طلب الصانع: العقلیة الصهیونیة لا تؤمن بالسلام وضرب لإیران سیؤدی إلى تعقید المشکلة
قال السید طلب الصانع رئیس الکتلة العربیة فی الکنیست فی حواره مع وکالة قدسنا بان إسرائیل تمارس سیاسة تمییز صارخ ضد فلسطینیی عام 1948، وأشار إلى أن إسرائیل تعمل لیل نهار على تغییر الواقع الجغرافی والدیمغرافی فی مدینة القدس، وأکد الصانع على أن إسرائیل التی عجزت عن مواجهة حماس وحزب الله لن تستطیع ضرب إیران کما أکد على أن اسرائیل لا ترید السلام بل استسلام الآخر.
وحول الواقع بالنسبة لفلسطینیی عام 1948 فی ذکرى النکبة ، قال : الواقع الألیم ما زال قائما بالنسبة لنا هنا ویمکن ملاحظته متمثلا بالقرى والبلدات التی تم تدمیرها أو تهجیر أهلها، وکذلک من خلال الأوقاف الإسلامیة من مساجد ومقابر وغیرها التی تمت مصادرتها، بالإضافة إلى أن هنالک قرى بکاملها غیر معترف بها أو بوجودها مثل قرى النقب والتی هی لیست قلیلة حیث أن هنالک 45 قریة لا تعترف إسرائیل بتا، هذا بالإضافة إلى سیاسة التمییز الصارخ التی تمارسها دولة إسرائیل ضد الجماهیر العربیة فی کل المجالات والمیادین، وهذا یتم على أکثر من صعید سواء من خلال مصادرة الأراضی أو من خلال ارتفاع الأصوات التی تطالب بترحیل الفلسطینیین وبالتالی لا زالت الجماهیر العربیة الفلسطینیة فی أراضی عام 1948 تعیش تداعیات النکبة التی حدثت قبل ستین عاما.
وحول وضعیة القدس بعد 41 عاما من احتلال الضفة الغربیة ، قال :هنالک جهد کبیر تقوم به دولة إسرائیل من اجل فصل القدس عن بعدها العربی والفلسطینی ومن اجل تغییر الواقع الجغرافی والدیمغرافی فی المدینة من خلال المصادرة وإقامة المستوطنات الیهودیة، ومن هنا نعتقد بأنه إذا ما استمر هذا الواقع فان القدس لن تکون مدینة عربیة فلسطینیة وقد تنجح إسرائیل بشکل کبیر فی تغییر معالم المدینة
و کقادة للمجتمع الفلسطینی فی أراضی عام 1948 و ما الذی یفعله أو یقدمه من اجل خدمة الجماهیر الفلسطینیة هناک ، صرح الصانع :هنالک عدة وسائل للنضال التی تتم ممارستها ومنها العمل الجماهیری مثل التظاهر والاعتصام والإضرابات وغیر ذلک والعمل النضالی من خلال القضاء والنضال السیاسی أیضا، ونحن نحاول التأثیر على القرارات التی قد تصدر والحد من القوانین العنصریة ضد الجماهیر العربیة من خلال استغلال الثقل والحضور السیاسی کما أننا نستخدم الکنیست کمنبر إعلامی لفضح المخططات العنصریة أمام الرأی العام سواء فی الداخل أو فی الخارج.
و بشأن ما تقوم به إسرائیل على الأرض من مصادرة للأراضی وبناء المستوطنات والاقتحامات والاعتداءات على الفلسطینیین فی الأراضی المحتلة فی الضفة والقطاع وهل یعتقد بان إسرائیل جادة فی عملیة السلام ، صرح : أبدا ونحن ومن خلال الحکم على إسرائیل وممارستها لا نعتقد بأنها ترید السلام، وهی دولة غیر راغبة بالسلام فإذا کانت لا تقوم بسلام مع مواطنیها العرب الفلسطینیین فکیف ستقوم بالسلام مع الآخرین سواء الفلسطینیین أو الدول العربیة، ونحن نعتقد بان العقلیة الصهیونیة لا تتماشى مع مفاهیم السلام، وهی بعیدة کل البعد عن ذلک، وهی تؤمن بالاستسلام أی استسلام الآخر لها ولما ترید، وهی عندما تتحدث عن السلام فإنما تتکلم عنه بحسب المصالح الإسرائیلیة.
وحول تهدید موفاز بان إسرائیل سوف تقوم بضرب إیران و کیف ینظر إلى هذا التهدید ، قال : نحن نرى ان هذا نوع من المناکفات الداخلیة على زعامة حزب کادیما وهذه تصریحات عبارة عن شعارات خالیة من أی مضمون، وهم یعلمون بان ضرب إیران لن یؤدی الى حل بل الى تعقید الموضوع ، وإسرائیل التی لم تستطع مواجهة حماس بإمکانیاتها البدائیة وحزب الله بإمکانیاته المتواضعة لن تستطیع ان تواجه إیران فی ظل الإمکانیات المتوفرة لدى إیران ولن تستطیع الإجهاز على البرنامج الإیرانی وهذا على أی حال لن یؤدی الى حل للمشکل بل على العکس سوف یؤدی الى تعقید الموضوع.
وهل انه یعتقد بان اولمرت وحکومته بهذا الوضع الضعیف یمکن ان یقدم شیء فی المفاوضات للفلسطینیین والسوریین ، قال : هذه الحکومة هی حکومة فاقدة للشرعیة کما أنها غیر قادرة على اتخاذ أی قرار، وما تقوم به مع الفلسطینیین والسوریین ما هو إلا جزء من علاقات عامة أو محاولة لاستعادة الثقة من الشعب وهی غیر قادرة للوصول الى سلام لا مع سوریا ولا مع الفلسطینیین.
وهل ان الدعم العربی المقدم للفلسطینیین فی الداخل- 1948- کاف ، صرح : هذا الدعم هو فی الواقع قریب الى الصفر، ولا یوجد أی نوع من الدعم وهنالک نوع من المقاطعة والحرمان، الدول العربیة والإسلامیة لا تقدم الدعم لعرب 1948 وهذا برأیی نابع من خطا فی التوجه لدى هذه الدول وعلى هذه الدول ان ترى فی هذه الجماهیر العربیة سندا ورصیدا للعرب والمسلمین وبدلا من ان یتم دعمها تتم مقاطعتها وإغلاق الأبواب أمام الطلاب على سبیل المثال وکنا نتوقع ان یکون هنالک سیاسة داعمة لنا مقابل هذه السیاسة العنصریة الإسرائیلیة وان یتم استحداث صندوق استثمار لدعم المشاریع العربیة فی الداخل واعتقد ان الدول العربیة فی سیاستها مع الجماهیر العربیة فی الداخل تخطیء وعلیها إن تعید النظر فی تلک السیاسات.
( أجرى الحوار رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS