ربیحة ذیاب: المرأة الفلسطینیة أخت الرجل خلال سنوات الاحتلال

 فی حوار مع مراسل قدسنا فی فلسطین قالت عضوة المجلس التشریعی الفلسطینی عن حرکة فتح  السیدة ربیحة ذیاب بأن المرأة الفلسطینیة عانت جنبا إلى جنب مع الرجل وتحملت معه ظلم الاحتلال وقد جسدت الحس والانتماء الوطنی على مدى سنوات الاحتلال. وقالت السیدة ذیاب بأنه إذا ما توفرت الفرصة الحقیقیة للمرأة الفلسطینیة فإنها تستطیع أن تکون مبدعة، وأشارت السیدة ذیاب إلى أن المؤسسات النسویة الفلسطینیة کانت جزءا من الحرکة الوطنیة الفلسطینیة ولا تزال کما وأکدت بان المشوار لا زال طویلا من اجل تحقیق حلم الدولة الفلسطینیة وعاصمتها القدس.

حول واقع المرأة الفلسطینیة فی ظل الاحتلال الإسرائیلی ، قالت :بدون شک أن المرأة الفلسطینیة ربما هی التی تعانی أکثر من غیرها فی المجتمع الفلسطینی بسبب الاحتلال، کما أنها تعانی لأسباب أخرى تتعلق بطبیعة المجتمع الفلسطینی الذی هو فی الأساس مجتمعا شرقیا وبالتالی تصبح المعاناة مضاعفة، وهی عدا عن المعاناة المباشرة من قمع الاحتلال فهی أیضا تعانی عندما یتعرض الزوج للاستشهاد أو الاعتقال أو الإصابة، وهی عند ذاک لا بد من أن تتحمل المسؤولیة الکاملة عن العائلة وکل ما یترتب على ذلک من مسؤولیة، وهی قد لا تکون مهیأة لکل هذه الظروف ومن هنا استطیع القول بأن المرأة بشکل عام عانت بشکل حقیقی فی ظل الاحتلال. وکذلک کانت المرأة الفلسطینیة أختا للرجل فی کل ما تعرض له من ظلم وقمع وعدوان على أیدی قوات الاحتلال، فهی کانت شهیدة ومقاومة وأسیرة وجریحة وقائدة، المرأة الفلسطینیة جسدت الحس الوطنی والانتماء على مدى سنوات الاحتلال.

وفیما إذا کانت المرأة الفلسطینیة تقوم بدورها کما یجب أو کما هو مطلوب منها صرحت السیدة  ربیحة ذیاب لقدسنا :اعتقد بان المرأة الفلسطینیة تقوم بدورها بشکل جید، واعتقد بان هذا الموضوع وفی کثیر من الأحیان یتم قیاسه فی المراحل السابقة، ولکن أعتقد بان لکل مرحلة ظروفها التی تختلف عن غیرها، لکن أنا أقول بان المرأة لا تزال فی الطلیعة، فهی لا تزال تناضل ولا تزال تعطی وتقدم کل ما هو ممکن لدیها وهی تعمل فی کافة المواقع وفی کافة الاتجاهات وعلى کافة الأصعدة.

و هل أخذت المرأة الفلسطینیة فرصتها الحقیقیة بالمشارکة فی الوضع العام الفلسطینی ، قالت :

لا اعتقد بأنه تم منح المرأة الفلسطینیة الفرصة الحقیقیة من اجل ذلک، صحیح انه فی بعض المجالات قد تکون أخذت الفرصة لکن السیاسات الموجودة لا توفر ذلک، وقد استطاعت بعض النساء من خلال ما توفر لهن من فرصة حقیقیة أن یکن منافسات للرجل وأثبتن بأنهن من الممکن أن یبدعن فی مجالاتهن إذا ما توفرت لهن الفرصة الحقیقیة فعلا، إلا أننا نطمح أن تکون هذه هی السیاسة العامة وان تکون ضمن الرؤیا العامة ولیس مجرد استثناءات أو حالة هنا وأخرى هناک وان تکون ضمن السیاسات المستقبلیة بشکل عام.

و عن الکوتا، و هل تؤید هذا النظام وان یتم تعمیمه فی المؤسسات الرسمیة الفلسطینی مثل الوزارات والمؤسسات الحکومیة أجابت السیدة ذیاب :لا شک بان هنالک اختلاف فی وجهات النظر فیما یتعلق بهذا النظام حیث هناک من یؤید وهناک من یعارض، إلا انه کان هنالک توجه عام یقول بوجود هذا النظام بشکل مؤقت وذلک حتى لا یتم إلغاء النظام، لأن النظام والقانون یعطینا المساواة، وحیث أننا نعیش ضمن مجتمع ذکوری مثل باقی المجتمعات الشرقیة فقد تقرر العمل بنظام الکوتا بشکل مؤقت أی لفترة انتقالیة قد تکتسب من خلالها المرأة الخبرات المطلوبة.

وحول قیام المؤسسات الرسمیة وشبه الرسمیة التی تتعلق بالنساء بدورها بشکل فاعل صرحت :

هذه المؤسسات تقوم بدور لکن لیس هو الدور المطلوب، وقد یکون لذلک عدة أسباب منها الظروف التی مرت بها کل الحرکة الوطنیة ولیس فقط الحرکة النسویة ومؤسساتها والتی اضطرت أن تواجه ظروف الاحتلال بکل ما فیه من مخاطر، حیث مرت الحرکة الوطنیة بشکل عام بما فیها الحرکة النسویة بظروف جدا عصیبة، إلا أن الحرکة الوطنیة والنسویة ظلت متماسکة وتقف فی وجه الظروف التی خلقها الاحتلال، ولم تتراجع عن الغایات والأهداف التی وضعتها نصب أعینها.

و أضافت :لا شک  بأن هذه المؤسسات بحاجة إلى بذل المزید من الجهد، کما یجب إعطاء الفرصة الحقیقیة لهذه المؤسسات من اجل أن تقدم المزید لخدمة المرأة الفلسطینیة والمجتمع بشکل عام، وان تظل مستمرة فی نهجها من اجل تخطی کل المصاعب التی تقف فی طریقها.

و رداً على هذا السؤال : ربیحة ذیاب کانت ومنذ فترة طویلة ومبکرة منذ ما قبل الانتفاضة الأولى أحد النساء النشیطات فی العمل الوطنی والنضالی والنسوی الفلسطینی، ما هی المعوقات التی تواجه المرأة الفلسطینیة بحسب خبرات السیدة ذیاب المتراکمة ، قالت : اعتقد بان أهم المعوقات التی قد تواجه المرأة الفلسطینیة هو نمط التفکیر السائد فی المجتمع الفلسطینی، والنمط الذکوری للمجتمع، هذا عدا عن ظروف الاحتلال العصیبة التی تمنع المرأة فی کثیر من الأحیان من أن تقوم بمزید من الإبداع، حیث أن هنالک الکثیر من النساء اللواتی لدیهن من الأفکار والقدرة على التحلیل والإبداع، یجبرن على المکوث فی البیت بعد أن یتزوجن على سبیل المثال، أو یجبرن على البقاء فی الظل فی مرحلة من المراحل، کما أن التنافس الذی یتعرضن له من قبل الرجال قد یکون سببا فی الابتعاد، أما السبب الحقیقی فهو الاحتلال والنمط الذکوری فی التفکیر وهذا ما یجب أن یتغیر حتى تستطیع المرأة من الانطلاق من اجل الإسهام فی بناء المجتمع.

استطیع أن أؤکد بان هنالک من النساء من یمکنهن أن یقدمن أضعاف ما یمکن أن یقدمه الرجل إذا ما توفرت لهن الفرصة وإذا ما سمح لهن بان یشارکن بشکل حقیقی بعیدا عن التخویف أو محاولات التحجیم والإساءة.

و حول الذی  تقوله ربیحة ذیاب للنساء الفلسطینیات فی الذکرى الستین للنکبة  قالت :اعتقد بان شعبنا الفلسطینی لا یزال شعبا حیا ولا زالت المرأة الفلسطینیة امرأة معطاءة کما کانت دوما، واعتقد بان المرحلة القادمة قد تکون أکثر صعوبة بالنسبة للفلسطینیین بشکل عام، وعلى الشعب الفلسطینی أن یستمر فی العطاء والمقاومة، ولن یستطیع أحد فی هذا العالم أن یزحزحنا عن قناعاتنا فیما یتعلق بحقوقنا، وبرغم مرور 60 عاما على النکبة إلا أننا لا نزال متمسکین بحقوقنا، وبالرغم من مرور کل هذه السنین إلا أن علینا ألا نخشى على القضیة الفلسطینیة، لأننا ما دمنا هنا وما دمنا نطالب بحقنا فلسوف نحقق أهدافنا فی الحصول على الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشریف، المشوار قد یکون طویلا ولکن هذا لن یبث الرعب فی قلوبنا لأننا باقون على هذه الأرض ومؤمنون بعدالة قضیتنا وسنظل کما کنا أبدا هنا.

ن/25