الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کاید الغول: إسرائیل تمارس أبشع الجرائم بحق الفلسطینیین وأمیرکا تشکل حمایة لها

 

قال عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین السید کاید الغول فی حوار مع مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین إن سیاسة إسرائیل الاستیطانیة فی القدس تهدف إلى طرد السکان العرب من المدینة، وأضاف  أن إسرائیل تمارس أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطینی وان أمیرکا تشکل غطاء وحمایة لها، کما أشار السید الغول إلى أن إسرائیل تلعب دورا عسکریا استراتیجیا توافقیا مع الولایات المتحدة وان توجیه أی ضربة الى إیران سینعکس على المنطقة بکاملها وسیکون له تأثیرا کبیرا.

وحول إسرائیل التی لا تزال تتحدى العالم من خلال إقامة المزید من المستوطنات وتهوید القدس و کیف سیکون اثر ذلک على المدینة برأیکم ، قال : اعتقد بان الهدف الوحید والواضح والمحدد لکل الإجراءات والسیاسات الإسرائیلیة المتعلقة خاصة بمدینة القدس هو تهجیر وطرد اکبر عدد ممکن من أبناء شعبنا الفلسطینی الذین یعیشون فی هذه المدینة والسیطرة الشاملة والفعلیة على اکبر مساحة ممکنة من أراضیها وعزلها عم محیطها الفلسطینی وإعطائها طابعا یهودیا من ناحیة الشکل والسکان بحیث تصبح مدینة یهودیة وبالتالی إخراجها من عملیة التفاوض واعتبارها جزء لا یتجزأ من إسرائیل.

وأضاف : والحقیقة أن إسرائیل تطوع کل ما یلزم من الأموال والقرارات  الإداریة والأوامر العسکریة لتحقیق هذا الهدف، ویمکن ملاحظة أن الفترات التی تعیش فیها الحکومات الإسرائیلیة أزمات أو الفترات التی تسبق الانتخابات نجد أن هذه الحکومات تعطی المزید من التراخیص لإنشاء المزید من الوحدات الاستیطانیة أو المستوطنات سواء فی القدس أو خارجها.

و بشأن تصعید الاستیطان من قبل اسرائیل مع کل زیارة تقوم بها رایس أو غیرها من الساسة الأمریکیین، و هل هذا یعنی موافقة أمیرکیة على سیاسة إسرائیل الاستیطانیة ، قال : حقیقة الأمر أن إسرائیل کدولة احتلال ذات طبیعة احلالیة، تمارس أبشع الجرائم بهدف استئصال ونفی الفلسطینیین جسدا ووعیا ومجتمعا سیاسیا، کما أن القوة والعنف والاستیطان مرکبات ثابتة وأصیلة فی کافة جوانب المشروع الصهیونی الإسرائیلی وفی نمط علاقته بالشعب الفلسطینی وبالمنطقة المحیطة.

والمراقب لسجل إسرائیل فی شان الاستیطان یرى أن الاستیطان من الأمور التی لم تختلف عیها الحکومات الإسرائیلیة بکل أطیافها ومکوناتها الحزبیة سواء کانت یمین أو وسط أو یسار، وهذا یعنی أننا نواجه نهجا عدائیا استیطانیا منظم وهادف وثابت وغیر مختلف علیه إسرائیلیا لأنه مرکب أصیل فی المشروع الصهیونی الإسرائیلی.

وأضاف : الإدارة الأمریکیة تقدم غطاءا وحمایة لإسرائیل من أی مواقف قد یتم اتخاذها ضد ما تقوم به إسرائیل من استیطان وجرائم، وفی هذا السیاق یمکن ملاحظه ما جاء على لسان رایس خلال المؤتمر الصحفی المشترک مع الرئیس أبو مازن فی رام الله قبل أیام عندما قالت أن نشاطات الحکومة الإسرائیلیة على الأرض وأهمها الاستیطان لها تأثیر سلبی على الثقة بین الجانبین، من هنا یمکن الانتباه إلى أن رایس تجاهلت کون هذه النشاطات مخالفة لکل القرارات الدولیة باعتبار القدس جزء من الأراضی الفلسطینیة المحتلة والتی یکون الاستیطان فیها عدیم الشرعیة،  ف رایس لم تدین الاستیطان الإسرائیلی أو الجرائم الأخرى بل ورفضت کذلک فکرة اللجوء إلى مجلس الأمن بشکوى ضد النشاطات الاستیطانیة.

إذن هذا یؤکد أن الإدارة الأمیرکیة تتخذ من المواقف ما یشبه التمنی على إسرائیل ولیس المواقف العملیة الضاغطة، وإسرائیل بدورها لا تعتبر أن الموقف الأمیرکی یشکل قیودا علیها.

ورداً على سؤال هل لزیارة رایس علاقة بالحوار الفلسطینی الفلسطینی أو بالاجتیاح الإسرائیلی لقطاع غزة ، أجاب :أعتقد بان لزیارة رایس أکثر من هدف، الأول هو محاولة إظهار أن أمیرکا جادة فی دفع المفوضات وان هذه المفاوضات لا تزال قائمة برغم کل هذا التعثر وعدم تحقیق نتائج على الأرض رغم أن السلوک الإسرائیلی لا یترک أی معنى لهذه المفاوضات، أما الهدف الثانی فهو محاولة قطع الطریق على الحوار الفلسطینی الشامل من خلال الضغط على الرئیس أبو مازن وقیادة السلطة حتى لا تقدم على هذه الخطوة.

ونحن بدورنا نرى بان الإرادة السیاسیة إذا ما توفرت یمکن لها أن تواجه هذه المحاولات وتتغلب على أی عقبات أو ضغوطات یمکن أن تبرز فی مجرى الحوار.

وفی هذا السیاق ندعو إلى الإسراع فی وضع آلیات بدء الحوار کمقدمة لإطلاقه، ونرى أن أی تلکؤ أو تأخیر فی ذلک سیعطی الفرصة لکل الأطراف والاتجاهات التی لا ترید إنهاء الانقسام بتجمیع قواها واستحضار کل المعیقات لتعطیل الحوار الوطنی الشامل والجدی.

و بشأن زیارة رایس للمنطقة والتی یرى البعض ان لها علاقة بتهدیدات موفاز بضرب إیران ، صرح : لا شک أن إسرائیل تلعب دورا عسکریا وردعیا ضمن إستراتیجیة دولیة فی الإقلیم خاصة بالتوافق مع الولایات المتحدة الأمریکیة الداعمة الأکبر لهذا الکیان عسکریا واقتصادیا وسیاسیا، وبالتالی فان التعامل الأمریکی مع الملف الإیرانی لن یتم بمعزل عن إسرائیل، فهناک تکاملا بین أمیرکا وإسرائیل فی ما یتعلق بإیران، وبحسب الاتفاقات بینهما بدایة الثمانینات من القرن الماضی فان لإسرائیل دور فی السیاسة الإستراتیجیة فی المنطقة، لذلک إذا کان هناک قرار أمیرکی بضرب إیران فبالضرورة سیکون هنالک دور لإسرائیل. وباعتقادنا أیضا أن إسرائیل لا تستطیع الإقدام على أی خطوة عسکریة أو ضربة ضد إیران بدون التنسیق والتشاور المسبق مع الولایات المتحدة.

وحول ما إذا قامت  إسرائیل بضرب إیران  فماذا سیکون تأثیر ذلک على المنطقة ، قال : بالتأکید سیکون هنالک تأثیر کبیر على المنطقة، فإیران بحکم موقعها فی المنطقة وما تمتلکه من قدرات، اعتقد أن أی ضربة لها أو تحرک عسکری ضدها سینعکس على هذه المنطقة إلى حد بعید، کما انه سیعید خلط الأوراق ولا أظن أن هکذا ضربة سوف تنهی الوضع فی إیران أو تسقط النظام فیها إلا إذا تم احتلالها کما حصل فی الموضوع العراقی وهذا ما استبعده ولا اعتقد بأنه - أی احتلال  إیران- أمر وارد خاصة فی ظل الورطة الأمیرکیة فی العراق وأفغانستان.

وحول الحوار الذی دعا إلیه الرئیس عباس ، صرح قائلاً :لا زالت الدعوة تتفاعل عبر الحوار الفلسطینی الداخلی  وهنالک بعض التحرکات الشعبیة التی یتم الإعداد لها ومنها على سبیل المثال  مؤتمر شعبی  الیوم الأربعاء  فی مرکز رشاد الشوا  تحت عنوان الحملة الشعبیة لإنهاء الانقسام  واستعادة الوحدة ویأتی هذا المؤتمر ضمن الحرکة الجماهیریة والقوى السیاسیة والمنظمات الأهلیة والنقابات  والشخصیات الوطنیة والأکادیمیة ونواب فی التشریعی من اجل الضغط باتجاه البدء فی الحوار الشامل.

وبشأن تقییمه لاستجابة حماس لدعوة عباس للحوار، قال : بالإجمال یمکن تقییم ذلک بالإیجاب وندعو إلى أن یکون هذا الحوار شاملا لا ثنائیا  مثل ما حاول البعض  توجیه الحوار لان الحوار الثنائی غیر مجدی والمحاصصة التی تنتج عن هذا الحوار الثنائی کما أثبتت التجربة سوف تعود بنا إلى المربع الأول حیث ستعود حالة الاستقطاب  والتجاذب ، ولذلک نرى أن المخرج هو الحوار الوطنی الشامل  واعتماد وثیقة  الوفاق الوطنی وإعلان القاهرة والمبادرة الیمنیة وان یکون الراعی  هو القاهرة أو الجامعة العربیة لان مثل هذه الرعایة قد تشکل إسنادا  ودعما  لنا هنا فی  الساحة الفلسطینیة.

ورداً على سؤال من ان البعض یعتقد انه کان على الرئیس عباس أن یزور دمشق لما لها من ثقل ولوجود الکثیر من القیادات الفلسطینیة هناک وکذلک زیارة طهران لخصوصیة العلاقة بین حماس وطهران ما رأیکم ، قال : معلوماتنا تشیر إلى أن هنالک جولة قادمة لرئیس محمود عباس وسوف تشمل العدید من الدول ومن بینها دمشق  على أساس أن سوریا تترأس القمة العربیة ولما لها من أهمیة فی الملف الفلسطینی.

وحول التهدئة والى أین وصلت ، قال : لقد توصلت حرکة حماس للاتفاق مع الإسرائیلیین عبر الأشقاء فی مصر لبنود محددة بشان التهدئة تقضی بان تکون فترتها لمدة ستة أشهر وتقتصر على قطاع غزة مع العمل على شمولها للضفة لاحقا دون تحدید أی فترة زمنیة وهذا بحد ذاته حمل تراجعا عن شروط سابقة لحرکة حماس.

کذلک فان فتح المعابر وإنهاء الحصار وفق آلیات لا تشمل کل المعابر حیث استثنی منها معبر رفح یعتبر تراجع عن شرط آخر کانت تطرحه حرکة حماس، فضلا عن أن فک الحصار بالنسبة للبضائع سیکون على مرحلتین لا ندری مدى التزام إسرائیل بتنفیذها.

فی کل الأحوال وبعیدا عن الشروط والشروط المضادة، فإننا فی  الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین وبالمعنى السیاسی لا نرى فی سیاسة التهدئة سیاسة صائبة فی ظل استمرار الاحتلال.

ونحن إذ نسجل ذلک ندرک بان شعبنا یعانی من الحصار ومن عدوان الاحتلال لکن هذا الأمر یمکن معالجته وطنیا وبعیدا عن الاتفاقات مع العدو، فقوى المقاومة وفی إطار تکتیک المقاومة یمکن أن تمارس التهدئة ارتباطا بمصالح شعبنا فی الوقت الذی تراه مناسبا.

کذلک لا بد من التنویه إلى أننا فی الجبهة الشعبیة ونحن نعلن موقفنا المبدئی من التهدئة فإننا لن نبدأ بخرقها حرصا على سلامة العالقات الوطنیة، وحرصا على عدم توسیع شقة التناقضات الداخلیة الفلسطینیة وحرصا على توفیر المناخات المواتیة لإجراء حوار وطنی شامل یعالج کافة قضایا الشأن الداخلی الفلسطینی.

کذلک نعتقد أن حرکة حماس ستثبت خطأ اتفاقها بشان التهدئة فی ضوء السلوک الإسرائیلی سواء فی غزة أو الضفة ولعل التجارب السابقة تعطینا درسا على هذا الصعید.

( أجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25


| رمز الموضوع: 140523







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)