ایران لها أثر ملحوظ فی تعزیز المطالبةبعودة الحقوق

أجری مراسل وکالة قدسنا للأنباء حوارا مع الکاتب الفلسطینی المقیم فی دمشق زیاد ابوشاویش حول مدی تأثیر إنتصار الثورة الإسلامیة علی المقاومة الفلسطینیة بعد ثلاثة عقود من قیامها و فیما یلی نص هذا الحوار:

کیف تقیمون الدعم الإیرانی للقضیة الفلسطینیة بعد ثلاثة عقود من قیام الثورة الإسلامیة هناک؟

الإجابة: لا ینکر أی مواطن فلسطینی أو عربی حجم الدعم الکبیر والمبدأی للجمهوریة الاسلامیة ومساندتها للقضیة الفلسطینیة على امتداد سنوات عمر الثورة فی ایران بدءاً بالسفارة الاسرائیلیة التی حولوها لسفارة فلسطین وانتهاءً بتقدیم کل أشکال الدعم والاسناد المالی والعسکری لحرکتی حماس والجهاد الاسلامی.وعلى صعید المساندة السیاسیة فقد کان لموقف ایران أثر ملحوظ على حرکة الدول العربیة والاسلامیة فی تعزیز مطالبتها بعودة الحقوق الفلسطینیة وکذا فی المنظمات والمحافل الدولیة وفی هذا کله کان لایران تمیزاً واضحاً لا یمکن إنکاره. غیر أن هناک ملاحظة لابد من الاشارة لها بالخصوص : أن الاخوة فی الجمهوریة الاسلامیة یتخذون أحیاناً مواقف تجاه مؤسسات فلسطینیة سیادیة کمنظمة التحریر الفلسطینیة بتطابق مع موقف فصائل بعینها مما یقدم الذریعة لحدیث الناس عن أجندة ایرانیة اقلیمیة.

ما هو أثر الثورة الإیرانیة على قوى المقاومة فی المنطقة بشکل عام؟ 

الإجابة: بعد قیام الثورة الاسلامیة فی ایران امتد عنفوانها للشارع العربی والاسلامی بحیث باتت تمثل قدوة لهؤلاء للخروج من حالة الوهن التی کانت تجتاح المنطقة خاصة بعد خروج مصر من معرکة التحریر واحساس الناس بالاحباط نتیجة اتفاق کامب دیفید المشؤوم وعربدة اسرائیل فی المنطقة سواء فی اجتیاح 82 واحتلال عاصمة عربیة لإول مرة فی التاریخ أو فی المجازر والاعتداءات التی نفذتها على لبنان مروراً بمؤتمر مدرید الفاشل واتفاقیة أوسلو التفریطیة...إلى آخر الوقائع والمعطیات التی جعلت الناس تلتف حول الثورة الصاعدة وما تمثل وحیث لم تقف الامور عن هذا الحد بل تعدتها لتبنی ایران لکل المقاومین فصائل واحزاب وأفراد خاصة ممن یحمل فکراً اسلامیاً وقد رأینا کیف انتصر هؤلاء فی لبنان وغزة والمد الکبیر الذی أحدثته هذه الانتصارات، ولعل موقف التحدی الذی تلعبه ایران الیوم فی مواجهة الضغوط والتهدیدات الأمریکیة یعطی لکل قوى المقاومة فی المنطقة المثل والنموذج على شجاعة القرار ومرونة التکتیک مما یسهم فی تعزیز دور هذه القوى ویساعدها على لعب دور أفضل مما سبق.

لماذا بتقدیرکم تتعرض إیران لهجمة من قبل الدول الغربیة وخاصة أمیرکا و إسرائیل؟

الإجابة: تتعرض ایران لهجمة غربیة وخاصة من اسرائیل وأمریکا لأسباب مختلفة منها ما هو خاص بتاریخ العلاقة مع هذه الدول وقصة احتلال السفارة الامریکیة واحتجاز رهائن أمریکیین ومن ثم فشل عملیة لوط  للافراج عنهم لا زالت ماثلة فی الاذهان، وسقوط حلیفهم الشاه الذی کان رکیزتهم الاساسیة فی لجم المنطقة واحکام السیطرة علیها مع اسرائیل وبالتعاون معها، ومن هنا العداء بسبب فقدهم امتیازات على کل الاصعدة الامنیة والسیاسیة تسببت فیه الثورة الاسلامیة فی ایران، مع ضربة موجعة لاسرائیل باغلاق سفارتها وتحویلها لسفارة للثورة الفلسطینیة ومنظمة التحریر. وکذلک فشل أمریکا فی لجم الاندفاع الایرانی باتجاه مساندة حرکات المقاومة وسوریا فی مواجهة مشروع الشرق أوسط الجدید وتمدد النفوذ الایرانی فی المنطقة بطریقة تعرقل المصالح الغربیة وتهددها فی أکثر المناطق حساسیة وتختزن أکبر احتیاط للنفط على وجه الارض، وأخیراً یمثل الملف النووی الایرانی سبباً کافیاً للضغط والتهدید لایران بل وربما للحرب علیها فی وقت من الاوقات لما لهذا الملف من تأثیر فی موضوع التوازن الذی یمکن أن یهدد وجود اسرائیل فی المنطقة فیما لو نجحت ایران فی امتلاک الاسلحة النوویة، وهذا ما تخشاه کل الدول الغربیة وخاصة اسرائیل.

م/24