حسن خریشة: علاقاتنا مع الاحتلال یجب أن تکون علاقات تصادمیة ولیس تفاوضیة
قال نائب رئیس المجلس التشریعی الفلسطینی القائم بأعمال أمین سر المجلس الدکتور حسن خریشة فی حوار أجراه معه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین بان قضیة التهدئة هی مبادرة مصریة وان رفضها من قبل إسرائیل یعنی اعادة الکرة الى الملعب المصری، وأضاف بان المفاوضات الجاریة منذ سنوات لم تسفر عن شیء وأن أولمرت أصبح أکثر ضعفا بعد ما أثیر ضده من قضایا الفساد، وأشار السید خریشة إلى أن علاقاتنا مع الاحتلال یجب أن تکون علاقات تصادمیة لا علاقات تفاوضیة.
وعلى ضوء التهدیدات الإسرائیلیة باجتیاح قطاع غزة والى أین وصلت جهود التهدئة ، قال : جهود التهدئة لم تصل الى نتیجة وحیث کان المصریین هم الوسطاء فی هذا الموضوع فان الکرة الآن فی الملعب المصری فی الأساس، ویبدو أن الجهود المصریة ذهبت هباء وأن علیهم أن یبذلوا جهودا مرة أخرى ومن المعروف بأن الهدف من التهدئة کان من أجل فتح المعابر ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطینی التی کانت أساس المبادرة المصریة.
وبشأن أقوال أحمد قریع والتی یقول فیها أنه لا بد من استمرار المفاوضات فهل یمکن لرئیس الوزراء الإسرائیلی فی ظل ما یلاحقه من قضایا فساد ومطالبات باستقالته وائتلافه الحکومی الهش إن یقدم شیئا للفلسطینیین ، قال :اعتقد ان اولمرت رجل ضعیف وهو متهم بالفساد وهو لن یستطیع تقدیم أی شیء فی أی مفاوضات تجری معه، وأرجو أن لا یجعل الفلسطینی من نفسه خشبة خلاص أو نجاة لا لأولمرت ولا لسواه على اعتبار أن هؤلاء جمیعا متفقین على عدم إعطاء الشعب الفلسطینی أی شیء، وإنما مواصلة العدوان والتهدید باجتیاح القطاع.
وحول ان کافة المسؤولین الفلسطینیین یجمعون على إن المفاوضات عبثیة فإذا کان الأمر کذلک لماذا استمرار المفاوضات ، أجاب خریشة : اعتقد بان هذا السؤال یجب أن یطرح على من یفاوض، لکن باعتقادی أن شبکة من المصالح قد تشکلت خلال السنوات الطویلة من المفاوضات على اعتبار أن المفاوضین هم أنفسهم من یقومون بالتفاوض منذ ذلک الوقت وهم لم یتغیروا لا أقدمهم ولا أصغرهم ولا أکبرهم، کما لم یتغیر أی وجه من تلک الوجوه التی ابتدأت بالتفاوض حتى الآن، وهم یجمعوا على انه یجب استمرار المفاوضات وان هذا هو الخیار الوحید لحل المسالة الفلسطینیة وتحقیق مصالح الشعب الفلسطینی، وللأسف الشدید فقد قمنا بجر الدول العربیة من اجل طرح مبادرة عربیة تقول بانه لا یوجد خیار أمام هذه الأمة سوى خیار المفاوضات، وبالتالی على هؤلاء أن یستفیقوا من وهمهم وان یضعوا مصالحهم الخاصة جانبا والانحیاز الى الحل الشعبی الذی یقول بضرورة عودة العلاقات بین الجماهیر الفلسطینیة وقوات الاحتلال التی هی علاقات تصادم ولیس علاقات تصالح أو مفاوضات.
و رداً على هذا السؤال من ان الرئیس عباس أعلن عن مبادرة حوار مع حرکة حماس، ما هی الخطوات العملیة التی یجب إتباعها لوصول الى المصالحة ، أجاب :کونی رئیس للجنة الشعبیة لمصالحة الوطنیة أقول بأننا کنا قد تقدمنا بمبادرة من اجل المصالحة الوطنیة وتستند المبادرة على شقین الأول هو مرحلة انتقالیة من اجل بناء الثقة وتعتمد على وقف الحملات الإعلامیة وإخلاء سبیل المعتقلین لدى طرفی النزاع فی الضفة والقطاع وثالثا وقف سیاسة العقوبات بکافة أشکالها الناتجة عن الانتماء السیاسی لهذا الطرف أو ذاک، کما وکنا قد طالبنا الرئیس عباس أن یعلن عن تشکیل حکومة انتقالیة مؤقتة بسقف زمنی محدد وذات مهام محددة فی استعادة اللحمة والوحدة الفلسطینیة والتحضیر لانتخابات رئاسیة وتشریعیة تمهیدا للوصول الى ثلاثة قضایا أساسیة استراتیجیه وهی النظام السیاسی الفلسطینی ومنظمة التحریر الفلسطینیة وأخیرا القضیة الأمنیة، وقد وضعنا لکل مرحلة أو قضیة حلا ووحلا بدیلا والأول هو إن نبدأ ببناء جسور الثقة خاصة وأننا إذا ما بدأنا الحوار فقد یأخذ الموضع وقتا طویلا نحن فی غنى عن انتظاره خاصة وان الملفات التی ستناقش هی ملفات صعبة ومعقدة.
وبشأن عدم نجاح المبادرات الفلسطینیة وحتى المبادرات العربیة کاتفاق مکة والمبادرة الیمنیة لم تنجح فی راب الصدع ، قال : اعتقد بان دعوة الرئیس عباس کانت تتویجا لمبادرات وجهود فلسطینیة وعربیة لکن یبدو أننا هنا فی فلسطین تعودنا أو تعلمنا من المدرسة القدیمة التی تقوم على عدم الاستجابة إلا لما یمارس علینا من ضغوط خارجیة، وعلى أی حال فأنا أرحب بدعوة الرئیس محمود عباس واثق به، خاصة وأنه تعامل مع الموضوع کرئیس لکل الشعب الفلسطینی ویبدو أنه لا یرید إن یسجل علیه استمرار حالة الانقسام فی عهده، وقد کانت دعوته رسالة للإسرائیلیین الذین یراهنوا على استمرار حالة الانقسام وتحدیا لکل إجراءاتهم العدوانیة والتصعیدیة فی الأراضی المحتلة وکل ممارساتهم الأخرى من تهوید للقدس واستیطان واعتداءات وکذلک بالنسبة للأمیرکیین الذین یتذرعون بحالة الانقسام الفلسطینی، ونأمل بان یبادر الجمیع الى إنجاح المبادرة واعتقد بأنه لا بد من ممارسة ضغوط على الطرفین من اجل استعادة اللحمة وقد قمنا نحن بذلک من خلال المبادرة التی قدمنا حیث استطعنا إن نخرج مع الجماهیر الى الشارع فی غزة والضفة لاحتجاج على استمرار الانقسام.
وحول التصعید الأمیرکی والإسرائیلی ضد إیران و تأثیره على المنطقة ، قال : اعتقد بان هذه قد تکون رسائل للداخل الإسرائیلی من اجل الخروج من المأزق الذی تعیشه الحکومة الحالیة واعتقد بان الإسرائیلیین یدرکون جیدا بأنهم لا یستطیعون الذهاب بعیدا وحتى الإدارة الأمیرکیة مترددة فی قضیة توجیه ضربة إیران ولا تعرف ماذا تفعل فی هذا الإطار ، کذلک فان الحسابات الإسرائیلیة لا تختلف کثیرا عن ذلک واعتقد بان أقصى ما یستطیع الإسرائیلیین إن یفعلوه هو ضربة للقطاع ولیس اجتیاحا کبیرا للقطاع لأنهم یدرکون حجم المقاومة الذی سوف یواجهونه هناک.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS