أطالب فتح وحماس تفویض مجموعة من المفکرین والأکادیمیین والمثقفین للبحث فی حل لما هو جار على الساحة الفلسطینیة
البروفیسور عبد الستار قاسم بعد الإفراج عنه: أطالب فتح وحماس تفویض مجموعة من المفکرین والأکادیمیین والمثقفین للبحث فی حل لما هو جار على الساحة الفلسطینیة
فی حوار أجراه معه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال البروفیسور عبد الستار قاسم بعد الإفراج عنه "انه : مستاء مما یحدث فی الأراضی الفلسطینیة وطالب السلطة الفلسطینیة بان توقف ما تقوم به بالضفة الغربیة ضد عناصر حماس کما طالب حرکة حماس بان تتوقف عما تقوم به ضد عناصر فتح فی قطاع غزة، کما طالب بان یتم تفویض مجموعة من المفکرین الفلسطینیین البحث فیما یجری من اجل وضع برنامج للخروج من المأزق".
وحول الذی حدث معکم خلال اعتقاله ، قال :لم یحدث معی أی شیء ولم یتم توجیه أی سؤال لی.
ولماذا إذن تم اعتقالکم : لا اعرف ولم یخبرنی أحد عن السبب.
و حول کیفیفیة عملیة الاعتقال : قال البروفیسور القاسم : لقد حضر إلى بیتی 50 إلى 60 من رجال الأمن ولم ینتظروا حتى نقوم بفتح المدخل الرئیسی للبیت وقفز بعضهم عن السور إلى الحدیقة وانتشروا بها ومن ثم استطعنا فتح المدخل ودخل باقی الجنود وتقدم تجاهی احدهم-اسمر وطویل- کان یبدو فی حالة عصبیة وقال لی"نحن السلطة الفلسطینیة أعطنی هویتک وتعال معنا" ویبدو أن احدهم لاحظ ذلک فتقدم طالبا منی بلطف أن أجهز نفسی لان علی مرافقتهم، والحقیقة أن أحدا منهم لم یدخل إلى البیت ولم یقوموا بتفتیشه کما أننی لم اسمع أی کلام سیء من أی کان على الإطلاق، والحقیقة کذلک أننی سمعت احد الضباط یوصیهم بالا یرتکبوا أی إساءة تجاهی، لکن استطیع أن أقول أن هذا لم یحدث مع جمیع من کان معتقلا معی، فقد تم ضرب البعض منهم والإساءة إلیهم، وقد شاهدت رئیس بلدیة نابلس وهو یلبس "دشداشة ممزقة" وکان یبدو على الآخرین أنهم تعرضوا للضرب والإهانة، وقد أکون الوحید الذی لم تتم إساءة معاملته، لا اعرف لماذا لکن قد یکون لهذا علاقة بقلمی أو بما قد اکتب.
و رداً على سؤال کیف یرى هذا الذی یجری فی الأراضی الفلسطینیة ، أجاب : فی الحقیقة إننی مستاء جدا مما یحصل هنا أو فی قطاع غزة، حیث هم هناک تنقصهم الحکمة أیضا، لماذا یتم اعتقال عناصر فتح لمجرد أنهم عناصر فی فتح؟ هذا سؤال مهم، إذا کانت هناک جریمة ارتکبها هذا الشخص أو ذال فلتعتقله کمجرم، لکن أن یتم اعتقال الأشخاص لأنهم ینتمون إلى حرکة فتح فهذا غیر مقبول أبدا، لکن یبدو أن ما حدث بعد التفجیرات بغزة إصابتهم حالة من الانفعال فقاموا بما قاموا به، والحقیقة أن ما یحصل فی قطاع غزة یجب أن یتوقف وکذلک ما یجری فی الضفة الغربیة، لکن الوضع هنا شیء آخر وهو أن أمریکا وإسرائیل تتدخلان فی عملیة الاعتقال، أی أن الرئیس عباس لا یملک قراره فی ما یتعلق بالقضایا الأمنیة فی الضفة الغربیة.
ومجیباً على سؤال على أی أساس یستند فی الذی یقوله "عباس لا یملک قراره" ، أجاب البروفیسور قاسم : لان دایتون موجود، وعلى أی حال ومقابل هذه الأمور نحن نحصل على رواتبنا، الراتب الذی نقبض هو مقابل الإرادة السیاسیة للشعب الفلسطینی وهذا لا یتطلب ذکاء خارقا للوصول إلى هذه النتیجة.
وحول تقدیرکه الى أین ستقود هذه المواجهات ، قال : اعتقد أنها ستهدأ، لکن المشاحنات والخلافات ستظل مستمرة ما دام هنالک تنسیق امنی مع إسرائیل وما دام اعتمادنا فی لقمة الخبز على الدول المانحة، هذه قضایا تفرقنا ولا تجمعنا، وهی قضایا أساسیة وجوهریة تمس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطینی، إن لم تتخل السلطة عن التنسیق الأمنی مع إسرائیل اعتقد بان وضعنا سیزداد سوءا.
و هل ما یجری سیقود إلى حوار أم تعمیق الافتراق ، أجاب : السؤال هو هل نرید الحوار من اجل الحوار؟ نحن نتحاور منذ عام 96 وحتى اللحظة لم نصل إلى أی نتیجة، وبهذه الظروف لا اعتقد أننا یمکن أن نصل إلى نتیجة، والسبب هو أن هنالک تجاوزا للمحرمات الفلسطینیة وإذا لم یتوقف ذلک فان الحوار سیبقى بدون فائدة.
و هل أنه یقصد التجاوز من الجمیع بشکل عام ، قال : لا، التجاوز من قبل السلطة، بمعنى أن الثوابت الفلسطینیة یتم تجاوزها من قبل السلطة، أما التجاوز فی الشارع فهو یحصل من الجمیع ویجب أن نفرق ما بین تجاوز المحرمات وتجاوز حقوق الناس، فالکل یتجاوز حقوق الناس.
وفیما إذا کان یرى أن الدعوات للحوار لن تکون مفیدة أو فارغة ، أجاب :حتى لو حدث الحوار فهو لن یکون مجدیا، وهذا موقفی من اتفاق مکة، وقد حذرت من هذا الاتفاق، وقلت انه سوف ینهار لأنه یوثق الخلاف ولا یحله، وهذا ما حدث، أی أننا بحاجة إلى حوار جدی وضمن صیغ جدیدة.
ورداً على السؤال :إذا ما هو المخرج ، أجاب البروفیسور قاسم : المخرج هو، هل لدى حماس أو فتح الاستعداد أن یوکلوا الأمر لمفکرین ومثقفین و أکادیمیین فلسطینیین لیتداولوا فی أمر الشعب الفلسطینی ویخرجوا لنا ببرنامج واضح وله أهداف واضحة یلتزم به الجمیع، وأنا أفضل هذا، الفصائل الفلسطینیة غیر مؤهلة إطلاقا لحل القضیة وهی تعقد المشکلة کما أنها لیست على قدر المسؤولیة، اعتقد أن علیهم أن یسلموا الأمر لهذه الفئة التی ذکرت والذین لا بد وأن یخرجوا ببرنامج محدد، وبعد ذلک من یرغب فی المقاومة فلیقاوم ومن یرغب فی المفاوضات فلیفعل.
( أجرى الحوار رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS