کاید الغول: إسرائیل تمارس الابتزاز وخیاراتنا محدودة بالوحدة والمقاومة
کاید الغول: إسرائیل تمارس الابتزاز وخیاراتنا محدودة بالوحدة والمقاومة ووقف المفاوضات الجاریة لأنها لیست سوى مضیعة للوقت
بیت لحم ـــ خاص لقدسنا
فی حوار أجراه معه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین السید کاید الغول إن إسرائیل تمارس الابتزاز عندما ترفض التهدئة وتهدد باجتیاح القطاع، وأکد السید الغول بأن لیس أمام الفلسطینیین إلا المقاومة فی مواجهة الاحتلال خاصة وان ما هو مطروح على الفلسطینیین لیس سوى وقف للمقاومة، وأشار السید عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة إلى أن على السلطة أن توقف المفاوضات الجاریة لأنها مفاوضات من اجل إشغال الوقت فقط.
وحول التصعید الإسرائیلی والهجمات المتکررة على القطاع، وفی ظل التهدید المستمر باجتیاح القطاع ما هی الخطوات التی یمکن أن تتخذونها لمواجهة ذلک ، قال : أعتقد بان الخطوة الأولى والاهم والتی یجب أن نباشر على العمل بشکل حثیث من أجل إنجازها هی إنهاء حالة الانقسام فی الساحة الفلسطینیة لان من شان ذلک أن یعمل على تجمیع القوى الفلسطینیة المختلفة، وهذا ما سوف یجد إسنادا شعبیا شاملا فی مواجهة أی محاولة للاعتداء أو الاجتیاح الإسرائیلی، کذلک اعتقد بان إسرائیل تستغل حالة الانقسام القائمة بین الفلسطینیین وتجد أمامها الفرصة لتحقیق اختراقات هنا وهناک تسهل علیها القیام بکل هذه العملیات، والحقیقة انه إذا لم تتوفر الإمکانیات من اجل استعادة الوحدة فنحن سوف نسعى على الأقل إلى إیجاد توافق میدانی على الأرض بین القوى المقاومة من اجل العمل على أن تکون المواجهة مشترکة وفاعلة فی المیدان.
وحول سبب عدم قبول إسرائیل التهدئة حتى الآن ، قال : إسرائیل تدرک على ما یبدو أن هذه التهدئة هی مطلب للمصریین ولحرکة حماس، وهی تحاول أن تمارس أعلى درجة من الابتزاز من اجل تحقیق أکبر قدر من التنازلات من الجانب الفلسطینی، کما أنها لا ترید أن تقدم أیة التزامات باتجاه التهدئة، وکل الذی تریده إسرائیل هو فرض التهدئة على الفلسطینیین لا أن تکون التهدئة محل مساومات قد تلزم إسرائیل بأی استحقاقات، وترید أن تضع مجموعة من الشروط على الفلسطینیین منها على سبیل المثال منع التدریب، ومنع التسلیح، ومنع التصنیع للأسلحة، ومنع تهریب الأسلحة. فی الوقت الذی لا ترید أن تقدم أیة تنازلات أو التزامات، إسرائیل ترغب بعنوان واحد فقط هو الهدوء مقابل الهدوء، ومن الواضح أن إسرائیل ترید تهدئة بدون فک الحصار المفروض على القطاع، وترید للمقاومة أن تتوقف، بینما هی تقوم بکل السیاسات العدوانیة دون توقف مثل مصادرة الأراضی وتوسیع المستوطنات وبناء الجدار وغیر ذلک.
ورداً على سؤال فیما لو رفضت إسرائیل التهدئة الى أین ستتجه الأمور ، أجاب کاید الغول:
لیس أمامنا سوى استخدام کل الوسائل النضالیة فی مواجهة الاحتلال، وقد أکدنا فی الجبهة الشعبیة على أن التهدئة بالمعنى السیاسی یجب ألا تخضع للمساومة لا بل من الخطأ إن تکون خاضعة للمساومة، کما أن من الخطأ أن تعقد فی ظل وجود الاحتلال وعدوانیته، وقلنا انه یمکننا أن نمارسها باعتبارها تکتیکا ضمن إطار المقاومة، وان نقرر متى یمکن أن نمارسها، مستندین فی ذلک إلى مصلحتنا الوطنیة ومن منطلق أن التهدئة یجب أن تکون عاملا للقوة لا عاملا للإضعاف لنا.
وأضاف :الحقیقة أن ما هو مطروح الآن هو عکس ذلک تماما، فالمطروح یهدف إلى وقف المقاومة لفترة زمنیة، وکذلک تجزئة المواقع التی یمکن أن تکون فیها التهدئة، بمعنى انه فی الوقت الذی سوف یکون هنالک تهدئة فی القطاع لن یکون هنالک تهدئة بالضفة الغربیة، والحقیقة انه یراد من هذه التهدئة إنجاح خیارات سیاسیة بعینها أو أن تکون التهدئة مقدمة لإنهاء قوى المقاومة کما جاء فی خطة خارطة الطریق وغیرها.
ورداً على سؤال : انتم فی الجبهة الشعبیة جزء من منظمة التحریر الفلسطینیة هل انتم فی الصورة الکاملة للمفاوضات مع إسرائیل وأین وصلت هذه المفاوضات ، أجاب : صحیح أننا جزء من المنظمة، لکننا فی الواقع لسنا بصورة تفاصیل المفاوضات، فقط ما یتم طرحه فی اجتماعات اللجنة التنفیذیة، وهو إطار عام، أما ما یقال عن تفاصیل المفاوضات فالحقیقة نحن لسنا فی صورتها، اعتقد إن إمکانیة الوصول إلى حل سیاسی مع إسرائیل غیر ممکنة، وبالتالی فالمفاوضات تجری لإشغال الوقت ولکی تبدو إسرائیل وکأنها تقوم بالتفاوض، أما إمکانیة أن تأتی المفاوضات بنتائج حقیقیة على الأرض وفتح أو حل کل الملفات بما فی ذلک اللاجئین والحدود والاستیطان والانسحاب من الأراضی المحتلة عام 1967 والقدس فانا شخصیا أعتقد بأن ذلک فی غایة الصعوبة وعدم الجدیة.
وأضاف : یبدو أن هنالک مصلحة للأطراف المعنیة، فلقد أعلنت السلطة منذ فترة طویلة بان خیارها الاستراتیجی هو المفاوضات وهی راهنت على ذلک منذ سنوات، السلطة لیس لدیها خیارات أخرى سوى أن تستمر فی هذا الموضوع، وهی تعتقد بان بالإمکان تحقیق شیء فی هذا الإطار وهی تستخدم المفاوضات کجزء من الضغط على إسرائیل، وبالمقابل فان إسرائیل تستعمل موضوع المفاوضات کحملة دعائیة وعلاقات عامة توحی من خلالها بأنها راغبة فی السلام وأنها جادة فی الوصول إلى حلول سیاسیة، فی الوقت الذی تکرس فیه یومیا سیاستها الاستیطانیة ومصادرة الأرض، وتوسیع الاستیطان، وبناء الجدار، وعزل القدس، کما أنها تمارس کل ما من شانه أن یخلق وقائع جدیدة على الأرض وهی تمهد لخلق وقائع سیاسیة من اجل إبقاء حالة الفصل بین الضفة والقطاع قائمة.
وحول المصالحة وضرورة إنهاء حالة الانقسام، لماذا لا تتدخل الدول العربیة فی إیجاد مخرج للحالة القائمة بین الفلسطینیین ، قال : اعتقد بان الأساس فی هذا الموضوع هو ضرورة توفر الإرادة السیاسیة عند طرفی المشکلة، وإذا ما توفرت هذه الإرادة، فعندئذ یمکن لأی جهد عربی أن یشکل حالة إسناد للجهد الوطنی الداخلی من اجل معالجة کل قضایا الشأن الداخلی الفلسطینی على أساس من الشراکة والوضوح وعلى أساس برنامج یتم التوافق علیه، لکن بدون توفر هذه الإرادة لدى طرفی الخلاف یصبح من الصعب الحدیث عن إسهام عربی ناجح من اجل تحقیق المصالحة.
