صالح زیدان: لنا تحفظات على التهدئة ونطالب بحوار وطنی شامل من اجل استعادة الوحدة وانهاء الانقسام

فی حوار أجراه معه مراسل قدسنا فی فلسطین قال عضو المکتب السیاسی للجبهة الدیمقراطیة السید صالح زیدان ان الجبهة تتحفظ على التهدئة لانها غیرشاملة وان معبر رفح لم یفتح کما طالب السید زیدان بان یکون الحوار الذی دعا إلیه الرئیس الفلسطینی محمود عباس شاملا ولیس بین فتح وحماس فقط ، کما اعتبر ان المناورات التی قامت بها اسرائیل مؤخرا تاتی ضمن التهدیدات الاسرائیلیة لإیران وان ای ضربة قد تقوم بها إسرائیل سوف یکون لها نتائج مدمرة على المنطقة.  

وحول تحفظات الجبهة الدیمقراطیة وان کانت هناک تحفظات على اتفاق التهدئة و لماذا ، قال :

لان التهدئة غیرشاملة للضفة الغربیة المحتلة وهی عملیا  استعادة لما عرف  غزة اولا للمرة الثانیة منذ  العام 1994 وهذا یجعل من الضفة الغربیة عرضة لغول الاستیطان والعدوان الاسرائیلی ومن ناحیة اخرى لان التهدئة لم ترتبط بموعد محدد من اجل  فتح  معبر رفح واقتصرت على تخفیف قیود الحصار بینما یبقى رفع الحصار الشامل مرهون بالمفاوضات اللاحقة، لذلک فان التهدئة بهذا الشکل تبقى ضعیفة وهشة وهی فی الحقیقة أقل مما حصل فی العام 2005 عندما کانت  التهدئة شاملة ومن هنا فإننا ندعو إلى معالجة هذا الامر  من خلال  الحوار الشامل واستعادة الوحدة لان ذلک هو السبیل الوحید الضامن للساحة والوضع الفلسطینی.

یعتقد البعض بأن عدم التوافق حول التهدئة بشکلها الذی تم الاتفاق علیه قد یتسبب بشرخ جدید فی الساحة الفلسطینیة هی فی غنى عنه کیف تنظرون الى المسالة؟

وأضاف : فی الواقع کان هنالک اجماعا حول المبادرة المصریة فیما یتعلق بالتهدئة وحتى الذین تحفظوا ونحن منهم ابدى التزاما بالتهدئة ودعا الى تجاوز الثغرات ونقاط الضعف من تلبیة دعوة الرئیس ابو مازن للحوار الوطنی الشامل لانهاء الانقسام وذلک حتى تصبح التهدئة مرتبطة بعملیة سیاسیة تؤدی إلى إنهاء الاحتلال.

و رداً على سؤال حول کیفیة النظر الى ما یتردد حول ارسال قوات عربیة او دولیة الى القطاع ، قال :  لا اعتقد ان اسرائیل یمکن ان توافق على دخول قوات عربیة، قد یکون للامر علاقة بارسال مراقبین دولیین لان اسرائیل التی ترفض زیادة عدد قوات حرس الحدود المصریین فی سیناء لا یمکن ان توافق على دخول قوات عربیة یمکن  ان تقترب من حدودها.

و فیما لو وافقت اسرائیل ما هو موقفکم  ، قال : نعتقد بأن وظیفة أیة قوات عربیة هی من ضمن آلیات امکانیة العودة بالاوضاع الى ما قبل 14-6-2007، ای ان تساعد فی رأب الصدع الذی حصل ومن أجل استعادة الوحدة أکثر من أی شیء آخرمثل استلام المقرات لکن هذا الامر لم یبت فیه وهو یطرح کواحدة من الآلیات لانهاء الانقسام.

و حول ان البعض یعتقد ان موافقة اسرائیل على التهدئة فی القطاع  وإحیاء المسار التفاوضی مع سوریا ودعوتها لبنان للفاوضات قد یکون من اجل تحیید هذه الاطراف وأن له علاقة بضربة  لإیران کیف تنظرون انتم إلى ذلک ، صرح قائلاً :علینا ان لا ننظر إلى ذلک على أنه توجهات سلمیة اسرائیلیة انه فی ظل استمرار الحصار  وسیاسة العدوان وکذلک نعتقد بان هذه التوجهات تدمرعملیة السلام، إضافة إلى أن الوضع الداخلی الاسرائیلی یجعل السیاسة الاسرائیلیة غیر ثابتة کما انه قد تکون توجهات عدوانیة باتجاه توجیه ضربة لإیران.

وکیف تنظرون إلى المناورات الاسرائیلیة الأخیرة ، قال : اعتقد بانها تدخل فی إطار التهدیدات الاسرائیلیة الموجهة إلى إیران وایضا هی عبارة عن عصا تلوح بها إسرائیل لبقیة دول المنطقة وهی نوع من محاولات إسرائیل ارهاب الدول المحیطة، لذلک هنالک خشیة من ان یکون الوضع الداخلی  له علاقة بکل هذا الجنون الذی تمارسه إسرائیل.

و رداً على  سؤال فیما لو قامت إسرائیل فعلا بتوجیه ضربة لإیران کیف سیکون تأثیر ذلک على المنطقة ، قال :   أعتقد بانه إذا ما أقدمت إسرائیل بتوجیه مثل هذه الضربة لإیران فان تاثیر ذلک سوف یکون مدمرا على المنطقة باسرها، واعتقد بان المنطقة لن تستطیع إحتمال مثل هذا الوضع حیث ان ذلک سوف یجعل المنطقة تسیر فی اتجاه خطیر لا یعرف أحد إلى أین سیقود.

وبشأن الحوار الفلسطینی ــ الفلسطینی و الى این وصل ، قال : فی الحقیقة ان دعوة الرئیس ابو مازن اعطت املا و فرصة ینبغی استغلالها ، لکن هذا لا یعنی القول بان الطریق سالک، بل هنالک عراقیل والامر یتطلب اوسع حملة شعبیة فاعلة للضغط على مراکز القرار من اجل الاسراع فی الحوار الشامل وکذلک لا بد من ان یشمل هذا الحوار جمیع القوى التی انتجت وثیقة الوفاق الوطنی واعلان القاهرة، کذلک لا بد من وضع عربی مساند للمساعدة على رعایة حوار شامل لا ثنائی بین فتح وحماس سرعان ما ینزلق الى محاصصة قد تعمق الانقسام والازمة بدلا من حلها.

و حول ان البعض یرى بان استجابة حماس لدعوة عباس لیست کما یجب و کیف تنظرون الى المسالة ، أجاب :حتى الآن لا تزال استجابة حماس فی العام والعمومیات والمطلوب ان یکون هنالک موافقة صریحة واضحة على المبادرة الیمنیة التی تدعو إلى حوار شامل وان یکون هنالک استجابة وسرعة من اجل عقد حوار وطنی شامل وتنفیذ وثیقة الوفاق الوطنی بعیدا عن أی حرف لمسار مبادرة الرئیس أبومازن.

و هل صحیح ان هنالک اجتماع فی القاهرة قبل نهایة الشهر من اجل البدء بالحوار، قال : لیس هناک شیء مؤکد ولکن علینا ان نسعى من اجل ان یکون هناک حوارا شاملا ولیس ثنائیا فی اسرع وقت ممکن وهذا یتطلب من کل فلسطینی ان یضغط  باتجاه استعادة الوحدة وانهاء الانقسام المدمر.

(أجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25