جمیل مجدلاوی: نرحب بدعوة أبو مازن للحوار کما نرحب بأی جهد إیرانی فی هذا الإطار

 قال السید جمیل مجدلاوی رئیس لجنة اللاجئین فی المجلس التشریعی الفلسطینی عضو المجلس التشریعی عضو المکتب السیاسی للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین فی حوار مع مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین أن الجبهة الشعبیة ترحب بالحوار  الذی دعا إلیه الرئیس محمود عباس وتدعو الى العمل الجاد من قبل طرفی النزاع للوصول الى حوار وطنی شامل، وأشار السید مجدلاوی إلى انه لا بد من وضع الآلیات العملیة للبدء بالحوار، کما ورحب  بأی جهد  قد تبذله إیران فی هذا السیاق. مجدلاوی أکد بان أی عدوان على إیران سیکون له تداعیاته الخطیرة على المنطقة بکاملها.

و حول نظرته الى دعوة الرئیس عباس للحوار، قال : لقد قلنا رأینا بذلک بوضوح واعتبرنا تلک الدعوة خطوة هامة فی الاتجاه الصحیح نحو استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام بکل ما ألحقه من أذى بالشعب الفلسطینی والقضیة الفلسطینیة، ونحن نتوجه للجمیع  فی الساحة الفلسطینیة وبشکل خاص للإخوة فی حرکتی فتح  وحماس من اجل الاستجابة لهذه الدعوة وان یتم العمل الفوری من اجل حوار وطنی یخرج بآلیات عمل واضحة تحول هذه المبادرة الى حقیقة والى حوار شامل  ویتم توجیهها فی الوجهة الصحیحة بحیث تخدم شعبنا وقضیتنا واستعادة الوحدة لأبناء الشعب الواحد.

و بشأن الآلیات التی من الممکن اتباعها لتحقیق ذلک ، صرح مجدلاوی قائلاً : أولا لا بد من وقف کل الحملات الإعلامیة والسیاسیة، وثانیا ان یتم الإفراج عن المعتقلین السیاسیین الذین تم اعتقالهم على أرضیة الخلاف أو الانقسام، ووقف کل أشکال الملاحقة  والإغلاق للمؤسسات والجمعیات فی طرفی الوطن، ووقف کل الإجراءات الانفرادیة التی تم القیام بها خلال الفترة الماضیة وکذلک اتخاذ کل الخطوات اللازمة التی من شانها ان تفتح مناخات ایجابیة ووقف کل الممارسات التی من الممکن ان یکون لها نتائج سلبیة على تفعیل المبادرة.

و أضاف :  کذلک عدم إعطاء اهتمام لبعض الأصوات النشاز التی صدرت أو قد تصدر لتعکیر الأجواء الایجابیة لهذه المبادرة، ومن ثم تشکیل لجنة وطنیة تتابع الحوار مع الطرفین فتح وحماس ثم مع الکل الوطنی توطئة لاعادة تنشیط  الفعل الوطنی الشامل والاتصال بالأطراف العربیة الرسمیة بما فی ذلک الأمین العام للجامعة العربیة  وبکل الأطراف التی من الممکن ان تقدم عونا فی إطار هذه المصالحة، ومن  اجل ان یکون الحوار تحت مظلة الجامعة العربیة ومن اجل مشارکة المعنیین فی العالم العربی أو کل من هو مستعد من الأطراف العربیة لتقدیم الدعم فی هذا الإطار وتوفیر شروط الأمان من اجل إنجاح هذه المبادرة، وان یتحمل الجمیع مسؤولیاتهم وذلک حتى تستطیع الأطراف العربیة الرسمیة ان تشکل سندا  للمصالحة  وحتى یتم مواجهة أیة ضغوط قد تمارس على أی طرف فلسطینی بشکل عام وعلى الرئیس أبو مازن بشکل خاص لأننا ندرک جمیعا بان لا أمیرکا ولا إسرائیل یحبذون وصول الساحة الفلسطینیة الى التوافق واستعادة اللحمة الفلسطینیة.

و أردف قائلاً :لهذا نرى ان على الموقف العربی الرسمی ان یتحمل  کل إمکانیات الدعم والإسناد لهذه المصالحة، وبما أن الأخوة فی مصر لعبوا دورا بارزا ولا زالوا  وبإمکانهم ان یلعبوا دورا خاصا من اجل تکریس المصالحة لما لهم من ثقل  فی العالم العربی ولما لهم من دور معنوی  کما لما لمصر من علاقات ممیزة مع قطاع غزة، کذلک نعتقد بان بإمکان قطر ان تلعب دورا خاصا ممیزا فی إطار مظلة الجامعة العربیة.

وحول ان الجبهة الشعبیة کانت  سباقة لإطلاق مبادرة للمصالحة وفعل آخرون فی الساحة الفلسطینیة ذلک لکن یبدوا ان المبادرات الداخلیة لم تکن ناجحة ومن المعروف ان لحرکة حماس علاقات متینة مع إیران و لماذا لا یتم استثمار هذه العلاقة فی موضوع المصالحة أیضا ، قال مجدلاوی :أنا اعتقد بان جهدنا وجهد غیرنا لعب دورا مهما فی إطلاق الرئیس عباس دعوته للحوار بالإضافة الى مجموعة عوامل أخرى إقلیمیة ووطنیة، ولا یمکن تجاهل الدور الایجابی الذی لعبته الجبهة وغیر الجبهة فی هذه المبادرة من الرئیس عباس، وقد أعلن الرئیس فی أکثر من مناسبة بان هذا هو نتاج عملیة متراکمة من الجهود التی بذلها الجمیع للوصول الى هذه الدعوة، وعلى هذا الأساس فإننا نعتقد بأنه کان هنالک دورا ایجابیا للمبادرات الفلسطینیة الفلسطینیة لا یمکن التنکر له أو التقلیل من قیمته.

وأضاف : فیما یتعلق بالدور الإیرانی  فإننا نرحب بأی دور قد تقوم به دولة إیران فی أی جهد للمصالحة وإنجاح الحوار وصولا الى  المصالحة الحقیقة والوصول به الى شبکة أمان  توفر له الحمایة السیاسیة ونعتقد بان لإیران  دورا ایجابیا یمکن ان تلعبه على هذا الصعید،

و رداً على سؤال من ان اولمرت و خلال زیارته لأمیرکا تلقى دعما غیر مسبوق من الأسلحة المتطورة وبعد عودته صرح موفاز بان إسرائیل على استعداد لضرب إیران بشکل منفرد،و هل لهذا علاقة بقرب توجیه ضربة لإیران بتقدیرکم وإذا حصل ذلک فما هو تأثیره على المنطقة ککل ، أجاب :الدعم الأمیرکی لإسرائیل لیس جدیدا وهذا الموقف الأمیرکی من دعم إسرائیل لم یتغیر منذ قامت دول إسرائیل قبل 60 عاما هی عمر نکبتنا، والموقف الرسمی الأمیرکی هو فی ان تبقى إسرائیل متفوقة على جمیع الدول العربیة. وهذا الموقف یأتی من خلال الوظیفة الإقلیمیة الإسرائیلیة منذ تأسست وخاصة بعد سقوط الشاه وانتهاءه کحلیف للغرب، وأمیرکا تعتبر ان إسرائیل هی الذراع الأمیرکی  فی المنطقة، وضمن هذا السیاق یأتی دق طبول الحرب ضد إیران وهذه التهدیدات المستمرة بضرب إیران منذ ما یزید على ثلاثة أعوام، کذلک محاولات خلق مناخات إقلیمیة ودولیة تشجع على ضرب إیران والاعتداء علیها، سواء من قبل أمیرکا بشکل مباشر أو  من خلال دولة إسرائیل، ونعتقد بان المشکلة التی تواجه أمیرکا هی ان المناخ الدولی غیر مساعد  خاصة فی ظل اتضاح الموقف الروسی القائل بحق إیران فی الحصول على التکنولوجیا النوویة للأغراض السلمیة کما ان بوتین صرح قبل عدة أیام بأنه لا یؤید ولا یقبل مثل هذا العدوان على إیران  وان من حق إیران تخصیب الیورانیوم من اجل الأغراض السلمیة وهذا موقف القیادة الإیرانیة أیضا التی تقول أنها لا ترید  الطاقة النوویة إلا من اجل أغراض سلمیة، وعلى أی حال فان أمیرکا لا تجد أی دلیل على ان إیران لدیها أسلحة نوویة أو حتى القدرة على إنتاج القنابل النوویة، وکل هذه الحملة على إیران  تأتی فی الوقت الذی یعلن الرئیس الأمیرکی السابق جیمی کارتر بان إسرائیل لدیها ما یزید على 150 قنبلة نوویة هذه الأقوال بما فیها من صراحة ووضوح تفقأ عیون إدارة بوش وعیون أتباعهم وأشیاعهم فی المنطقة والذین مع أمیرکا یغضون الطرف عما تمتلکه إسرائیل، والحقیقة ان الحدیث العربی عن وجود خطر نووی إیرانی هو افتآت على الواقع وفیه هروب من مواجهة الحقیقة.

وحول تأثیر أی اعتداء على إیران على المنطقة ، قال مجدلاوی :لا اعتقد بان  أمیرکا أو إسرائیل من الممکن ان یقدموا على خطوة حمقاء من هذا القبیل ومهما کانت أزمة بوش أو  اولمرت  فهم یعلمون بان مثل هذه الخطوة لن تکون خطوة سهلة أو سوف تمر مرور الکرام حیث أن ما سیترتب علیها سیکون له تداعیات کثیرة وخطیرة على المنطقة بکاملها.

و بشأن ما یشبه الإجماع فی الساحة الفلسطینیة من أن المفاوضات  الجاریة هی مفاوضات عبثیة إلا أن السید احمد قریع قال بأنه لا بد من استمرار المفاوضات، إذا کان الأمر على هذه الشاکلة لماذا الاستمرار فی المفاوضات ، صرح قائلاً : اعتقد بان ضرر المفاوضات أکثر من کونها عبثیة، فهی تضع العرب والفلسطینیین وکل العالم فی مواقع الانتظار السلبی لمفاوضات عقیمة  تغطی على المواقف والجرائم الإسرائیلیة، وهی تجعل الجمیع  ینتظر هذه الماکینة التی  ثبت فشلها  وهی لا تطحن سوى هواء بالنسبة لنا وتمکن الإسرائیلیین من فرض مزید من الوقائع على الأرض بما یعزز من احتلالهم للأرض الفلسطینیة، وعلى هذا الأساس فهی ذات ضرر اکبر من خلال هذا الانتظار السلبی الذی لن یأتی بشیء لنا وما تولده من وهم لا أساس له  ولا نجد أی مبرر لاستمرار هذه المفاوضات وأدعو الجمیع بما فیهم الأخ احمد قریع للوقوف وقفة تأمل مسؤولة  وان نتوقف عن تردید  مقولة ماذا سنفعل إذا لم نفاوض، وأقول ان بإمکاننا ان نفعل الکثیر، کأن نعید ترتیب بیتنا الفلسطینی  أو أن نعزز صمود شعبا  یمکننا ان نفعل الکثیر غیر التفاوض.

و حول ضعف اولمرت وقضایا الفساد  فی إسرائیل هل من الممکن ان یقدم هو أو حکومته أی  شیء للفلسطینیین ، قال : اعتقد بأنه لن یقدم شیئا لا وهو فی وضع ضعیف ولا وهو فی وضع قوی وطالما ان میزان القوى مختل لصالح إسرائیل وطالما ان أمیرکا تقدم کل هذا الدعم له  ولإسرائیل ولا احد من العرب یقول کلمة واحدة أو یقول  تعالوا نطرح توازن المصالح بیننا وبین أمیرکا وإسرائیل کما ان الانقسام الفلسطینی اثر على الوضع بشکل عام، ونعتقد بان إسرائیل أو أمیرکا لن تقدم شیئا وهی ان فعلت فحتى تزید من حالة الانقسام فی الساحة الفلسطینیة والتی تساعد على زیادة الفساد المالی والسیاسی  ولهذا هو لن یقدم شیئا لا وهو قوی ولا وهو ضعیف.

وحول رأیه ماذا تحمل کوندالیزا رایس القادمة الى المنطقة ، قال : بالنسبة لی  فهی غیر مرحب بها أبدا فی هذه المنطقة لأنها لیس سوى رسول العدوان  الأمیرکی على شعبنا الفلسطینی وعلى کل شعوب المنطقة.

( أعد الحوار رشید شاهین )

ن/25