النتشة:أدعو إیران لتقدیم کل جهد ممکن
بیت لحم ـــ خاص وکالة قدسنا
فی مقابلة صحفیة مع مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال الأخ رفیق النتشه عضو المجلس الثوری لفتح ورئیس المحکمة الحرکیة لفتح إن إسرائیل لم تتخل أبدا عن أسالیبها الإرهابیة وأنها ضد أی عمل قد یقود إلى السلام کما أنها غیر جدیة فی الوصول إلى سلام حقیقی مع الفلسطینیین، وأضاف النتشة قائلا هناک شبه إجماع فلسطینی على أن المفاوضات عبثیة ولیس لها أی أفق سیاسی، کما أکد النتشة على أن إیران تستطیع القیام بدور إیجابی فی الخلاف الفلسطینی الداخلی فی ظل الدعم المستمر الذی تقدمه إیران للقضیة الفلسطینیة.
وحول عدم موافقة إسرائیل على التهدئة قال : إسرائیل لم تتخل یوماً ما عن أسالیب الحرب والإرهاب لتحقیق أهدافها السیاسیة ولذلک فهی ضد عمل أو توجه یؤدی إلى السلام الذی تعتقد إسرائیل أنه عقبة فی طریق تحقیق أهدافها السیاسیة.
ولذلک فهی تعتقد أن الموافقة على التهدئة یحملها استحقاقات ومسؤولیات أمام سیاستها الإرهابیة التی تقوم بها من حصار وقصف وتدمیر وأسر عشرات الأسرى یومیاً وقتل العدید من النساء والأطفال والرجال من المدنیین تحت مبررات قصف صواریخ أو إطلاق رصاص حتى ولو لم یکن له أی نتائج وخسائر على الأرض, کما وأن عدم التهدئة یبرر لها أمام الرأی العام الدولی هروبها من استحقاقات السلام التی لم تقدم منها شیء على أرض الواقع.
و بشأن الخرائط التی کثر الحدیث عنها حیث کان السید نمر حماد أشار قبل فترة بان ما هو معروض على الفلسطینیین قد لا یصل الى 50 % من أراضی الضفة وبعد ذلک صار الحدیث عن 12% لن تکون مشمولة بالحل ومن ثم صار الحدیث عن 8.5 % بجون القدس الشرقیة، و ماذا یجری بالضبط ، صرح النتشة : ان هذا الموضوع یدخل ضمن إطار الإعلام الإسرائیلی الدولی لإقناع الرأی العام أنها تسیر بجدیة نحو السلام الذی لیس له أی نتائج على أرض الواقع. کما وأنها ترید أن تؤکد شرعیتها للاحتلال لتضع الجانب الفلسطینی أمام التساؤل الدولی لماذا لا تقبلون بالسلام ؟!، وکأن السلام فرض على الجانب الإسرائیلی بدون تبعات علیه، وبدون مطالبة إسرائیل الانسحاب من الأراضی العربیة المحتلة. بالنتیجة ترید أن تتحدث عن الدولة الفلسطینیة ولکن بدون أرض وبلا استقلال وبلا وطن، وبلا قدس والتی یعتبرها الفلسطینیون والعرب والمسلمون هی عاصمة فلسطین، بل هی فلسطین، فلا فلسطین بدون القدس ولا قدس بدون فلسطین.
و الى أین وصلت المفاوضات بشکل حقیقی فی ظل تضارب الأنباء عنها، حیث کان أشار وزیر الخارجیة المصری بان هنالک تقدما کبیرا وإسرائیل تقول ذلک والسلطة تنفی ما هی الحقیقة ، قال : لم یصدر عن أی مسؤول فلسطینی أی إشارة إیجابیة عن المفاوضات، وهناک شبه إجماع على أن المفاوضات عبثیة، ولیس لها أی أفق سیاسی وأنها لم تحقق أی نتائج على الأرض، وأن استمرار المفاوضات لسد الذرائع أمام إسرائیل وأمام المجتمع الدولی حتى لا یتوهم أحد بأن الفلسطینیین لا یریدون السلام.
و رداً على السئوال : فی ظل انسداد الأفق السیاسی ورفض التهدئة وتهدید إسرائیل باجتیاح القطاع إلى أین تتجه الأمور ولماذا تستمر المفاوضات ، أجاب النتشة : تتجه الأمور فی الساحة الفلسطینیة إلى البحث عن البدیل، أمام أوهام السلام وعبث المفوضات ونحن فی الوقت الذی أعطینا فیه مفاوضات السلام کل جهد ممکن إلا أننا لم نحقق أی نتائج ترضی شعبنا مما دفع الجمیع وبخاصة حرکة فتح إلى تشکیل لجنة قیادیة لدراسة البدائل لهذا الجهد السیاسی الضائع وذلک بالتعاون مع جمیع الفصائل والقوى الاجتماعیة والسیاسیة فی المجتمع الفلسطینی.
و فی ظل ما یقال عن عدم إحراز تقدم فی المفاوضات هل هنالک إمکانیة لإعادة النظر فی مسالة المفاوضات والبحث عن خیارات أخرى قال : کما قلت سابقاً نعم هناک قرار – ولیس إمکانیة فحسب – بضرورة إعادة النظر بأسلوب المقاومة الذی یحقق مکاسب وطنیة لشعبنا.
هل تعتقدون بان اهتمام أمیرکا بالملف الإیرانی ومحاولات التحشید على إیران له علاقة فی غیاب الاهتمام الأمیرکی بإیجاد حل للمسالة الفلسطینیة؟د
وأضاف :لا شک أن هذا الإعلام الأمریکی العدوانی یدخل فی إطار لفت نظر الشعب الأمریکی والعالم إلى المشاکل الجانبیة والقفز عن بؤرة التوتر الحقیقیة وهی الاحتلال الإسرائیلی للأراضی المحتلة.
والى أین وصلت المصالحة الفلسطینیة الفلسطینیة ، صرح : ما زالت المحاولات على الصعید الرسمی والشعبی مستمرة، ونحن فی حرکة فتح نفتح ذراعینا ونمد أیدینا إلى حرکة حماس لکی نطوی صفحة الانقلاب العسکری والعودة إلى ما قبل 15/6/2006م ما قبل الانقلاب والعودة إلى سیاسة الحوار الدیمقراطی کأسلوب وحید للتفاهم من أجل وحدة وطنیة تحقق أهداف شعبنا فی الحریة والاستقلال، ونحن ننتظر على هذا الصعید إعلان واضح محدد من حماس بالرجوع عن الانقلاب لفتح حوار وطنی شامل بمشارکة جمیع القوى الوطنیة والإسلامی.
وبشأن العلاقات الحمیمة تربط حماس بإیران لماذا لا یتم استثمار هذه العلاقات والطلب من الجانب الإیرانی التوسط بین حماس وفتح؟
إننی اعتقد جازماً أن إیران تستطیع أن تقوم بدور ایجابی وبناء فی هذا الموضوع وندعوها أن ترکز تأییدها للقضیة الفلسطینیة والشعب الفلسطینی بصورة عامة کما عهدناها ولیس لدعم فریق واحد من الفرقاء.
إننی أدعو إیران لتقدیم کل جهد ممکن لتوحید الصف الفلسطینی وإزالة الخلافات لنتمکن من خدمة شعبنا الفلسطینی والوقوف أمام المؤامرات الإسرائیلیة والدولیة، ولمقاومة الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطینیة وعاصمتها القدس الشریف.
وقد طرحنا على الإخوة فی حماس عدة نقاط أساسیة للوفاق والاتفاق وهی لیست شروطاً وإنما هی أساس وأرضیة للعمل الجاد البناء وأهم هذه النقاط العودة عن الانقلاب العسکری الذی نرفضه ویرفضه شعبنا بکل فئاته وفصائله ونرفض اعتباره أساساً من أسس التعاون الوطنی، ویرفض أن یکون أحد وسائل الحوار، فالحوار الدیمقراطی هو الأساس ولیس الحوار بالبنادق. وکذلک ضرورة الاعتراف بالشرعیة التی أصبحوا جزءا منها والرجوع إلى الشعب مصدر السلطة فی انتخابات مبکرة لانتخاب الرئیس والمجلس التشریعی.
و لماذا لا تقوم الدول العربیة ببذل جهود مماثلة لتلک التی بذلت فی الموضوع اللبنانی من أجل المصالحة ، قال لقد سبق أن قامت الدول العربیة بمثل هذا الجهد وبخاصة الإخوة فی الأردن وسوریا والسعودیة والسودان والیمن ولم تکلل تلک الجهود بالنجاح.
وبعد لبنان أعلن الأشقاء فی سوریا على لسان سیادة الرئیس بشار الأسد وعلى لسان السید عمرو موسى الأمین العام لجامعة الدول العربیة ضرورة مواصلة الجهود لتحقیق الوحدة بین فتح وحماس ونحن نرحب بهذه الجهود التی تعبر عن رغبتنا بالوحدة والاتفاق والتفاهم.
وحول الزیارة التی قام بها وفد من حرکة حماس للضفة وزیارة الرئیس عباس فماذا دار فی الاجتماع ، قال : لیست هی المرة الأولى التی یقوم بها وفد من حماس بزیارة سیادة الأخ الرئیس محمود عباس فقد سبق أن قابلهم أکثر من مرة وآخر زیارة کانت من وفد من حماس برئاسة الشیخ حامد البیتاوی الذی سلم سیادة الأخ الرئیس محمود عباس رسالة من الإخوة المناضلین الأسرى فی سجون الاحتلال، وکذلک تم الحدیث عن حل الخلافات بین الطرفین، وقد أبلغهم الأخ الرئیس استعداده الکامل للحوار من أجل تحقیق المصالحة وهذا یستوجب الرجوع عن الانقلاب والعودة إلى الأوضاع التی سبقت الانقلاب واعتماد أسلوب الحوار الوطنی بدیلاً عن الحسم العسکری.
( اعد الحوار رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS