الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

هانی المصری :الثورات العربیة.. الانتفاضات الفلسطینیة

تأثیر حرب غزة على ثورات العرب   

 

 قابل الفلسطینیون شدة القصف على غزة بالصمود لإفشال خطط الاحتلال

 

قبل أیام حین اقتربت قوات معمر القذافی من مدینة بنغازی استحضر عضو الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین، ونیس المبروک، صبر الفلسطینیین فی غزة أثناء الحرب الأخیرة علیها، لیثبّت اللیبیین ویؤکد لهم حتمیة التمکین.

وهنا یتحدث محللون عن تأثیر التجربة الفلسطینیة وتضحیات الفلسطینیین من أجل التحرر والعیش بکرامة، فی إحیاء روح الثورة لدى الشعوب العربیة، وکسر حاجز الخوف من الزعیم والدبابة والسلاح فی سبیل الحریة.

کما یشیر البعض منهم إلى حالة الغلیان التی انتابت الشعوب بعد احتضان واستضافة زعماء عرب لقادة إسرائیل قبل وخلال وبعد الحرب على غزة، وفی المقابل نبذ قیادات فلسطینیة فازت فی انتخابات نزیهة عام 2006، وخاصة إسماعیل هنیة رئیس الحکومة التی شکلتها حرکة المقاومة الإسلامیة (حماس) فی حینه.

یلخص مدیر مرکز رام الله لدراسات حقوق الإنسان إیاد البرغوثی التأثیر الفلسطینی على الثورات العربیة فی دورین أساسیین: الأول المحور الزمنی حیث کشف مرور الوقت عن تواطؤ کثیر من الأنظمة مع إسرائیل، "لیس عند حد المعاهدات والاتفاقیات فقط، بل إلى درجة الحب والود"، الأمر الذی أثار الجماهیر العربیة "لأن قضیة فلسطین تعد قضیة ضمیر بالنسبة للشعوب العربیة وکثیر من شعوب العالم".

اما الشکل الثانی للتأثیر، فأوضح البرغوثی أنه یتمثل فی الظلم الذی وقع على الفلسطینیین لعشرات السنین، ومع ذلک لم یقبلوا به أو یستسلموا له بشکل نهائی، رغم ما قد یظهر أنه استسلام، مما ألهم کثیرا من الشعوب لرفض الاستسلام للواقع. ولفت إلى تأثیر صورة البطل على الفلسطینیین، رغم أنه مبالغ فیها أحیانا، وصبرهم أمام قوة لا تقارن مع قوتهم، مما جعل منهم نموذجا یحتذى به للباحثین عن الحریة فی العالم. وأضاف البرغوثی أن الانتفاضة الأولى والمقاومة فی لبنان وانتصار دولة صغیرة على قوة إسرائیل الکبیرة کسر حاجز الخوف لدى الشعوب.

فی السیاق ذاته، یرى المحلل السیاسی هانی المصری أن الثورات العربیة تتشابه فی کثیر من أشکالها مع الانتفاضات الفلسطینیة، التی باتت عاملا أساسیا فی بث روح التحدی لدى الشعوب. ویبین أن المواطن العربی أصبح الآن یخیف الحکام ویقلقهم ویهدد أنظمتهم، بعد أن خافهم وضرب لهم ألف حساب لعشرات السنین، وهذا یفتح أفقا جدیدا ومختلفا للعرب والفلسطینیین.

مقابل استلهام روح الثورة من الفلسطینیین فإن القضیة الفلسطینیة تبدو غائبة عن المشهد فی کثیر من البلدان، وإن حضرت فی بعضها، وفق المحللین، ومع ذلک یرى هؤلاء أن القضیة ستظل مرکزیة بالنسبة للشعوب التی یرون أنها ستقرّب الفرج للقضیة عند تحقیق شعارات ثوراتها.

وهنا یوضح البرغوثی أن الشعوب منشغلة الآن بشعارین أساسیین: الدیمقراطیة والعدالة الاجتماعیة، ممزوجین بالکرامة الوطنیة، و"هذا فی النهایة -إذا ما تحقق- یصب فی صالح القضیة الفلسطینیة، لأن الشعوب بالتأکید هی مع الفلسطینیین".

 

أما المصری فیقول إن الوضع الفلسطینی والظلم الإسرائیلی الواقع علیه لم یظهر مباشرة فی الثورات العربیة، لکن هذا لا یعنی غیابهما فی خلفیة هذه المظاهرات، مبینا أن ظاهر مطالب الثوار الآن هو الکرامة والحریة والدیمقراطیة والدستور وقضایا حقوق الإنسان وغیرها، وبالتالی فإن هذه القضایا تشغل المتظاهرین بشکل کبیر.

ویعتبر المحلل السیاسی أنه من الطبیعی الترکیز على القضایا الداخلیة، ومع ذلک شدد على أن الشعب الفلسطینی یأمل مواقف معلنة من الثوار تجاه قضیته، ومما یجری وما یتعرض له، بدل الانکباب التام على الشأن الداخلی.

وخلص إلى أن الثورات العربیة تساعد على تقریب الحریة للشعب الفلسطینی، وأن الشعوب الحرة الدیمقراطیة لا تفقد الآمال، وأن الماضی لن یعود کما کان، لأن أسوأ نظام سیأتی، مهما کان، لن یضغط على الفلسطینیین کما فی السابق.

ن/25


| رمز الموضوع: 140615







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)