إبراهیم أبو النجا: إسرائیل لا ترید السلام، والوقوف مع إیران واجب دینی وأخلاقی
فی حوار صریح و واضح مع مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال عضو المجلس الثوری لحرکة فتح السید إبراهیم أبو النجا أنه لا بد من إجراء حوار وطنی شامل من اجل الوصول إلى إنهاء حالة الانقسام فی الساحة الفلسطینیة، وأشار الى إن جولة عباس هی من اجل تعزیز المصالحة وانه لن یسقط من حساباته عواصم عربیة وإسلامیة ودولیة من اجل ذلک،وحول الدور الإیرانی فی المصالحة قال السید أبو النجا أن الرئیس الإیرانی کان أول من اتصل بالرئیس السنغالی من اجل العمل الجاد لإنهاء الانقسام الفلسطینی، وأشار إلى أن إسرائیل ترید التهدئة بشروطها وهی ترید إنهاء المقاومة، وحول تهدیدات إسرائیل بضرب إیران قال أبو النجا ان إسرائیل ترید السیطرة على المنطقة وان على العرب الوقوف الى جانب إیران لان هذا واجب دینی وأخلاقی وشرعی.
وحول الاجواء فی غزة بعد دعوة الرئیس عباس لحوار مع حرکة حماس، قال :لا شک بان هنالک حراکا تقوم به الفصائل الفلسطینیة بالإضافة الى المستقلین والمنظمات الأهلیة، هذا الحراک هو عملیا استمرار للحراک السابق الذی أتى بعد الانقسام فی الساحة الفلسطینیة، وهو أتى من اجل الخروج من هذه الحالة، ویعمد الجمیع الى الدفع باتجاه أن یکون الجمیع شرکاء فی هذا الحوار من اجل أن یکون حوارا شاملا، ونعتقد بان هذا من شانه أن یدفع باتجاه إنجاح الحوار بین فتح وحماس، وهذا لا بد سوف یکون أکثر فائدة ودلالة ذلک الحوار الشامل الذی نتج عنه إعلان القاهرة عام 2005 ومن بعده وثیقة الحوار الوطنی التی صدرت عام 2006، وعلى هذا الأساس فإننا نعتقد بان الحوار الشامل سوف یقود الى النجاح فی أیة قضیة مهما کانت عصیبة أو معقدة، کذلک فان هنالک حرکة أو حراکا نشطا على المستوى العربی والإسلامی خاصة من الرئیس السنغالی عبد الله واد رئیس منظمة المؤتمر الإسلامی وقد قام بالاتصالات اللازمة مع السید الرئیس محمود عباس وکذلک مع حرکتی فتح وحماس من اجل حل الخلاف هذا عدا عن الحرکة العربیة النشطة التی تقوم بها الجامعة العربیة ممثلة بالسید عمرو موسى وبالتالی نستطیع القول بان الأجواء ایجابیة بشکل عام.
وبشأن الجولة العربیة للرئیس عباس من اجل محاولة حل الخلاف،ولماذا لا یزور سوریا فی هذا الإطار خاصة وان لسوریا ثقلها فی الموضوع الفلسطینی ، صرح ابراهیم ابو النجا : دمشق سوف تکون ضمن برنامج الجولة وسیقوم بالتوجه إلیها اکبر الوفود، وعدم زیارته لها حتى اللحظة لا یعنی انه أدار الظهر لها، والکل یعلم ماذا تعنی دمشق لنا. وهنا لا بد من التذکیر بأنه وعندما تم عقد مؤتمر القمة العربیة فی العاصمة السوریة مورست ضغوط على أبو مازن من اجل عدم المشارکة إلا انه رفض کل تلک الضغوطات وشارک بالمؤتمر ولهذا فإننا نقول بان الأشقاء فی سوریا لهم منزلة خاصة وهم شرکاء لنا.
ورداً على سؤال لماذا لا یلجا السید عباس الى إیران للمساعدة فی حل الخلاف خاصة لما لحرکة حماس من علاقة قویة مع طهران ، أجاب ابو النجا : لقد کان الرئیس الإیرانی السید محمود احمدی نجاد أول من قام بالاتصال من بین کل الزعماء والرؤساء العرب والمسلمین بالسید عبد الله واد رئیس السنغال طالبا منه أن یعمل کل ما یستطیع من جهد من اجل إتمام المصالحة الفلسطینیة الفلسطینیة، واخبره بأنه مکلف بحکم وضعه کرئیس لمنظمة المؤتمر الإسلامی بان یقوم بالعمل الجاد للوصول الى المصالحة الفلسطینیة الفلسطینیة، بالإضافة الى ذلک فان السید أبو مازن قال بأنه سیقوم بجولة عربیة ودولیة وعلى ذلک فانا اعتقد بأنه لن یسقط من حساباته أن یتحرک باتجاه عواصم عربیة وإسلامیة ودولیة من اجل المصالحة.
و حول التهدئة قال : هذه لیست المرة الأولى التی یتم عرض التهدئة على إسرائیل من قبل الفصائل الفلسطینیة، وهذه التهدئة بالتحدید تحاول مصر إنجاحها ولکن إسرائیل لم توافق ولو مرة واحدة على التهدئة، إسرائیل لا تلجأ سوى الى الأعمال العسکریة والتهوید والاستیطان والتنکر لحقوق الشعب الفلسطینی وإدارة الظهر للمبادرة العربیة للسلام، إسرائیل ترید تهدئة بشروطها المتمثلة بوقف لیس کل أنواع المقاومة فقط وإنما أی نوع من أنواع الإزعاج، وهی ترید منا أن نتعهد بالا نشکل لها حتى الإزعاج. لیس هذا فقط فقد تطلب إسرائیل منا تسلیم أسلحتنا وهذا ما لا یمکن أن نوافق علیه أبدا، قلنا بأننا نرید تهدئة ملزمة للطرفین، إلا أن إسرائیل مستمرة بالتهدید وهی ترفض التهدئة وعلى أی حال فإسرائیل لم تتوقف أبدا عن اعتداءاتها على أبناء شعبنا، وأود القول هنا بان على إسرائیل إن تفهم بأننا شعب یقاتل من اجل حریته ومقدساته وحقوقه ونحن نعلم بان لا أسلحة لدینا مثل تلک التی تملکها إسرائیل، لکن علیها أن تعلم بأننا لن نستسلم وأننا سوف نقاتل بشراسة وان مهمتها إذا فکرت باجتیاح القطاع لن تکون سهلة وأننا سوف نواجهها بشراسة وبکل ما نملک.
والى أین وصلت المفاوضات وهل یعتقد بان اولمرت یمکنه أن یقدم شیئا فی ظل قضایا الفساد المثارة ضده وفی ظل ضعف ائتلافه الحکومی ، قال :لن یقدم اولمرت ولا من سیخلفه أی شیء لنا، ویعلم الجمیع بأنه لو کانت هنالک نوایا إسرائیلیة لتقدیم أی شیء لظهرت خلال سنوات المفاوضات الطویلة، إلا أننا وأمام هذا الهوان العربی وهذا الانحیاز الغربی والدعم الأمیرکی غیر المحدود لإسرائیل ندخل المفاوضات من اجل أن نقول للعالم بأننا لسنا السبب فی عدم حل هذا الصراع، ونحن نعلم بان هذا العالم عالم ظالم، لکن وعلى أی حال فما الذی سوف نخسره من المفاوضات طالما نحن لن نقدم تنازلات، ولکن ورغم الحسرة والمرارة والإحراج وعدم السعادة لیس فقط للسید محمود عباس بل لکل من یشارک فی المفاوضات إلا إن هنالک قواعد موجودة تستند الى القرارات الدولیة، وعندما بدأت المفاوضات کان من المفروض أن تنتهی المرحلة الانتقالیة عام 1999 وان تبدأ مرحلة الحل أو الوضع النهائی، إلا أن الإستراتیجیة الصهیونیة کانت دوما فی انه وما ان یکون هنالک إمکانیة للوصول الى اتفاق حتى یتم التراجع عنه لسبب أو لآخر، ومن هنا نحن واثقون بان المفاوضات لن تقود الى أی شیء، ونحن نحاول أن نثبت للعالم بان الخلل لیس منا ولیس فینا ولکنه فی إسرائیل التی لا ترید السلام والتی لا تتوقف عن المماطلة.
و أضاف :نحن لا نخشى المفاوضات وذلک لان المرجعیة فی حالة الوصول الى أی اتفاق وهذا ما تمت الإشارة إلیه فی وثیقة الوفاق الوطنی هو أن الشعب الفلسطینی هو صاحب الکلمة الأخیرة حول أی اتفاق له علاقة بالوضع النهائی، ولهذا فلا یمکن لأی طرف فلسطینی أن یقدم تنازلا لا یرضی الشعب الفلسطینی.
واجابة على سؤال انه و بعد أن عاد اولمرت من أمیرکا وقد وعده بوش بأحدث الأسلحة هدد موفاز بان إسرائیل سوف تضرب إیران کیف سیؤثر ذلک على المنطقة ، صرح بالقول :إسرائیل لا تهتم سوى بمصالحها حتى لو تعارض ذلک مع مصلحة العالم ومصلحة حلیفتها أمیرکا، الموقف الحقیقی هو أن المؤامرة هی على إیران وعلى الانجازات الإیرانیة برغم أن هذا حق طبیعی لها، وأود الإشارة الى أن من حق إیران الحصول على ناصیة العلم والتکنولوجیا النوویة وغیرها وان یقوموا بتوظیفها لصالح شعبهم ولا یوجد قانون فی الدنیا أو فی القرارات أو المعاهدات الدولیة ما یحول دون حصول إیران على التکنولوجیا النوویة، إیران أعلنت وأعلن کل من زار إیران واطلع على منشآتها النوویة بان لا علاقة لها سوى بالاستخدام السلمی لهذه الطاقة.
وحول تأثیر أی ضربة قد تقوم بها إسرائیل على المنطقة ، قال ابو النجا : الحقیقة أن إسرائیل وأمیرکا تریدان شرقا أوسطیا جدیدا کما یقولون، شرق أوسط ملیء بالفوضى التی یقولون عنها الخلاقة، الفوضى الجدیدة. إسرائیل ترى ضالتها من خلال وجود امة عربیة ممزقة ومنطقة ضعیفة تسیطر فیها إسرائیل على کل شیء، واعتقد بان نظرة واحدة الى المنطقة تکفی، فماذا یحدث فی العراق، أفغانستان، الیمن، لبنان، فلسطین، سوریا، السودان، هذا لم یأت صدفة، هذا کله بسبب أمیرکا وإسرائیل، ولا بد لی من کلمة أقولها وعلى الجمیع أن یسمعها وهی أن الوقوف مع الأشقاء فی إیران هو واجب إنسانی ودینی وشرعی وأخلاقی وذلک حتى یتم إحباط الأهداف الأمیرکیة والصهیونیة.
وحول زیارة رایس القادمة للمنطقة قال ابو النجا : لا شیء فی جعبتها، وهی آتیة لدغدغة عواطف العرب والفلسطینیین، ولا استغرب أن یکون قدومها له علاقة بضربة إسرائیلیة لإیران، لا احد یراهن على رایس لأنها لا تحمل بضاعة وان حملت فبضاعتها کاسدة ولا یوجد لدیها ولا لرئیسها بضاعة قابلة للتسویق أو البیع لنا، ولم یبق لها ولا لرئیسها إلا القلیل من الوقت، قد تحاول تجمیل وجه الإدارة الأمیرکیة البشع لکن هذا لن ینطلی على احد.
( اعد الحوار رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS