الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کاید الغول: إسرائیل تمارس الابتزاز وخیاراتنا تکون بالوحدة والمقاومة

 

کاید الغول: إسرائیل تمارس الابتزاز وخیاراتنا تکون بالوحدة والمقاومة ووقف المفاوضات الجاریة لأنها لیست سوى مضیعة للوقت

بیت لحم  ـــ  خاص لقدسنا

فی حوار أجراه معه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین السید کاید الغول "إن إسرائیل فی رفضها للتهدئة وتهدیدها باجتیاح القطاع إنما تمارس ابتزاز وضغط هدفه فرض شروط تقید على الفلسطینیین مقاومتهم للاحتلال".

وأکد السید الغول بأن لیس أمام الفلسطینیین إلا المقاومة فی مواجهة الاحتلال خاصة وإن ما هو مطروح من شروط للتهدئة على الفلسطینیین لیس سوى مقدمة للمطالبة بوقف المقاومة.

وأشار السید عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة إلى أن على السلطة أن توقف المفاوضات الجاریة لأنها لیست أکثر من إشغال للوقت.

 وحول التصعید الإسرائیلی والهجمات المتکررة على القطاع، وفی ظل التهدید المستمر باجتیاح القطاع ما هی الخطوات التی یمکن أن تتخذونها لمواجهة ذلک ، قال : الخطوة  الأولى والأهم فی مواجهة التهدید الإسرائیلی تکمن فی مباشرة الجهود بشکل حثیث من أجل إنهاء حالة الانقسام فی الساحة الفلسطینیة واستعادة الوحدة لأن من شأن ذلک أن یؤدی إلى توحید طاقات وإمکانات القوى الفلسطینیة المختلفة عدا عن ذلک سیقود لإسناد شعبی شامل لقوى المقاومة فی مواجهتها لأی محاولة للاعتداء أو الاجتیاح الإسرائیلی، وفی سیاق ذلک أشیر بأن إسرائیل تستغل حالة الانقسام القائمة وتداعیاتها لتحقیق اختراقات هنا وهناک تسهل علیها القیام بالعملیات العسکریة المحتملة.

 وفی کل الأحوال وإذا لم تتوفر الإمکانیات من أجل استعادة الوحدة فالجبهة الشعبیة سوف تسعى إلى إیجاد تنسیق میدانی بین قوى المقاومة من أجل التصدی المشترک والفاعل فی المیدان ضد أی عدوان محتمل.

و لماذا لا تقبل إسرائیل التهدئة حتى الآن ، أجاب السید الغول : إسرائیل تعتقد على ما یبدو أن التهدئة التی یجرى بحثها الآن هی حاجة فلسطینیة تفرضها تأثیرات حالة الانقسام وحالة الحصار بتداعیاتها على الوضع الفلسطینی برمته وعلى دور ومکانة حرکة حماس التی تدیر قطاع غزة، ولذلک فهی تحاول أن تمارس أعلى درجة من الابتزاز من أجل تحقیق أکبر قدر ممکن من التنازلات دون أن تقدم هی أیة التزامات جدیة بشأن التزامها بالتهدئة وبفک الحصار وفتح المعابر، ولذلک تسعى حکومة إسرائیل لفرض تهدئة على الفلسطینیین وفقاً لمصلحتها عبر وضع مجموعة من الشروط منها على سبیل المثال منع التدریب، ومنع التصنیع للأسلحة، ومنع تهریبها وعلى قاعدة أن الهدوء یقابله هدوء، عدا عن ذلک فإن حکومة إسرائیل ترید الهدوء کمقدمة لوقف المقاومة ککل فی الوقت الذی تستمر فیه بممارسة وبدون توقف کل السیاسات العدوانیة التی تکرس الاحتلال مثل مصادرة الأراضی وتوسیع المستوطنات وبناء الجدار وغیر ذلک.

و فیما لو رفضت إسرائیل التهدئة أین ستتجه الأمور، أجاب :لیس أمامنا سوى استخدام کل وسائل وأشکال النضال فی مواجهة الاحتلال، ومن حیث المبدأ سجلت الشعبیة بأن التهدئة بالمضمون السیاسی من الخطأ بحثها فی ظل استمرار الاحتلال وفی ظل عدوانیته المستمرة، وأکدت بأننا یمکن أن نمارسها باعتبارها تکتیکاً فی إطار المقاومة بحیث نقرر نحن کفلسطینیین متى وکیف وأین یمکن أن نمارسها، مستندین فی ذلک إلى مصلحة شعبنا.

إن ما هو مطروح الآن من تهدئة یتعاکس مع فهمنا هذا، فالمطروح یستهدف وقف مقاومة شعبنا لفترة زمنیة وبدون أی أفق أو استهداف سیاسی یخدم نضالنا، عدا عن أن التهدئة المقتصرة على قطاع غزة تجعل العدو یتعامل مع شعبنا وأرضنا ککیانین منفصلین حیث فی الوقت الذی ستسری فیه تهدئة فی القطاع لن تکون هناک تهدئة بالضفة الغربیة، ومن شأن هذا التقسیم أن یقود فی أحد أهم استهدافاته إلى سلوک ثم صیاغة خیارات سیاسیة تؤدی لتکریس هذا الانفصال وقطع الطریق على وحدة الشعب وأرضه وحقوقه الوطنیة، عدا عن أن أحد الاستهدافات هو اعتبار التهدئة مقدمة لإنهاء قوى المقاومة کما جاء فی خطة خارطة الطریق وغیرها.

و رداً عاى سؤال أنتم فی الجبهة  الشعبیة جزء من منظمة التحریر الفلسطینیة هل أنتم فی الصورة الکاملة للمفاوضات مع إسرائیل وأین وصلت هذه المفاوضات ، أجاب السید کاید الغول :صحیح أننا جزء من المنظمة، لکننا فی الواقع لسنا بصورة تفاصیل المفاوضات وخاصة السریة منها، وما یتم طرحه فی اجتماعات اللجنة التنفیذیة لا یتعدى الإطار العام، أما بصدد إمکانیة الوصول إلى حل سیاسی مع إسرائیل ینجم عن هذه المفاوضات مع نهایة عام 2008 فأرجح صعوبة ذلک نظراً للموقف الإسرائیلی الرافض للانسحاب لحدود 1967، وحق اللاجئین فی العودة إلى دیارهم وفقاً للقرار 194، وإزالة الاستیطان وعودة القدس، وتقدیری أن المفاوضات الجاریة لا تعدو عن کونها إشغال للوقت، وتعمل إسرائیل لاستغلالها فی تقویض الحقوق الوطنیة الفلسطینیة التی یفترض أن تحکم هذه العملیة وفی ظهورها وکأنها جادة فی التفاوض أمام الرأی العام العالمی وهی بذلک تمارس لعبة علاقات عامة وتضلیل للرأی العام.

 

إذا کان الأمر کما تقول إذا لماذا المفاوضات، هل من أجل المفاوضات فقط؟ فقال : یبدو أن هنالک مصلحة للأطراف المعنیة، فلقد أعلنت السلطة منذ فترة طویلة بأن خیارها الإستراتیجی هو المفاوضات وهی راهنت على ذلک منذ سنوات، والسلطة کما یبدو لیس لدیها الاستعداد للبحث فی خیارات أخرى سوى أن تستمر فی هذا الخیار رغم نتائجه الکارثیة على الأرض وتعتقد بأن استمرارها فی ذلک یمکن أن یؤدی بالضغط على إسرائیل، وبالمقابل فإن إسرائیل تستغل المفاوضات للقیام بحملة دعائیة وعلاقات عامة توحی من خلالها بأنها راغبة فی السلام وأنها جادة فی الوصول إلى حلول سیاسیة، فی الوقت الذی تکرس فیه یومیاً سیاستها الاستیطانیة ومصادرتها للأرض، وتوسیع الاستیطان، وبناء الجدار، وعزل القدس، کما أنها تمارس کل ما من شأنه أن یخلق وقائع جدیدة تؤدی لخلق وقائع سیاسیة هدفها إبقاء حالة الفصل بین الضفة والقطاع قائمة.

وحول المصالحة وضرورة إنهاء حالة الانقسام، بتقدیرکم لماذا لا تتدخل الدول العربیة فی إیجاد مخرج للحالة القائمة بین الفلسطینیین قال : قبل الحدیث عن التدخل العربی فإن الأساس فی إنهاء حالة الانقسام یکمن بضرورة توفر الإرادة السیاسیة عند طرفی الانقسام، وفی استعدادهما للتعامل مع المبادرات الوطنیة التی انطلقت من إدراکها لخصائص وأساس الانقسام وکیفیة إنهائه،وإذا ما توفرت هذه الإرادة، فعندئذ یمکن لأی جهد عربی أن یشکل حالة إسناد للجهد الوطنی الداخلی من أجل معالجة کل قضایا الشأن الفلسطینی على أساس من الشراکة والوضوح وعلى أساس برنامج یتم التوافق علیه، وبدون توفر هذه الإرادة لدى طرفی الانقسام یصبح من الصعب الحدیث عن إسهام عربی ناجح من أجل استعادة الوحدة.

بتقدیری أن الأمور وصلت إلى نهایتها من حیث الخیارات، فالخیار السیاسی أو التفاوضی بات مغلقاً، حیث یوجد صعوبات وعقبات کبیرة فی المفاوضات مع الإسرائیلیین، کما أعتقد بأن حرکة حماس استخلصت بأن مشروعها فی استمرار السیطرة على قطاع غزة بات أیضاً مغلقاً ولن ینجم عنه إلا المزید من المعاناة للشعب الفلسطینی والمزید من التراجع فی مکانة القضیة الوطنیة الفلسطینیة، لذلک أعتقد بأن الفترة الحالیة مناسبة لکل من فتح وحماس للتعاطی بجدیة مع المبادرات الوطنیة الفلسطینیة، وعلى قاعدة هذه المبادرات یمکن أن تسند الحوارات الوطنیة الشاملة بالمبادرة الیمنیة التی أصبحت مبادرة عربیة رسمیة بعدما تبنتها القمة العربیة الأخیرة فی دمشق، وبالتالی یمکن أن تبدأ الجهود العربیة استناداً لها وبالتکامل مع المبادرات الوطنیة الفلسطینیة.

و فی ظل انسداد الأفق فیما یتعلق برؤیة بوش، وفی ظل عدم إحراز أی تقدم فی المفاوضات وفی ظل التهدیدات الإسرائیلیة وفی ظل رفض التهدئة لماذا لا توقف السلطة الفلسطینیة المفاوضات مع إسرائیل، أجاب :نحن کنا ولا زلنا ندعو إلى ذلک، کما دعونا وندعو السلطة إلى مغادرة مجرى المفاوضات الجاریة واستبدال ذلک بخیار آخر یتمثل بالدعوة لعقد مؤتمر دولی ذو صلاحیات تکون مرجعیته الأمم المتحدة وقرارات الشرعیة الدولیة وهدفه إقرار آلیات تنفیذ تلک القرارات، وبهذا المعنى نطرح رؤیة أخرى لا تقوم على التفاوض استناداً إلى رؤیة بوش المغایرة للشرعیة الدولیة وأن یتم تجاوز ورفض خطة خارطة الطریق التی هی فی جوهرها خطة أمنیة ولا تعالج لب الصراع، ورفض اعتبار الإدارة الأمریکیة مرجعیة لأطراف التفاوض لأن ذلک أمر ضار خاصة فی ظل الانحیاز والدعم الشامل من قبل الإدارة الأمریکیة لإسرائیل وسیاستها.

و حول  فضائح الفساد لرئیس وزراء إسرائیل والوضع الداخلی المهزوز فی إسرائیل قد یکون وراء التصعید الإسرائیلی وفتح ملف الجولان ، أجاب السید الغول : أعتقد بأن فتح ملف الجولان بالتحدید هو فی أحد خلفیاته هذا الأمر، وما یعزز هذا الاعتقاد هو عدم وجود أی تطورات إقلیمیة أو دولیة تجبر إسرائیل على فتح هذا الملف، کما أعتقد بأن فتح هذا الملف قد یکون خطوة تکتیکیة من قبل الحکومة الإسرائیلیة لتعزیز مکانتها على المستوى الدولی باعتبارها تسعى للسلام وهی بذلک تسعى لکسب دولی یؤدی لخلق حالة توازن بین الضغط الداخلی والدعم الخارجی وبذلک تعتقد أنها تقطع الطریق على إمکانیة اسقاطها أو سقوطها، کذلک یمکن أن تکون الخطوة فی أحد استهدافاتها هو الضغط على الفلسطینیین لتقدیم تنازلات أساسیة فی المفاوضات الجاریة بحجة أن ما هو معروض علیهم الآن قد لا یتکرر فیما لو تحقق سلام سوری إسرائیلی. وکمحصلة فإننی أرجح ألا یکون هناک حل لموضوع الجولان فی المدى المنظور.

وحول ذکرى النکبة و الى أین وصلت القضیة الفلسطینیة فی هذا الوقت ، قال :  لاشک بأن القضیة الفلسطینیة تراجعت، سواء على المستوى العربی أو الدولی، وقد ساهم بذلک عدة عوامل لعل أهمها حالة الانقسام الفلسطینی الفلسطینی، والتی ترکت أثراً سلبیاً کبیراً على مکانة القضیة والشعب الفلسطینی، یضاف إلى ذلک حالة الضعف والتردی العربی التی قادت لعدم التعامل مع القضیة الفلسطینیة کأولویة وکقضیة مرکزیة للأمة العربیة، وعلى هذا الأساس فإننی أرى بأن استعادة الوحدة الفلسطینیة وإنهاء حالة الانقسام یعتبر أهم العوامل التی من شأنها أن تعید للقضیة بریقها ومکانتها فی الساحتین العربیة والدولیة.

( اعد الحوار رشید شاهین )

ن/25

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140479







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)