عبد الستار قاسم لقدسنا :أفکار الامام الخمینی کانت جهادیة نهضویة
عبد الستار قاسم لقدسنا :أفکار آیة الله العظمى الخمینی کانت فکراً جهادیاً نهضویاً ملتزماً بقضایا الأمة الإسلامیة
صرح البروفیسور عبد الستار قاسم استاذ جامعة النجاح الفلسطینیة فی حدیث له مع وکالة قدسنا حول الیوم العالمی للقدس الذی اعلنه الامام الخمینی ( رض ) : کان انتصار الثورة الإیرانیة عام 1979 بمثابة باب من الفرج بالنسبة للعدید من الفلسطینیین والعرب والمسلمین بخاصة أن مصر کانت قد خرجت من دائرة الصراع ضد الصهاینة الغزاة. و رأى کثیرون أن إیران ستحل محل مصر فی الصراع ضد إسرائیل وستدعم الحقوق الوطنیة الثابتة للشعب الفلسطینی، وستعمل على تحریر المقدسات. وکان واضحا بالنسبة لهم بأن خطاب قائدة الثورة یبتعد تماما عن المساومة والمهادنة، ویصر على قدسیة الأرض المقدسة. وکان یتأکد هذا بالنسبة لمؤیدی آیة الله العظمى الخمینی الذی وجدوا فکره فکرا جهادیا نهضویا ملتزما بقضایا الأمة الإسلامیة.
وأضاف القاسم : لم تتوان إیران منذ البدء بإعلان التزامها بالحقوق الثابتة لشعب فلسطین، فقطعت علاقاتها مع دولة الصهاینة، وحولت السفارة الإسرائیلیة فی طهران إلى سفارة فلسطین، التی کانت أول سفارة فلسطینیة فی العالم، وأعلنت عن التزامها بدعم الفلسطینیین فی کافة المجالات وقدر المستطاع. وقد کان عرفات أول من زار طهران وبارک الثورة.
وأضاف استاذ جامعة النجاح الفلسطینیة فی حدیثه مع قدسنا : إیران تقدم الکثیر منذ عام 1979 من أجل دعم المقاومة الفلسطینیة أو من أجل فلسطین. هناک فصائل فلسطینیة مقاومة تتلقى دعما بطریقة أو بأخرى من إیران، ویکفی أن إیران تدعم حزب الله بقوة والذی یشکل الآن القوة الکبیرة التی قلبت میزان القوى فی المنطقة، وتتحدى القوة الإسرائیلیة المتغطرسة.
و جسدت إیران دعمها للقضیة الفلسطینیة بیوم سنوی وهو یوم القدس حیث تقام فیه نشاطات متعددة من أجل إبقاء القدس حیة فی أذهان المسلمین والعرب یجددون من خلاله التزامهم بالتحریر. سنویا تقیم إیران احتفالات مهیبة من أجل القدس، یشترک فیها مفکرون ومثقفون وسیاسیون وأبطال مقاومة وقادة أحزاب، وتساهم بذلک مساهمة قویة وغنیة فی إذکاء الوعی المسلم بقضیة القدس، وتجدد عهد الالتزام بالتحریر.
و اردف البروفیسور القاسم حدیثه قائلاً : إیران تشکل الآن قوة التحدی الرئیسیة فی المنطقة العربیة الإسلامیة لأنها تصر على استقلالها السیاسی المستند على القوى الذاتیة، وهی أضحت قادرة على قلب میزان القوى التقلیدی لصالح میزان جدید حدّ بصورة کبیرة من الهیمنة الأمریکیة الإسرائیلیة على المنطقة. کل عمل یسبقه فکر یبرمجه وفق متطلبات الحیاة وضغط الظروف، وهذا بالضبط ما تصنعه إیران. لقد تسلحت الثورة برؤیا واضحة مستندة على مقومات دینیة لا لبس فیها، ومن ثم ترجمت قناعاتها إلى سیاسات عملیة کان أبرزها الاستغلال الأمثل للموارد وتوظیفها نحو البناء الذاتی والاعتماد على الذات.
و أضاف : قلت فی کتاب سقوط ملک الملوک عام 1979 إن الأنظمة العربیة ستحارب إیران لأنها لا یمکن أن تعترف بإسرائیل. نفس القول أکرره، والأنظمة العربیة لن تتوقف عن معاداة إیران إلا إذا سارت إیران فی رکب الذل والتخاذل. الأنظمة العربیة لن تقیم علاقات طیبة مع إیران إلا إذا نسیت إیران القدس.
م/ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS