أبو طیر لقدسنا: قرار الاحتلال جائر ومرفوض

الشیخ أبو طیر المُهدّد بالإبعاد عن القدس لـ "قدسنا":
قرار الاحتلال جائر ومرفوض وسنفشله کما أفشلنا مخططات تفریغ المدینة وتهویدها..!
القدس المحتلة / انتهت المهلة التی منحتها سلطات الاحتلال الصهیونیة للشیخ محمد أبو طیر عضو المجلس التشریعی الفلسطینی عن دائرة القدس یوم الجمعة الفائت، ورغم أن سلطات الاحتلال جرّدته من کل أوراقه الثبوتیة وهویته وبطاقته الشخصیة وما یثبت شخصیته، شأنه شأن زملائه محمد طوطح وأحمد عطون عضوا المجلس التشریعی ووزیر القدس الأسبق المهندس خالد أبو عرفة، الذین ینتظرهم نفس المصیر ونفس القرار.
إلا أن الشیخ أبو طیر أبدى تصمیماً کبیراً بعدم الامتثال لقرارات الاحتلال الجائرة، والبقاء فی منزله ببلدة صور باهر التی تقع الى الجنوب الشرقی لمدینة القدس المحتلة.
وجاءت قرارات الإبعاد عن القدس لنواب ووزیر القدس بعد اعتقال دام أربعة سنوات تسلم النائب المقدسی فی المجلس التشریعی محمد أبو طیر فی نفس الیوم الذی أفرج عنه، قرار إبعاده عن مدینته المقدسة، بحجة عدم حمله الهویة المقدسیة التی تمکنه من المکوث بالقدس المحتلة.
ورغم أن قرار سحب هویات نواب ووزیر القدس اتخذ قبل عامین تقریبا إلا أن الاحتلال قرر مؤخرا تطبیقه، و ذلک بعد الإفراج عن النائب أبو طیر بساعات قلیلة. وقد أمهلت سلطات الاحتلال المُهدّدین بالإبعاد حتى مطلع شهر تموز المقبل لتنفیذ القرار.
وکانت حجة الاحتلال التی استند إلیها فی قرار سحب الهویات من النواب والوزیر السابق هی اشتراکهم بالانتخابات التشریعیة العامة عام 2006 والانتماء لکتلة التغیر والإصلاح التابعة لحرکة حماس.
وقال الشیخ أبو طیر لوکالة "قدسنا" إنه لن یغادر مدینة القدس ولن یستجیب لأوامر الاحتلال بإبعاده عنها، لافتاً الى أنه یتوقع أن تقوم سلطات الاحتلال بأی إجراء غیر
مستبعد باعتقاله، ولکنه أبدى عدم اکتراثه بذلک.
وأوضح أن القرار الصهیونی جاء بهدف تفریغ مدینة القدس المحتلة من سکانها الأصلیین فی إطار إخراس کافة الأصوات التی تواجه الاحتلال، مبینًا أن القرار ظالم وجائر ومرفوض.
وأکد النائب المقدسی أبو طیر أنه لا یوجد قانون فی العالم ولا لدى سلطات الاحتلال نفسها یسمح باستئصال الإنسان من أرضه على خلفیة سیاسیة، معتبرًا هذا القرار ظاهرةٌ خطیرة جدًّا یجب التصدی لها على کافة المستویات البرلمانیة والحقوقیة العربیة والإقلیمیة والدولیة.
وطالب النائب أبو طیر أحرار العالم والبرلمانیین والمنظمات الحقوقیة بالتحرک الجاد والفاعل والفوری تجاه هذا القرار الجائر، داعیًا إیاهم إلى مراجعة حساباتهم فی نظرتهم تجاه الدیمقراطیة التی یتبنونها.
وأضاف: "أمضیت نصف عمری فی سجون الاحتلال ولن أعبأ باعتقالی مرة أخرى، ولکننی أیضا لا أستغرب أن یقوموا بممارسات أخرى لإبعادی".
ورأى النائب المقدسی أن بقاءه فی منزله وإصراره على عدم تنفیذ أمر الإبعاد "سیقلب المعادلة فوق رؤوس الاحتلال"، معتبراً أن الأخیر یحاول کسر إرادة المقدسیین بأی وسیلة.
وتابع: "إذا لم نقف فی وجه الاحتلال فسیقصینا واحداً تلو الآخر عن مدینتنا، ونحن الآن أمام تحدٍ کبیر ویجب أن نثبت له أننا لا نهتم لتهدیداته وأن همنا الوحید هو قضیتنا وقدسنا".
وأکد أبو طیر على صلابة موقفه کما باقی النواب، وقال: "ربع قرن من حیاتی فی سجون الاحتلال علمتنی أن الصمود فی وجه ممارسات یومیة بحق الفلسطینیین هو أفضل سلاح، وذلک لأنه إن لم یفشل مخططات الاحتلال فإنه یعرقل سیرها وهذا یعد مقاومة وثبات، وأنا کباقی المقدسیین لن تثنینا هذه الممارسات، وکما لم أندم على دقیقة واحدة ذهبت من عمری فی السجون فإننی لن أندم على خوض تحد عبر کل وسائل تعزیز الصمود فی المدینة المقدسة، ولن أسجل على نفسی أن أکون جزءا من حلقات انهیار الوجود الفلسطینی فی القدس".
وأضاف قائلاً: "لا نعرف حتى الآن المکان الذی یفکر فیه الاحتلال لإبعادنا الیه، ، إلى الضفة الغربیة أم إلى قطاع غزة المحاصر، وقال: "أیاً کان المکان فالأمر مرفوض من قبلنا، فنحن مقدسیون ومکاننا فی مدینة القدس بین أهلها ووسط أحیائها".
وأشار الى تداعیات هذا القرار؛ وقال: "إنه فهو یعتبر بدایة لتطبیق قرارات إبعاد إضافیة، وحینما کنا بالمعتقل کان الحدیث عن قائمة إضافیة تضم 315 اسما سیتم إبعادهم بعد إبعادنا، وقوائم أخرى تضم آلاف المقدسیین، الأمر الذی یعنی تطبیقاً لمخططات التهجیر والتهوید للمدینة المقدسة.
وتابع قائلاً: "الاحتلال یهدف من وراء ذلک إلى تفریغ مدینة القدس من سکانها المقدسیین الأصلیین، ویهدف إلى إخراس کل صوت قوی فی المدینة المحتلة التی تتعرض لممارسات ظالمة وتهویدیة، ویهدف أیضًا إلى الاستیلاء على کل شیء فیها؛ حتى لا یکون فی المدینة من یقف فی وجهه ویقول له لا.
وحیّا، بهذا الخصوص، أهل سلوان "الذین وقفوا وقفة جادة تجاه هذا القرار؛ رغم أن الاحتلال واجههم بالاعتقالات لإخراس صوتهم، ولکنه سیفشل بإذن الله عز وجل".
وأضاف: أن الاحتلال یحاول إبعادنا من المدینة لیمارس سیاساته ضد الوجود العربی والإسلامی فی المدینة، ومن ثم إبعادنا عن التغییرات الجذریة الحاصلة فی مدینة القدس؛ حتى لا نقوم بفضح المؤامرات التی یرتکبها الاحتلال، ونحن نعتقد أن سلطات الاحتلال جادة فی عملیة ترحیلنا عن القدس".
وأشاد الشیخ أبو طیر بالتضامن الشعبی الواسع معه ومع سائر إخوانه المهددین بالإبعاد، لافتاً الى الوثیقة المقدسیة التی صدرت مؤخرًا عن عائلات ووجهاء القدس المحتلة، وقال: "إن الوثیقة خیر دلیل على وقوف أهلنا فی القدس معنا فی وجه ممارسات الاحتلال غیر الشرعیة؛ حیث أعلن یوم الجمعة الماضیة إطلاق هذه الوثیقة "وثیقة الرباط المقدسی" من أجل الدفاع عن المدینة والتضامن معنا من قبل عشائر ووجهاء القدس".
وشدد قائلاً: "نحن ومعنا أهلنا فی القدس سنواصل تصدینا لهذا القرار الجائر والظالم، وسنقف یدًا واحدة فی وجهه بإذن الله تعالى".
کما وأشاد بوقفة الأهل فی الداخل الفلسطینی المحتل عام 1948م، فضلاً عن الوقفة المشرفة للشخصیات والهیئات والمؤسسات العربیة والإسلامیة فی کافة أنحاء المعمورة معهم.
وطالب الشیخ أبو طیر أحرار العالم والبرلمانیین والبرلمانات والمنظمات الحقوقیة بالتحرک الجاد والفاعل والفوری ضد هذا القرار.
انتهی / شا / 24