

قال محللون سیاسیون فی فلسطین ان الثورات العربیة اعادت فلسطین الی مکانتها الطبیعیة وان الثورة المصریة ستنهی اتفاق کامب دیفید لانها ستفرز قیادة ثوریة غیر راغبة ببناءعلاقات مع الکیان الصهیونی وقال أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة النجاح بنابلس البروفیسور عبد الستار قاسم : ان الوقت الزمنی الذی مر على ثورة الشعوب قصیر لا یمکننا الحکم من خلاله على أداء هذه الثورات، لکن هذه الشعوب أثبتت انتمائها للقضیة الفلسطینیة وشعبها المرابط. وأضاف" أن الشعوب العربیة ثارت وخلعت وتحدت وما زالت تتحدى حکاما أهانوا الأمة ووضعوا قراراتها تحت الهیمنة الأمریکیة والصهیونیة والغربیة والأمم الأخرى, وبالتالی هذه الأنظمة تنهار وتتهاوى لصالح حکام جدد سیختارهم الثوار وسیحملون فکرهم الثوری.

وأشار إلى أن النظم الرسمیة فی الدول الثائرة ستتحول من نظم تابعة للأمم الأخرى إلى نظام مستقل قادر على اخذ قرارات تاریخیه لصالح القضیة الفلسطینیة بدلاً من الأنظمة التی یعمل الثوار العرب على خلعها والتی کانت تضعف القرار الفلسطینی وتعمل على ترهیب الفلسطینیین".

وأکد البروفیسور قاسم أن الثورة المصریة سیکون لها انعکاسات ایجابیة أکثر من غیرها على القضیة الفلسطینیة، لأنها ستفرز قیادة ثوریة غیر راغبة ببناء علاقات مع العدو الصهیونی وستنهی اتفاق کامب دیفید الذی أراح الصهاینة لسنین طویلة وترک الفلسطینیین وحدهم فی ساحة المعرکة.

وشدد فی حدیثه على أن الأمة العربیة والإسلامیة ستدخل لا محالة فی الصراع مع "إسرائیل"، وستنتهی الفترة الذهبیة التی عاشها الصهاینة فی أمان استقرار فی عدد من الدول العربیة, معتبرا أن الثورات العربیة أفرزت نظاما مصریا یغض الطرف عن الفلسطینیین فی غزة وأصبح المواطن الغزی لا یعتقل بسجون امن الدولة فی مصر إضافة إلى فتح معبر رفح بصورة أفضل بکثیر مما کان علیه سابقا, إلا أن قاسم قال "إن المطلوب من الشعوب العربیة أکثر من ذلک بکثیر لکننا نقول إن هذه الشعوب بحاجة إلى بعض الوقت لترتیب وضعها الداخلی".

من ناحیته أکد أستاذ العلوم السیاسیة بجامعة الأزهر بغزة الدکتور مخیمر أبو سعده أن الربیع العربی ألقى بظلاله الایجابیة على القضیة الفلسطینیة بشکل کبیر رغم أن الشعوب الثائرة لم تختبر حتى اللحظة بشکل قوی, منبها إلى أن الثورات العربیة کان لها تأثیر ایجابی على القضیة الفلسطینیة.

وبین أن من أهم ما أفرزته الثورات العربیة هو أن المنطقة وشعوبها لم تعد تتلقى ثقافة وقیم الغرب دون أن یؤخذ بعین الاعتبار أن هذه الشعوب حیه، على عکس ما کان سائدا من قبل.وقال:" الغرب والولایات المتحدة الأمریکیة کانوا یعاملون الشعوب على أنها شعوب میتة قبلت أن تحکمها أنظمة دیکتاتوریة وبالتالی کان ینظر الیها على أنها شعوب غیر قادرة على الثورة ضد الاستبداد والقمع التی تتعرض له، أما الآن فأصبحت شعوب فاعله یحسب لها ألف حساب".

وقال الدکتور أبو سعده فی مقابلة مطولة : إن الثورات العربیة جعلت "إسرائیل" تشعر بعزلة لم تشعر بها منذ توقیع اتفاق "کامب دیفید" مع مصر الذی جعلها تشعر بحالة من الاسترخاء والهدوء وجعلها ترکز فی عدوانها على سوریا ولبنان وفلسطین لأنها وصلت إلى قناعة أن السلام مع مصر هادئ أما الیوم فهذا الاتفاق أصبح مهددا بالانهیار بسبب الثورة المصریة, وبالتالی أصبحت " إسرائیل" الیوم معزولة إقلیمیا إضافة إلى أنها تواجه مخاطر حقیقة من حلفاء سابقین.

وشدد أبو سعده فی حدیثه على أن "الشعب الفلسطینی یتطلع إلى دعم وإسناد اکبر من الشعوب العربیة, ولکن بتقدیری هذه الشعوب لم تختبر بعد وعلى الرغم من أنها منشغلة بأوضاعها الداخلیة أؤکد واجزم إذا ما فکرت "إسرائیل" بشن عدوان جدید على غزة کالذی وقع فی شتاء العام 2008 سیکون لهذه الشعوب کلمتها الفصل وستکون أمام ساعة اختبار حقیقیة لأنها قادرة على قول کلمتها".

وتابع یقول إن الربیع العربی کان له أثره الایجابی على المستوى الدبلوماسی على القضیة الفلسطینیة ولولا الثورات لما وجدنا هذا الدعم والاصطفاف الرسمی خلف قرار رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس بالتوجه إلى الأمم المتحدة لطلب العضویة الکاملة لفلسطین فی مجلس الأمن.

ولفت أبو سعده إلى أن هناک دولا عربیة لا ترید لفلسطین أن تکون دولة مستقلة بسبب تقاطع مصالحها مع الغرب، إلا أن هذه الدول لم تقدر على التعبیر عن هذا الموقف بسبب الثورات العربیة وأجبرت على تأیید الطلب الفلسطینی بالتوجه إلى مجلس الأمن.

ن/25