أحمد یوسف: عزل حرکة "حماس" لیس بالخیار المجدی
أکد المستشار السیاسی السابق لرئیس الحکومة الفلسطینیة فی غزة أحمد یوسف، أن عملیات استهداف الإسلام وقواه الحرکیَّة – بذریعة الحرب على "الإرهاب"- یمثل دیدن السیاسة الأمریکیة.وقال یوسف فی کتابٍ لسلسلة من المراجعات الفکریة والسیاسیة:" من الواضح لأی مراقب أن لدى أمریکا والغرب بشکلٍ عام، أکثر من رؤیة حول کیفیة التعامل مع الإسلامیین، وقد ظهر تباین هذه الرؤى جلیاً بعد أحداث الحادی عشر من أیلول/ سبتمبر وبدا بعضها أکثر عدوانیة من غیره".
وأشار إلى أن جهات إعلامیة ومراکز دراسات لا تُخفی انحیازها لوجهة النظر الصهیونیة قد غذَّت تلک الرؤى بحیث بدا واضحاً کم هی معنیة – أو بعضها- بدفع الغرب إلى تصعید المواجهة مع العالم العربی والإسلامی وخلق تحالفات تخدم مصالح "إسرائیل" وتعزز مواقع تأثیرها فی المنطقة. ولفت یوسف إلى أن واشنطن بدأت تُدرک أخیراً أن توجهها لتقویض ظاهرة الإسلام السیاسی بهدف الحفاظ على سطوتها وامتیازاتها النفطیة الهائلة فی المنطقة مُنی بالفشل، فغیرت اتجاه البوصلة عن المواجهة. وأوضح أن واشنطن رأت ضرورة الانفتاح على ظاهرة الإسلام السیاسی الذی بدأ یعلو صوته وتشتد قوة مبرراته وجاهةً، وهو ما ظهر فی وعود الرئیس الأمریکی باراک أوباما بفتح صفحة جدیدة مع العالم الإسلامی تطوی صفحة المآسی وتهیئ لعلاقات جدیدة. ونوَّه یوسف – الذی عاش فترةً طویلة فی أمریکا- إلى أن ما صرَّح به أوباما لازال فی طور الأقوال رغم أن "الإسلامیین لطالما کانوا یطالبون فی حواراتهم الجادة مع الغرب بالعمل على تفکیک "نقاط الاشتباک" والإسهام بتأثیث الذهنیة الإسلامیة والغربیة والعمل فی سیاق المصالح المتبادلة وفی ظل أخلاقیات لا تجرح مشاعر المسلمین وتعزز من ثقافة التسامح والتعاون والتعایش".
وتطرق یوسف للحالة الإسلامیة فی فلسطین وبالأخص إلى حرکة "حماس"، التی بیَّن أن هنالک فهماً خاطئاً لها واتهاماتٍ بعیدة عن رؤیتها لنفسها ومشروعها السیاسی؛ بحیث یجری التعامل معها وکأنها حرکة "إرهابیة" متطرفة.
ومن بین ما عدَّد المستشار السیاسی السابق لهنیة من أمور لا یعرفها الرأی العام عن "حماس" قوله:" إن الحرکة تُفضل الوصول لتحریر فلسطین بالطرق السلمیة، وتؤمن بالحوار مع الغرب وتدعو لشراکة معه على قاعدة المساواة والاحترام المتبادل".
ولفت إلى أن ما تحدث عنه یُمثل صورة غیر الصورة النمطیة التی رسمها کیان الاحتلال لـ "حماس"، والتی حاولت فیها إلباس الحرکة ثوب الشیطان ووسمها بالتطرف والإرهاب بغرض تشویه صورتها والتحریض علیها. وقال یوسف:" درجت أجهزة المخابرات "الإسرائیلیة" على تلفیق الاتهامات والأکاذیب ضد "حماس" مستعینةً فی ذلک بماکینة الدعایة الصهیونیة"، متابعاً:" وخرج من رحم ذلک الحدیث عن "طلبنة" قطاع غزة اعتماداً على تصرفاتٍ فردیة ولیس استناداً لقرار حکومی أو لبیان وزاری". وکشف المسؤول الرسمی السابق فی غزة النقاب عن استخدام الکثیر من أسالیب المکر والخداع – داخلیاً أو خارجیاً- لتقویض عمل حکومة القطاع المحاصر التی قادتها وشکلتها حرکة "حماس".
وختم حدیثه بالقول:" إن "حماس" جزء متکامل موحد على الخارطة السیاسیة الفلسطینیة وهی حرکة إسلامیة معتدلة وأکدت مراراً التزامها بالدیمقراطیة ومبادئها، وبالتالی فإن عزلها لیس بالخیار المجدی أو الممکن"، مشیراً إلى إقرار وزیر الخارجیة الأمریکی الأسبق کولن باول بذلک عندما تحدث فی مقابلة تلفزیونیة عن ضرورة إیجاد طریقة للتواصل مع الحرکة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS