المفاوضات تدفن النضال التاریخی للشعب الفلسطینی
خبراء ومحللون فلسطینیون: المفاوضات تدفن النضال التاریخی لشعبنا
أجمع خبراء ومحللون سیاسیون فلسطینیون على أن مسیرة التفاوض الطویلة التی انتهجتها السلطة الفلسطینیة مع کیان الاحتلال لم تسجل إنجازاً یذکر وعادت بالخسائر الجسیمة على الشعب الفلسطینی، مؤکدین أن تلک المسیرة تجری دون أی طموح من الذین ینساقون خلفها.
و شدد الخبراء والمحللون على أن الخیار الوحید والبدیل للمسیرة التفاوضیة التی استمرت 19 عاماً دون تحقیق أی طموح فلسطینی هو إتباع طریق المقاومة والصمود فی مواجهة الاحتلال، إلا أن بعض هؤلاء ذهبوا إلى القول:" إن هذه المقاومة سیظل عملها محصوراً ولن یرتقی للمستوى المطلوب فی ظل استمرار الانقسام واستفحال التفکک فی الساحة الفلسطینیة".
ویرى المحلل السیاسی الدکتور إیاد البرغوثی، أن السلطة الفلسطینیة أنشئت لمتابعة سیر المفاوضات واستمرارها، مذکراً بتصریحات کبیر المفاوضین فی منظمة التحریر الفلسطینیة صائب عریقات التی أکد خلالها إمکانیة انهیار السلطة الفلسطینیة فی حال فشل المفاوضات مع الاحتلال. وتابع القول : "مستقبل المفاوضات لن یحقق التخلص من الاحتلال لذلک هی فاشلة على المستوى الفلسطینی، ولکن على المستوى "الإسرائیلی" ستحقق بعض الشکلیات التی لن تکون فی صالح قضیتنا مثل إبقاء التنسیق الأمنی واستمرار قمع المقاومة، وهذا ما سینجزه الاحتلال".
واستبعد د. البرغوثی أن یتمکن الفلسطینیون من نیل حقوقهم بطریق المفاوضات، قائلاً: "حتى خیار المقاومة یبقى خیاراً منقوصاً فی حال استمرار الانقسام الذی یشل الشارع الفلسطینی".
فی حین رأى الخبیر السیاسی الدکتور حسن عبدو أن مسیرة التفاوض تؤدی إلى دفن النضال التاریخی للشعب الفلسطینی، مضیفاً "لأول مرة فی التاریخ تشهد الحرکة الوطنیة هذا الانقسام الهائل بین قوى لا تزال متمسکة بالمقاومة، وأخرى ترید أن تظل فی خارطة المشروع الوطنی من خلال التفاوض". وأوضح الدکتور عبدو أن المفاوضین الفلسطینیین یدرکون جیداً أن المفاوضات ترتبط بوجود السلطة لأنها ولدت لتعزیز هذا الخیار محققةً بذلک مکتسبات اقتصادیة وسیاسیة للحفاظ على وجودها، مشیراً إلى أنهم لم یحققوا أی أهداف وطنیة تخص الشعب الفلسطینی برمته. وأضاف: "هذه المفاوضات تجری دون أی طموح من الذین ینساقون خلفها، ولکن الهدف الأساسی هو قطع الطریق على خیار المقاومة، بمعنی أن غیاب نهج التفاوض یعنی انتفاضة ثالثة وبروز المقاومة والعمل العسکری، لذلک المفاوضات نشأت لتعبئة الفراغ السیاسی حتى لا یعود الخیار من جدید إلى المقاومة، وبالتالی المفاوضات جزء من المصلحة الصهیو-أمریکیة".
واستدرک الدکتورعبدو یقول: "عندما تفشل هذه المفاوضات سیعود هذا الحیز السیاسی فارغاً، لذلک سیتوجب على المقاومة أن تصعد من عملیاتها دون الالتفاف على خیار التفاوض، لأن المقاومة هی الخیار الوحید لنیل الحقوق الفلسطینیة".
أما أستاذ العلوم السیاسیة فی الجامعة الإسلامیة بغزة الدکتور حسام عدوان، فأکد بدوره على أن دخول السلطة الفلسطینیة فی المفاوضات انطلق من فرضیات خاطئة وهی إمکانیة إنهاء الاحتلال بالتفاهم معه.
وبیّن د. عدوان أن الطرف الفلسطینی لم یحقق أی أرباح رغم التزامه بکل اشتراطات "خارطة الطریق" وتطبیقها، ومنها ملاحقة المقاومة وإبادتها، وقال: "السلطة الفلسطینیة أنجزت کل ما هو مطلوب منها فی "خارطة الطریق"، ولکن سلطات الاحتلال لم تنجز أی شیء وأضرت بالمصالح الفلسطینیة". وأشار إلى أن البدیل الأمثل فی ظل حالة الاستقواء الصهیونی والعجز العربی أمام الاحتلال یکون عن طریق التراجع عن المفاوضات والدخول فی مرحلة الصمود وعدم التنازل، والتمسک بالمقاومة المشروعة.
وأضاف عدوان: "نحن أمام مرحلة واضحة، وهی أن القیادة السیاسیة الفلسطینیة غیر قادرة على الصمود وهی ذاهبة من تنازل إلى آخر، وهذا ما تسمیها السیاسة بالمفاوضات القصریة، لذلک لا یوجد أی تعادل فی موازین القوى بین طرف الاحتلال والسلطة الفلسطینیة".
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS