ناصر الدین الشاعر لقدسنا :إمکانیة الحل بین فتح وحماس موجودة
ناصر الدین الشاعر لقدسنا :إمکانیة الحل بین فتح وحماس موجودة إلا أن المسافة بینهما لا زالت بعیدة
فی حوار أجراه معه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال نائب رئیس الوزراء السابق الدکتور ناصر الدین الشاعر إن إمکانیة حل الخلاف بین فتح وحماس موجودة إلا أن المسافة بینهما لا زالت بعیدة، وقال بان المرحلة الحالیة من الحوار لا تزال برعایة مصریة نافیا ما تردد عن تراجع مصر فی هذا المجال، وفیما یتعلق بعودة العلاقات بین حماس والأردن قال الشاعر بان ذلک یجب فهمه على أساس انه جزء من العمل العربی المشترک وحول زیارة رایس إلى المنطقة قال الشاعر بأنها لن تحقق أی شیء جدید أو تغییر على الأرض أما عن دخول القوات العربیة فقال بان لا إمکانیة لتحقیق ذلک.
وبشأن نظرته إلى النزاع بین فتح وحماس وهل هنالک إمکانیة للتقدم أماما باتجاه الحل أم للتراجع والمزید من الصراع ، قال : اعتقد بأن إمکانیة الحل لا زالت موجودة وهناک فرصة ایجابیة تختمر هذه الأیام ونرجو أن یتم تطویرها لکن وحتى أکون أمینا فی الحدیث عن الواقع فأننی أعتقد بأن المسافة لا زالت بین حماس وفتح بعیدة.
وبشأن التقاریر الإخباریة المتباینة حول الرعایة المصریة للحوار الفلسطینی الفلسطینی ما هو الموقف الحقیقی بحسب علمکم ، صرح الشاعر : الحدیث یدور عن دور مصری فی المرحلة الحالیة ومصر هی المرشح الأقوى للقیام بهذا الدور وقد علمنا بأن اللقاءات مع الأطراف الفلسطینیة سوف تبدأ بعد انتهاء شهر رمضان وآمل أن یکون هناک تحرک أسرع من ذلک، ولکن الدور المؤمل علیه هو الدور المصری ونأمل أن تنجح الجهود فی هذا الإطار لکن وللأمانة أعود لأقول بان المسافة لا زالت بعیدة بین الأطراف ونرجو أن یحدث تقارب، لکن علینا أن لا ننسى بان اللاعبین فی القضیة الفلسطینیة کثر والقرار لیس کله فلسطینی مئة بالمئة، هنالک تدخلات إقلیمیة کثیرة لکن الفرصة هی للوساطة المصریة ونأمل بألا یفشل هذا الدور.
و عما تردد عن دور أو وساطة قطریة، وما هی معلوماته فی هذا الشأن ، قال : لا یوجد شیء تم بلورته بشکل کامل أو نهائی، وربما أثیر مثل هذا الموضوع خلال إحدى الزیارات للیمن من أجل تکرار التجربة اللبنانیة، أو ما حدث فی الساحة اللبنانیة بین أطراف النزاع هناک على الساحة الفلسطینیة هنا، لکن الأرجح هو أن هذا الملف بید المصریین الآن وعلى أی حال یمکن أن یکون أدوارا لدول عربیة أخرى.
وحول ما إذا کان البعض یعتقد بان عودة الحیاة للعلاقات بین حماس والاردن قد یدفع حماس للتشدد و کیف تعلقون على ذلک ، قال :المفروض أن لا یکون هناک أی أثر سلبی لإحیاء العلاقة مع الأردن بل أن یکون لذلک آثارا ایجابیة، على أی حال فان القطیعة بین حماس والأردن ربما کان لها ما یبررها أو أن لها أسبابها فی حینه، أما وقد انتهى ذلک فقد بدأ الجمیع یدرک بأن العلاقة أفضل من القطیعة خاصة وأن النظام العربی ککل یجب أن یعمل معا، ولا یجوز أن تستمر حالة القطیعة بین أی من أطراف النظام العربی خاصة وأن حماس تعتبر جزءا من المنظومة العربیة ولها وجودها، یجب أن لا نتوهم بان إعادة العلاقة مع الأردن هو اختراق کبیر وکأننا نحقق اختراقا للنظام العربی أو الدولی، لکن یجب أن یتم فهم ذلک على أساس أنه قد یکون له دور فی المصالحة والتعاون والتفاهم والعمل لصالح القضیة الفلسطینیة خاصة فی ظل التشدد الإسرائیلی وعدم المبالاة الأمیرکیة المنشغلة بالانتخابات الأمیرکیة وغیر ذلک من القضایا، وبالتالی یجب أن یکون هناک دور عربی فلسطینی حقیقی والأردن جزء رئیسی من هذه العملیة خاصة وأن الاردن من دور الجوار لفلسطین.
وحول ما إذا کان یتوقع زیارة یقوم بها السید خالد مشعل للأردن ، قال :لا أعلم إذا کان هناک شیء مرتب من هذا القبیل، لکن هذا غیر مستبعد، ربما یکون ذلک کما تناقلت وسائل الإعلام، لکن ما أعرفه لا یتعدى الإعلام إلا أن هناک مرحلة من جس النبض وکسر الجمود بین الأردن وحماس، أعتقد بأن الموقف الفلسطینی ککل ولیس فقط موقف حماس یرید من دول الجوار العربی أن یکون لها موقف داعم للقضیة الفلسطینیة خاصة فی ظل التعنت الإسرائیلی واللامبالاة من قبل المجتمع الدولی بما تفعل إسرائیل على الأرض وخاصة فی القدس.
وبشأن نظرته إلى ما تم تسریبه عن التصور الإسرائیلی للدولة الفلسطینیة فی وسائل الإعلام العبری ، قال الشاعر : إذا لم یکن هناک إقرار بالثوابت الفلسطینیة والتی اقلها الانسحاب من الأراضی المحتلة عام 1967 وقیام دولة فلسطینیة ذات سیادة فهذا یبقى کلام وإجراءات مؤقتة، لقد سمعت الرئیس محمود عباس فی أکثر من مناسبة وهو یقول بأننا نرفض أی دولة مؤقتة أو بحدود مؤقتة أو سواها فکیف له أن یقبل بدولة بحدود ومعابر بإشراف إسرائیلی.
ووحول ما یمکن ان تقدمه رایس ، صرح الشاعر : بتقدیری إن الأمیرکیین یغلقون ملفاتهم ویفتحون ملفات رئاسیة لإدارة جدیدة قادمة بعد قترة قصیرة، شخصیا استبعد أن تقدم رایس أی شیء جدید أو أی انجاز یعتد به، کما استبعد أن یحدث أی شیء حقیقی على الأرض.
وعن القوات العربیة ، صرح : هذا فی اعتقادی لن یحدث خاصة وأن هناک أطرافا فلسطینیة رافضة تماما للموضوع، اعتقد بأن إسرائیل نفسها لن توافق على ذلک، لقد تحدثت مع د. سلام فیاض فی هذا الموضوع وهو شخصیا متشائم فی هذا الموضوع.
وبشأن الدکتور سلام فیاض نفسه الذی کان قد تحدث فی الموضوع قبل عدة أیام ، قال : برغم ذلک إلا أنه هو نفسه ومن خلال حدیثی معه یعتقد بأن إسرائیل لن تقبل وأنها سوف تکون العقبة فی هذه القضیة وأنها غالبا لن تقبل به، إضافة إلى ذلک فان دخول هذه القوات بحاجة إلى قبول فلسطینی، کما لا بد من معرفة إلى أین ستدخل؟ هل إلى الضفة الغربیة أم الى قطاع غزة أم الى المنطقتین معا، وما هو حجم هذه القوات ومهماتها، وهل ستکون استشاریة أم هی قوات فعلیة عسکریة؟، الحقیقة إن هناک الکثیر من الأسئلة التی لا بد من إجابات مقنعة علیها، هذا الموضوع بحاجة إلى تفاصیل، هذه التفاصیل قد تکون معقدة وقد یکون أسهل وأقرب لنا الوصول إلى المصالحة قبل الوصول إلى اتفاق حول تلک التفاصیل، لهذا أعتقد بأن القضیة شائکة على کل المستویات، فلسطینیا وإسرائیلیا وحتى عربیا، فمن یقول بان الدول العربیة توافق على إرسال قواتها إلى الأراضی الفلسطینیة؟
وبشأن رؤیته حول المخرج للواقع الحالی ، قال :أنا لدی کل الثقة بأن الأطراف الفلسطینیة سوف تصل فی النهایة إلى الاتفاق، وسوف یتوصلون إلى الحل، سوف یصل جمیع الأطراف إلى طریق مغلق ومسدود وعندها فإنهم سوف یدرکون بأن لا مخرج سوى الحوار والمصالحة إن لم یکن الیوم فغدا، حیث عندما یصل الجمیع إلى هذا الطریق المسدود الذی أشرت إلیه سوف یعلمون بان لا خیار أمامهم سوى المصالحة، صحیح أن الأمور تبدو وکأننا نغرد خارج السرب أو نصرخ فی واد سحیق لکن فی النهایة لا بد من الاتفاق والتصالح.
( اجرى الحوار رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS