تیسیر خالد : یجب منع إسرائیل من اجتیاح قطاع غزة و یجب إنهاء الانقسام

 تیسیر خالد : یجب منع إسرائیل من اجتیاح قطاع غزة کما یجب إنهاء حالة الانقسام، وإسرائیل لا ترید التهدئة.

بیت لحم ـــ خاص قدسنا

 فی حوار أجرته قدسنا مع عضو الجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة عضو المکتب السیاسی للجبهة الدیمقراطیة السید تیسیر خالد قال بان على المنظمة والسلطة أن تقوم بکل ما هو مطلوب منها من اجل منع العدوان الإسرائیلی على قطاع غزة، وأضاف السید خالد بأن الدول العربیة یمکنها أن تساعد الشعب الفلسطینی فی الخروج من المأزق کما أن على الأطراف الفلسطینیة المختلفة إن تبادر الى إنهاء حالة الانقسام، وأکد السید خالد على أن التجارب الماضیة أثبتت أن إسرائیل لا ترغب فی التهدئة ولا ترید إن تفتح أی أفق سیاسی للفلسطینیین.

وحول الخطوات التی تتخذها السلطة لمنع قیام إسرائیل من اجتیاح غزة ولوقف الاعتداءات على القطاع ، قال :  نعم، یجب ان یتم حشد کل الطاقات الوطنیة من اجل منع هذا العدوان الإسرائیلی الذی تحضر له إسرائیل على أهلنا فی قطاع غزة، واعتقد انه یجب منع إسرائیل التی تحاول استغلال الأوضاع السیئة أو حالة الضعف التی نمر بها کفلسطینیین، کذلک نعتقد بان إسرائیل تحاول استغلال هذه الحالة من التفکک التی یمر بها الوطن العربی والدول العربیة،وحقیقة هنالک مخاوف من ان تستغل دولة إسرائیل الظروف القائمة وان تقوم بشن عدوان واسع على شعبنا فی قطاع غزة، کما واعتقد بأنه یجب ان یمنع هذا العدوان بکل الوسائل المتوفرة أو المتاحة.

و أضاف :  کذلک لا بد من شن حملة سیاسیة واسعة النطاق تقوم بها منظمة التحریر الفلسطینیة وذلک بالتنسیق مع جامعة الدول العربیة وکذلک مع الدول العربیة نفسها والدول الإسلامیة ومع اللجنة الرباعیة الدولیة، هذه اللجنة التی فی الواقع نعانی معها حیث تحولت هذه اللجنة الى مظلة للاعتداءات الإسرائیلیة المتواصلة والمتکررة على أبناء شعبنا وأصبحت مظلة للممارسات الإرهابیة والعدوانیة الإسرائیلیة الیومیة وکذلک ممارسات القوات الإسرائیلیة المحتلة، وهذه اللجنة عملیا لا تقوم بأی دور، ومع ذلک لا بد من ان تقوم هذه اللجنة بدورها بشکل أکثر حیادیة وان تتحمل دورها بشکل عملی.

واردف بالقول : کذلک فلا بد من ان یتحمل المجتمع الدولی مسؤولیاته الکاملة تجاه أبناء شعبنا الفلسطینی من خلال حمایة هذا الشعب ومن اجل وقف أی عدوان قد تقوم به دولة الاحتلال على أبناء شعبنا الفلسطینی خاصة وان أی عدوان قد تقدم علیه إسرائیل سوف یکون ذات نتائج مدمرة على قطاع غزة، کذلک لا بد من فضح الوضع الإنسانی المزری الذی یعیشه أبناء شعبنا هناک خاصة فی ظل الحصار القاسی الذی یتعرض له القطاع منذ فترة طویلة، وکذلک فضح الممارسات الإسرائیلیة والعقوبات الجماعیة المفروضة على القطاع هذه العقوبات المحرمة وفق الأعراف والقوانین الدولیة التی تمارسها عملیا وبشکل لا یقبل الشک ضد أبناء الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة، وفوق هذا کله فان إسرائیل تهدد بالقیام بعملیة عسکریة واسعة النطاق ضد القطاع .

وحول ما إذا کانت الدول العربیة تقوم بدور فاعل أو أنها تقوم بدعم القضیة والشعب الفلسطینی بشکل جید ، قال :بالتأکید الدول العربیة لا تقوم بمنع تدهور الأوضاع فی قطاع غزة، کما أنها لا تقوم بأی دور من اجل منع إسرائیل من القیام بعملیة عسکریة ضد قطاع غزة، نحن نعتقد بان بإمکان الدول العربیة ان تفعل الکثیر فی هذا الاتجاه لو أرادت، واستطیع القول بأن هذه الدول لو توفرت لدیها النیة لفعلت ما ترید حیث شاهدنا ما الذی فعلته هذه الدول عندما تدخلت بثقلها وبشکل جدی وفیه إرادة العمل فی الوضع فی لبنان.

و بشأن عدم بذل جهد عربی مماثل إذا کان هذا الجهد عربیا خالصا من اجل وضع حد لما یحدث فی الساحة الفلسطینیة ، قال تیسیر خالد لمراسل قدسنا :نعتقد بأنه یجب أن یکون للجامعة العربیة وکذلک للدول العربیة دورا فاعلا بکل تأکید فی الوضع الفلسطینی ووضع حد لهذا الذی یحدث هنا، وکذلک لا بد من دور من اجل اعادة الوضع فی فلسطین الى مساره الطبیعی والحقیقی، کذلک لا بد من إنهاء هذا الانقسام المدمر الذی یعصف بالقضیة الفلسطینیة والذی لا احد یمکن ان یخمن الى أین سیقود إذا ما استمر کما هو علیه الآن، وهذا الوضع باعتقادنا تستغله إسرائیل فی ممارسة أبشع الاعتداءات والممارسات الإرهابیة ضد أبناء الشعب الفلسطینی.

و أضاف : مع الأسف إسرائیل تستفید من کل هذا الذی یحدث فی الضفة الغربیة وفی قطاع غزة ، وهی ماضیة فی مشاریعها الاستیطانیة وبناء الجدار وکل الممارسات العدوانیة الإسرائیلیة، ونحن نعتقد بان الدول العربیة تعلم هذا وتدرکه جیدا، وقد لاحظنا بان الدول العربیة عملت من اجل الوصول الى وضع حد للأوضاع السیئة فی لبنان والوصول الى قواسم مشترکة بین الأطراف المختلفة فی لبنان، وعلى هذا الأساس فان الدول العربیة تملک من القدرة والإمکانیات التی تؤهلها للتدخل، أو ان تقدم شیئا ما للشعب الفلسطینی مثلما قدمت للشعب اللبنانی ومنعت الوضع اللبنانی من الوصول الى الحرب الأهلیة أو الى ما هو أسوا من ذلک، نعم اعتقد بان الجامعة العربیة یمکنها إن تقوم بشیء ما من اجل المساعدة، لکن یجب أن لا ننسى بان هنالک أطراف فلسطینیة یجب إن تبادر وان تعطی إشارات واضحة تقول بأنها على استعداد للعمل من اجل إنهاء هذا الانقسام الحاصل فی الساحة الفلسطینیة، وأنها جاهزة للقیام بما هو مطلوب منها من اجل وضع حد لهذا الوضع الشاذ فی الساحة الفلسطینیة والذی تستفید منه إسرائیل فقط ولا احد غیر إسرائیل.

وعن سبب عدم قبول أو مماطلة إسرائیل فی قبول التهدئة ، قال : إسرائیل لا ترید تهدئة، وهی فی الأصل لا ترید التهدئة، السیاسة الإسرائیلیة تقول بان إسرائیل لا ترید ولا ترغب فی التهدئة، لقد أثبتت تجربتنا مع دولة إسرائیل بأنه لم یحدث أبدا إن التزمت إسرائیل بأی نوع من أنواع التهدئة مع الشعب الفلسطینی، وحتى عندما یکون هناک التزام تام من قبل الطرف الفلسطینی بالتهدئة فان إسرائیل کانت دوما تقوم بالعمل على إجهاضها وانتهاکها، وکانت إسرائیل دوما تصعد ضد أبناء الشعب الفلسطینی وهذا ما لمسناه طوال السنوات الماضیة هنا فی الضفة الغربیة، وهذا ما تقوم به الآن فی قطاع غزة، لقد اتخذنا دوما قرارات فی موضوع التهدئة، وکان هذا جزءا من سیاستنا العامة ومارسناه والتزمنا به، لکن الطرف الإسرائیلی کان دائما یقوم على خرق التهدئة وعدم الالتزام بها، والحقیقة إن إسرائیل لا ترید أن تفتح أی أفق فی الملف السیاسی وهی ترید إن تبقی الملفان والأبواب مغلقة على أی أفق سیاسی وسیاسة إسرائیل تعتمد على العدوان والدمویة وعلى الجمیع إن یدرک هذه الحقیقة. 

( اجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25