و أردف قائلاً : بتقدیری أن الأمور وصلت إلى نهایتها من حیث الخیارات، فالخیار السیاسی أو التفاوضی بات مغلقا، حیث یوجد صعوبات وعقبات کبیرة أمام المفاوضات مع الإسرائیلیین، کما اعتقد بان حرکة حماس استخلصت بان مشروعها فی استمرار الاستیلاء على قطاع غزة بات أیضا مغلقا ولن ینجم عنه إلا المزید من المعاناة والقتل الیومی للشعب الفلسطینی، لذلک اعتقد بان الفترة الحالیة مناسبة لفتح وحماس للتعامل بجدیة مع مبادرات المصالحة الفلسطینیة وعلى قاعدة هذه المبادرات یمکن أن تسند المفاوضات بین طرفی الخلاف بجهود عربیة خاصة وان الجامعة العربیة أقرت المبادرة الیمنیة التی أصبحت مبادرة عربیة رسمیة تم تأییدها من الدول العربیة، وبالتالی یمکن أن تتکامل مع المبادرات الوطنیة الفلسطینیة لتحقیق المصالحة.
وبشأن إنسداد الأفق فیما یتعلق برؤیة بوش، وفی ظل عدم إحراز أی تقدم فی المفاوضات وفی ظل التهدیدات الإسرائیلیة وفی ظل رفض التهدئة لماذا لا توقف السلطة الفلسطینیة المفاوضات مع إسرائیل ، قال : نحن کنا ولا زلنا ندعو إلى ذلک حیث أن على السلطة إتباع مجرى آخر غیر ما هو مطروح حالیا، یقوم أساسه على عقد مؤتمر دولی ذو صلاحیات وتکون مرجعیته الأمم المتحدة ویستند إلى قرارات الشرعیة الدولیة وآلیات لتنفیذ تلک القرارات، لهذا نحن نطرح رؤیة أخرى لا تقوم على التفاوض المستند إلى رؤیة بوش التی نعتقد بأنها مبهمة وغیر واضحة، وان یتم الابتعاد عن خطة خارطة الطریق التی هی فی جوهرها خطة أمنیة ولا تعالج لب الصراع، ولذلک نعتقد بان الاعتماد على الإدارة الأمیرکیة هو أمر ضار وغیر صحیح خاصة فی ظل الدعم الشامل من قبل الإدارة الأمیرکیة لإسرائیل وفی ضوء عدم اعتماد القرارات الشرعیة الدولیة کمرجعیة للتفاوض.
وحول ما إذا کانت فضائح الفساد لرئیس وزراء إسرائیل والوضع الداخلی المهزوز فی إسرائیل قد یکون وراء التصعید الإسرائیلی وفتح ملف الجولان ، أجاب :اعتقد بان فتح ملف الجولان بالتحدید هو فی هذا الإطار، حیث لم تحدث أی تطورات إقلیمیة أو دولیة تجبر إسرائیل على فتح هذا الملف، ولا أجد ما یجبر إسرائیل على القبول بالانسحاب من الجولان هکذا بشکل مفاجئ، واعتقد بان فتح هذا الملف قد یکون خطوة تکتیکیة من اجل تقویة الحکومة الإسرائیلیة على المستوى الدولی حتى تبدو وکأنها تتجه نحو السلام، وبالتالی تحاول الموازنة بین الضغط الداخلی والدعم الخارجی بحیث تقطع الطریق على إمکانیة إسقاطها أو سقوطها، کذلک یمکن أن تکون احد وسائل الضغط على الفلسطینیین من اجل إقناعهم بان ما سیعرض علیهم الآن سیکون أفضل مما سیعرض علیهم فیما لو تحقق سلام سوری إسرائیلی، إلا أننی اعتقد بأنه لن یکون هناک حل لموضوع لجولان فی المدى المنظور.
و فی ذکرى النکبة أین وصلت القضیة الفلسطینیة ، قال : لا شک بان القضیة الفلسطینیة تراجعت، سواء على المستوى العربی أو الدولی، وقد ساهم بذلک عدة ظروف أهمها حالة الانقسام الفلسطینی الفلسطینی، وهذا ما ترک أثرا کبیرا على مکانة القضیة والشعب الفلسطینی، یضاف إلى ذلک حالة التردی العربی وعدم التعامل مع القضیة الفلسطینیة کما کان الحال فی السابق کقضیة مرکزیة للأمة، وعلى هذا الأساس فإننی اعتقد بان استعادة الوحدة الفلسطینیة یعتبر أهم العوامل التی من شانها أن تعید للقضیة بریقها ومکانتها فی الساحة العربیة والدولیة.
( الحوار من اعداد رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS