شخصیات ثقافیة واعلامیة تصف النکبة
یحیى الشعب الفلسطینی کل عامٍ ذکرى نکبته الکبرى .. ذکرى مأساته الإنسانیة .. التی حلت علیه فی الخامس عشر من شهر أیار عام 1948
الدکتور محمد أحمد الزعبی / وزیر الإعلام السوری الأسبق :
"الصهیونیة" حرکة سیاسیة استعماریة ولدت فی نهایة القرن الـ 19 لتنفیذ أغراض إمبریالیة فی الوطن العربی. وقد استندت إلى جملة من الأساطیر - على حد تعبیر روجیه غارودی - الدینیة والسیاسیة والتاریخیة غیر العلمیة وغیر الموضوعیة المتعلقة بالمجموعة البشریة التی تعتنق الدیانة الیهودیة وتتوزع على أرجاء مختلفة من العالم, والتی رتبت علیها (الأساطیر) ظهور "المسألة الیهودیة" التی أضیفت إلیها بعد عام 1948 "القضیة الفلسطینیة " بل و"القضیة العربیة" عامة, وبات تحریر کل من الیهود والعرب رهنا بالقضاء على هذه الحرکة السرطانیة الخبیثة.
الدکتورمحمد علی مقلد / أستاذ فی الجامعة اللبنانیة :
مؤسف أن تتحول قضیة فلسطین إلى حائط مبکى, أو إلى منصة خطابیة نشتم من على منبرها التاریخ والصهیونیة والاستعمار... والامبریالیة... والرجعیة العربیة.. الخ. ونکرر حماسة صادقة ونخوة فی سبیل تحریر الأرض ورد کید المعتدی... الخ. من یعتقد أن فلسطین وحدها التی ضاعت من "ممتلکات" العروبة هو واهم, وأن الشعب الفلسطینی وحده المشرد هو مخدوع. إن أزمة الأمة أعمق من أن تختصر بالنکبة ووعد بلفور, مع أن نکبة فلسطین هی الأبرز والأصعب والأکثر مأساویة. هل شعوب العالم العربی الأخرى حرة? من العراق إلى الجزائر, ومن لبنان إلى السودان أو الصومال? هذه الأمة نکبت منذ الیوم الذی قام فیها المد الأصولی الإسلامی والیساری والقومی, المد الأصولی الذی قرر أن یخرج من الحضارة الرأسمالیة ویخرج الأمة من التاریخ. لم یعد یجوز أن نندب ونبکی ونشتم. لم یعد جائزا أن نلعن الظلام, فقد آن أن نوقد شمعة. یعنی أن نمعن النظر فی الهزائم المتکررة منذ وعد بلفور, وأن ندین توانینا عن سلوک درب الحضارة والحریة والتنمیة, فلا فلسطین ستتحرر فی ظل الاستبداد ولا الشعوب العربیة الأخرى, والاستبداد واحد مهما کان شکله ولونه, إن کان بقلنسوة أو بقبعة وربطة عنق أو بکوفیة وربطة عنق, أو بعمامة, أو بلحیة یساریة أو دینیة.. الخ. لن ننتصر إلا إذا مال میزان القوة لصالحنا, ولن یمیل طالما أن صوت الخطاب الحماسی یعلو صوت العقل, وطالما ظلت حساباتنا مبینة على أساس نصر إلهی ونحس شیطانی.
سری القدوة / رئیس تحریر جریدة الصباح - فلسطین :
مما لا شک فیه أن النکبة الکبرى للشعب الفلسطینی الیوم هی القدس التی تتعرض للتهوید والاستیطان, وأن الحرب ضد الأقصى والقدس هی حرب دینیة حضاریة, أثریة, تاریخیة, جغرافیة, تعلیمیة, اجتماعیة, أخلاقیة, أو بمعنى آخر حرب شاملة وشرسة, وهذا الاحتلال الذی یزعم احترامه لحریة العبادة یمنع المسلمین والمسیحیین من الوصول إلى مقدساتهم وإقامة شعائرهم الدینیة, کما یقوم الاحتلال وعبر أجهزة مخابراته بتدمیر المحتوى الاجتماعی للمدینة المقدسة, کما وتعمل جماعاتهم المتطرفة من المستوطنین على تدنیس المسجد الأقصى من خلال محاولاتها المس به والسیطرة علیه حیث حصلت بعض الجماعات الیهودیة على موافقة من قبل المحکمة العلیا فی إسرائیل للصلاة داخل المسجد الأقصى, لکن هذه الموافقة ربطت بموافقة الجانب ألامنی الإسرائیلی, وهو بحد ذاته أمر خطیر, ومن الواضح أن الجماعات الیهودیة المتطرفة التی تحاول الدخول واقتحام المسجد بین الحین والآخر, أو الاساءة والاستفزاز, هذه الجماعات لا تخفی حقدها ونیتها تدمیر المسجد وإقامة الهیکل.
السیدة دجلة أحمد السماوی / کاتبة عراقیة مقیمة فی أمریکا :
نکبة فلسطین حصیلة منطقیة لأسباب ملموسة جاءت بسبب غفلة العرب وتکالب العالم على اوطانهم وثرواتهم. کنا ضعفاء ومنقسمین, وکان زعماؤنا واولیاء امورنا یدا بید مع المحتل الاجنبی فحلت علینا لعنة تقسیم فلسطین وهی لعنة تخص العرب کل العرب فی کل زمان وفی کل مکان تقسم العرب حین تقسمت فلسطین وهزم العرب حین هزمت فلسطین ویمکننا الیوم ومن خلال الاعلام والرأی العالمی ان نفعل الکثیر ونصلح الکثیر من بین ذلک مثلا توحید الشعب الفلسطینی وتوحید الخطاب الفلسطینی وتوحید الرأی العام العربی وفک ارتباط الملف الفلسطینی عن الملفات السیاسیة القذرة والحسابات الاقلیمیة المدمرة وینبغی على العرب التخندق مع الشعب الفلسطینی وعدم مطالبة الشعب الفلسطینی لکی یتخندق مع التشرذم العربی.
جورج حداد/کاتب لبنانی مستقل مقیم فی بلغاریا :
أکثر من قرن على "نبوءة" نجیب العازوری بمناسبة مرور ستین سنة على النکبة الفلسطینیة. خرج اسکندر المقدونی من جبال الالب, وهو یحلم بإقامة حکومة عالمیة یحکمها حتى فرد واحد, ویقود لا اکثر من بضع عشرات الالاف من الشبان المقدونیین والاغریق, ممتشقین سیف دیموقلیط وحکمة ارسطو, فاجتازوا فینیقیا وبابل واشور وفارس, وغسلوا اقدامهم فی شواطئ مصر وناطحت جباههم السحاب فی جبال افغانستان. منذ ذلک الحین تبین ان العالم صغیر جدا, وهو یزداد صغرا. ویتبین اکثر فأکثر, ان المحرک الاساسی للصراعات الاقلیمیة والعالمیة هو الصراع لاجل السیطرة العالمیة, او الصراع لاجل التحرر من السیطرة العالمیة, وأن ما یسمى الیوم الشرق الاوسط, وفی القلب منه فلسطین, کان منذ الاف السنین, ولا یزال وسیبقى: محور الصراع من اجل استعباد العالم, او الکفاح من اجل تحریر العالم.
سلام فضیل / کاتب عراقی فی هولندا :
لقد أعلن إنشاء اسرائیل فی اکثر لحظات التاریخ الإنسانی قسوة ومأساة قبل ستین عاما حیث أجساد ضحایا الحرب العالمیة الثانیة تجمع من بین حطام المدن ومعتقلات النازیة. ومن بین محارق الهولوکوست تلقف قادة اسرائیل ثیاب الضحایا وأجسادهم النحیلة لیصفعوا بها وجه العالم کله واکثرهم ترنحا ونزفا الامبراطوریة المتهاویة التی استعمرت کل المنطقة ورسمت خرائطها وخطوط حدودها منفردة ومداولاة مع من شارکها الاستعمار آنذاک. وهکذا وبعقل یخطط على ما ینتجه العقل ولیس على ما سیأتی من خلف زرقة السماء. راحوا یجلدون العالم والضمیر الانسانی کله بالید التی تلملم ثیاب وبقایا عظام ضحایا الهولوکوست وبالید الأخرى یدوسون على جرح المستعمر المترنح وهو یستجدی قطرة ماء یبلل بها شفتیه بعدما تیبستا ولم تعد تعینه ساقاه لرکوب سفینة الرحیل التی لملمت حبال مراسیها ورفعت أشرعة الابحار المخرقة من رشق رمال شطآن أناس ولدوا واحبوا البحر والشعر والزیتون هناک. هکذا اجادوا الامساک والتثبت بفرصة التاریخ التی قذفتها قنابل وقسوة النازیة وأسقطتها الریاح فوق ارض وشعب فلسطین. وصار علیه ان یدفع ثمنها بکل ما فیها من التوحش والقسوة حد الانتقام. وکل ذنبه ان الصدفة واتجاه الریاح أسقطتها فوق أرضه وقت تداعی وغروب شمس من رسموا الخرائط واستعمروا المدینة سنین طوال. ولیعطوها اکثر وهجا وقبولا کان بعضهم قد ذهب الى عالم الذرة اینشتاین وتوسله ان یکون رئیسا لبلاد سیحکمونها وانهم سیحکمون باسم الله والملک الذی وعدهم ایاه وهم شعب الله المختار فقال لهم دعوا هراء الاختیار الإلهی جانبا وفکروا بالعیش المشترک وتضمید جراح المأساة. (ک-زیارة خاصة للتاریخ-محمد حسنین هیکل).
مازن کم الماز / کاتب سوری :
تعددت النکبات بلا شک, لکن فلسطین تحتفظ بتأثیر خاص علینا إلى الآن, لقد أصبحت روتینا یومیا وجزءا من مرارة الواقع, إنها مثل خبزنا وعرقنا وضحکنا المر کالحة حاضرة ومنسیة لکنها مثل کل القصص الحزینة التی ترددها الجدات تبقى فی قلوبنا ولا وعینا وکریّات دمنا وخلایانا حتى القبر, قد نصاب بالملل فهذا الصمت وهذا الموت وهذا الحزن ممل جدا لکننا لا نمل الانتظار, أنا لا أؤمن بنصر سهل وأنا أعرف أن معظم ضحایا القهر لا یتمکنون فی نهایة المطاف من قهر جلادهم لکن فلسطین استمرار لقصة الإنسان منذ الخلیقة, حرب ضد القهر وصراع من أجل الحریة التی تصبح مع الوقت حلما أو وهما أو سرابا لکنها تبقى هناک أمام أعیننا شیء لا نستطیع التغلب علیها ولا حتى جلادنا بکل ما لدیه من وسائل.
جمال سلامة / کاتب ومحلل سیاسی فلسطینی :
کما غیری من ضحایا النکبة اعتدت فی مثل هذه الأیام من کل عام على إعادة قراءة الکارثة الوطنیة التی حلت بشعبنا عام 1948 من حیث لماذا? وکیف? وهل استطاع الشعب الفلسطینی وحرکته الوطنیة بعد ستین عاما من احتوائها? أم تجددت وأعید إنتاجها بطبعه جدیدة وأکثر مأساویه? والى متى? فالاهتمام بالسیاسة فکرا أو عملا کما یقول الأستاذ هیکل, یقتضی قراءة التاریخ أولا لان الذین لا یعرفون ما حدث قبل أن یولدوا, محکوم علیهم أن یظلوا أطفالا طوال عمرهم. ولم أجد أکثر دقة فی وصف الکارثة وتشخیصها مما ورد فی کلمة ممثل الهیئة العربیة العلیا (القیادة الفلسطینیة آنذاک) فی دورتی الأمم المتحدة عامی 47 و48 وتحدیدا فی الفقرة التالیة ندر فی التاریخ, ولو فی التاریخ المعاصر على الأقل, أن أکرهت أغلبیة السکان فی بلد ما على التشرد وانتزعت من دیارها انتزاعا, على أیدی قله شرسة أصلها أجنبی. ومع ذلک فان الذی حدث فی فلسطین عام 1948 هو هذا النادر العجیب, فقد أجلی عن الدیار نحو ملیون فلسطینی, واضطروا إلى ترک مدنهم وقراهم, سلبت منهم أراضیهم وأملاکهم وأموالهم وأصبحوا لاجئین لیس لهم أی مورد للحیاة".
بسام بحری / شاعر سوری :
خمسون عاما أو ستون أو سبعون..لماذا نعدّ السنین على تاریخ هذا الجرح.. ولا نُعِدّ الضمّاد کی یبرأ هذا الجرح..ونسعى للشفاء من هذا المرض?.. الدواء.. کلنا نعرف ما هو الدواء..لکن لا أحد یرید أن یجرب هذا الدواء للعلاج. لکن برأیک کم سنة نحتاج لکی نقضی على هذا المرض لو توفرت عناصر العلاج.. أقصد تضافر الجهود بین القوى العربیة.. ألیس الأمل خیرا من الیأس?
نادیة أبو زاهر /رئیسة حرکة "فلسطینیون أحرار بلا قیود" :
جرح الأمة لن یتحقق أبدا طالما أنه قد مضى کل هذه السنوات من دون أن تنسدل الستارة. أو على الأقل قد یظن الأشخاص الأکثر تفاؤلا أن سدل الستارة سیحتاج إلى سنوات غیر معلومة. لکن عندما یبدأ الیأس من تحقیق حلم العودة وسدل الستارة على جرح الأمة العربیة یتسرب إلى بعضنا فعلینا أن ندق ناقوس الخطر. واستغرب الاستطلاعات التی کثرت فی الآونة الأخیرة التی وزعت على الشعب الفلسطینی فی مناطق الضفة والقطاع والتی تحمل سؤالا إن کان الشعب الفلسطینی یقبل بالتعویض, وقد بات الأمر یوحی إلی بأن هناک من یعتقد بأنه وکلما مرت سنة إضافیة على عدم سدل الستارة على جرح الأمة العربیة فإن الشعب الفلسطینی سیتسلل إلى نفسه الیأس ویقبل بالتعویض وینسى حقه بالعودة.
محمد علی محیی الدین/کاتب عراقی :
القضیة الفلسطینیة برمتها أصبحت لعبة یلعب بها تجار السیاسة وتجار السوق السوداء, فالذی باع فلسطین وأضاعها زمرة من العملاء والخونة یتباکون الیوم على عروبتها, والنکبة جاءت بناء على رغبتهم وهواهم لإرضاء أسیادهم الغربیین, أما نهایة النکبة فهی لا تنتهی فما زال فی قضیة فلسطین شیء من الربح والمزایدة من قبل العاملین علیها,ولا زالت المنظمات الفلسطینیة التی تعمل فی الساحة تعمل وفق أجندات خارجیة.
جواد کاظم إسماعیل / کاتب وإعلامی عراقی :
نحتاج إلى ستین سنة ضوئیة حتى نستطیع إسدال الستارة على الجرح المزمن...!! وبهذا أکتفی وخیر الکلام ما قل ودل.
خالد منصور / کاتب فلسطینی من نابلس :
على أیدی عصابات الإجرام الإرهابیة.. التی أسست على أنقاض وجوده دولة حظیت بالرعایة والدعم الدولی.. هی دولة إسرائیل.. دولة لم تحدد ولغایة الیوم حدودها.. وشنت فیما بعد الإعلان عن وجودها.. العدید من الحروب, لتحقّق أحلام وأطماع مؤسسیها.. فی أن تتسع لتسیطر على کامل الأرض الواقعة ما بین النیل والفرات.. وان تهجّر وتشرد أصحاب وسکان الأرض الأصلیین, لتحافظ على الطابع الیهودی والعبری للدولة. صحیح أنّ المشروع الصهیونی قد تعثّر بفعل التصدی والمقاومة الشدیدة للشعوب العربیة - وفی مقدمتها الشعب الفلسطینی - لکن هذا المشروع لم ینته.. بل انه یتجدد باستمرار, ویأخذ فی کل مرحلة طابعا وشکلا جدیدا.. ولکن تجلیات المشروع الصهیونی تبدو الیوم أکثر وضوحا وتجلیا, وذلک من خلال مشرع جدار العزل والفصل العنصری, الذی ترید منه إسرائیل أن یشکل حدودا سیاسیة وأمنیة للکیان الفلسطینی الهزیل - الذی یخططون من اجل السماح بإقامته - لیقضی على الطموح الفلسطینی بإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة على کامل الأراضی المحتلة عام .1967
بلال بلحسین / کاتب وصحافی مغربی :
تحیة لصمود الشعب الفلسطینی الأبی الذی لم تشغله الشعارات والمؤتمرات والاتفاقیات عن الدفاع عن أرضه وعرضه. تحیة لکل الشرفاء فی وطننا العربی وخارجه. لکل الإنسانیین الذین یأبون التقتیل والتجویع ویقولون لا للظلم والاستبداد لا لقهر الجیاع والمظلومین تحیة لکل الفصائل الفلسطینیة من دون استثناء وندائی لهم. أرجوکم لا تلهکم نزعاتکم الفردیة والفکریة عن دورکم فی الدفاع عن ما تبقى من شعبکم الفلسطینی المتلاشی... تحیة لکل العرب أینما کانوا وکیفما کانت مناصبهم وخصوصا أولئک المتخاذلین أقول لهم فعلا أحسنتم القرار بتخاذلکم وتناسیکم للقضیة فبفضلکم استمرت القضیة 60 عاما.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS