داود شهاب: لا أحد بضامن لکیفیة رد فعل شعبنا إذا استمرت إسرائیل بعدوانها على القدس والمسجد الأقصى

داود شهاب: لا أحد بضامن لکیفیة رد فعل شعبنا إذا استمرت إسرائیل بعدوانها على القدس والمسجد الأقصى

فی حوار أجراه معه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال الناطق باسم حرکة الجهاد الإسلامی السید داود شهاب بان مصر قد تؤجل دعوة الفصائل إلى القاهرة لأنها لا ترغب بان تکون القاهرة عنوانا لفشل الحوار الفلسطینی، وأضاف بان حرکة الجهاد کانت قد دعت لإجراء حوار فی القطاع قبل التوجه إلى أی عاصمة عربیة کما وعبر  السید شهاب عن معارضة حرکة الجهاد لدخول قوات عربیة إلى القطاع وحذر من أن ردود أفعال الشعب الفلسطینیة قد لا یمکن السیطرة علیها إذا استمرت إسرائیل فی عدوانها فی القدس والأقصى.

ورداً على سؤال بشأن الاجتماع بین حرکة الجهاد و قوى الیسار الفلسطینی مع ممثلین عن حرکة فتح ، قال : هذا الاجتماع سوف یکون استکمالا للاجتماع السابق الذی جرى السبت الماضی مع حرکة حماس من اجل مناقشة أربعة مسائل جوهریة، الأولى وتتعلق بالحوار الفلسطینی والخروج بنظرة توافقیة بین مختلف الفصائل حول هذا الحوار وشکله وکذلک الموضوعات إلی سیتم بحثها وأما القضیة الثانیة فهی الاعتقالات السیاسیة حیث إن حرکة حماس وافقت على تشکیل لجنة من الفصائل من اجل مناقشة ملف الاعتقال السیاسی وإنهاء هذا الملف فی الضفة الغربیة وقطاع غزة على حد سواء،وکما أشرت فقد وافقت حماس على تشکیل اللجنة کما أننا حصلنا على موافقة مبدئیة من حرکة فتح على تشکیل اللجنة وبقی أن نعرف ما هو موقف فتح من قضیة الاعتقال السیاسی  ومن اجل عدم استمرارها والکیفیة التی من خلالها یتم وقف ذلک، بالإضافة إلى أننا سوف نناقش مشارکة حرکة فتح فی خلیة الأزمة وأیضا سوف نبحث إشکالیة جوازات السفر التی نشأت مؤخرا حیث لا توجد جوازات سفر فی قطاع غزة وهذا ما یؤثر على الکثیر من الفلسطینیین الذین هم بحاجة للسفر.

و حول التقاریر الصحفیة التی قالت بان مصر تراجعت عن رعایة الحوار الفلسطینی، هل لدیکم توضیحات حول هذه المسالة، قال :الحقیقة أن ما تم الحدیث عنه مؤخرا هو لیس  البدء بحوار فی القاهرة، الموضوع هو أن القاهرة سوف ترسل دعوات للفصائل للتوجه إلى هناک بشکل فردی، أی أن یتوجه کل فصیل على حدة من اجل التشاور وبحث الکیفیة التی یمکن من خلالها بدء الحوار وبالتالی  فهی لیست دعوة لبدء الحوار، ما تردد فی وسائل الإعلام لیس دقیقا وربما تقوم مصر بتأجیل ذلک من اجل ضمان نجاح الحوار وذلک حتى لا یسجل على مصر فشل مثل هذا الحوار، وقد قلنا منذ فترة بان على الفصائل أن تتحاور فی القطاع من اجل الاتفاق على ما الذی سنتحاور علیه، ومن اجل التغلب على العقبات أو بعض منها، ومن ثم نتوجه إلى القاهرة أو إلى أی بلد أو عاصمة عربیة للاتفاق على شکل نهائی للحوار، على أی حال فان أی دولة عربیة سوف تتقدم من اجل رعایة الحوار الفلسطینی لا بد من أن تخشى من الفشل، وقلنا کذلک  بأن بالإمکان التغلب على مثل هذه الخشیة من خلال حوار داخلی هنا فی القطاع ثم نذهب  إلى أی عاصمة، ولا شک بان مصر مهتمة بإنجاح الحوار لما لها من ثقل ودور وتأثیر فی الساحة الفلسطینیة بشکل عام.

وبشأن المبادرة القطریة فی هذا السیاق، صرح داوود شهاب :کل هذا یتم نشره فی وسائل الإعلام، والحقیقة انه لیس لدینا معلومات عن هذه المبادرة وقد سمعنا عن ذلک فی وسائل الإعلام.

وفیما اذا کان هذا یعنی انه لم توجه إلیکم دعوة من قطر أو لم یتم الاتصال بکم من قبل القطریین، اجاب : نعم صحیح وکل ما لدینا  هو رعایة مصریة بمشارکة عربیة  لکن الحدیث عن رعایة قطریة أو سواها فلا علم لنا به.

ورداً على سؤال من انه کیف تنظرون إلى إعادة أو إحیاء العلاقات الأردنیة مع حرکة حماس، هل تعتقدون بان ذلک سیساهم فی تلیین موقف حماس فی قضیة الحوار أم ستتشدد على اعتبار أنها تحقق اختراقات فی علاقاتها العربیة کما یرى البعض ، أجاب : نحن نعتقد بان العلاقة بین حماس والأردن هو شان داخلی لکل منهما ویخص کل منهما، ونحن نقول بان العلاقات العربیة مع الفصائل الفلسطینیة والکل الفلسطینی  یجب أن تکون مفتوحة مع جمیع الفصائل والأصل أن تکون العلاقة ایجابیة وطیبة، الشاذ هو أن لا تکون هناک علاقات  أو أن یکون هناک خلل فی هذه العلاقات.

وحول نظرته إلى ما یثار حول إدخال قوات عربیة ، قال : یجب أن نسال بدایة فی أی إطار سوف یتم إدخال هذه القوات؟ المطلوب هو أن یتم انجاز الحوار الفلسطینی  وان تنجز المصالحة الفلسطینیة برعایة عربیة، أما إدخال قوات عربیة فنحن نعتقد بان هذا سوف لن یخدم القضیة الفلسطینیة خاصة فی ظل الانقسام، ونحن نعتقد بان هذه القوات سوف تکون  مدعاة لمزید من الانقسام، کما نعتقد بان الشعب الفلسطینی قادر على  إصلاح أحواله والتقدم أماما، لکن ما یجری هو أن هناک ما یمکن أن اسمیه  بعدا " شخصیا" للخلافات بین حماس وفتح وهذا ما یعقد الأمور ولا بد من إنهاء ذلک، المطلوب کذلک أن تتدخل الجامعة العربیة والدول العربیة الکبرى مثل مصر والسعودیة أو أی دولة أخرى من اجل رعایة الحوار وان تتم ممارسة ضغوط على الأطراف المختلفة من اجل إنهاء الوضع الشاذ الذی نعیشه، لا اعتقد بان دخول قوات عربیة سوف یکون مفیدا  أو سوف یخدم أحدا.

و إجابة على هذا السؤال : فی ظل تفاقم الأوضاع یبدو أن موضوع التهدئة أصبح فی الخلف خاصة فی ظل عدم التزام إسرائیل بالتهدئة کما تقول جمیع الفصائل الفلسطینیة أین أصبحت التهدئة بالنسبة لکم فی الجهاد ، أجاب داوود شهاب : من المعروف بان إسرائیل لم تلتزم بأی من شروط التهدئة وقد التزمت الفصائل کافة بذلک وبشکل کامل، وإذا ما استمرت إسرائیل بمماطلتها وانتهاکاتها للتهدئة وبعدم تنفیذ ما علیها من التزامات  فان هذه التهدئة سوف تذهب إلى زوال،  والحقیقة  أننا نترقب دورا مصریا  قد یساعد على التزام إسرائیل بما علیها من التزامات، لکن إن لم تلتزم فأننی أقول وبکل صراحة وبوضوح بان أحدا لا یستطیع أن یضمن أو قد لا یستطیع احد السیطرة على غضب احد أو رد فعل أی کان، وإذا استمر الحصار على القطاع  والعدوان فلا احد بضامن لردود الفعل من قبل أبناء شعبنا، هذا بالإضافة إلى أن إسرائیل تقوم بأمور لا یمکن قبولها فی القدس والمسجد الأقصى، ونحن فی حرکة الجهاد  الإسلامی نقول وکل أبناء شعبنا کذلک بأننا لن نسمح بان تکون التهدئة  جسرا لتمریر المخططات الإسرائیلیة  فی الضفة الغربیة والقدس والمسجد الأقصى ولن نسمح بذلک مهما کانت النتائج وانه إذا ما وصل الأمر إلى نقطة الانفجار فان أحدا لن یستطیع وقف ذلک.

( أجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25