المفکر الصباح لقدسنا:زیارة بوش تکرس الاحتلال

المفکر والسیاسی الدکتور عدنان الصباح لقدسنا: زیارة بوش تأتی لتکرس الاحتلال الإسرائیلی للأرض الفلسطینیة وتقوی الحلف الإمبریالی الصهیونی فی المنطقة.

رام الله. حوار خاص وکالة قدسنا للأنباء.

قال المفکر والسیاسی الدکتور عدنان الصباح فی حوار خاص مع مراسل وکالة قدسنا للأنباء ، تعقیبا على زیارة الرئیس الأمریکی جورج بوش للمنطقة" أولا وقبل کل شیء علینا أن نتذکر جیدا ونحن نستقبل زعیم الاستعمار العالمی رسالة الضمانات الأمریکیة التی قدمها بوش نفسه لشارون والتی ألزم بها إدارته والإدارات القادمة بالالتزام بمصالح الاحتلال الصهیونی والتی هی بالقطع نقیض مطلق لمصالح شعبنا وقضیتنا وقد أسمیت تلک الرسالة حینها بوعد بوش الجدید تشبیها لها بوعد بلفور سیء الذکر وهذا یعطینا دلالة انهم لا زالوا یتعاملون مع شعبنا وأرضنا وقضیتنا کإقطاعیة مطلقة لهم ذاک ما یجب ان یتوقف وان نتعلم منه درسنا الأول مطالبین بوش بالتراجع عن ضماناته تلک کی نفکر باحتمالیة القیام بدور الوسیط".

وأضاف الصباح : " من جانب آخر وعبر هذه الزیارة یکرر رؤساء الولایات المتحدة الأمریکیة نفس السیناریو فیما یخص القضیة الفلسطینیة وسائر القضایا العربیة دون أن یلوح فی الأفق أیة بادره عن إمکانیة إدراک العرب لتلک المهزلة التی تتکرر کل أربع أو ثمانی سنوات مرة فقد فعل ذلک الرئیس کارتر وکذا الرئیسان بوش الأب وکلینتون وها نحن مرة أخرى أمام نفس السیناریو رئیس أمریکی یقف على العتبة الخارجیة للبیت الأبیض قبیل المغادرة یعلن تعاطفه مع القضایا العربیة ومع قضیة الشعب الفلسطینی لفظا ویبقی على کفه مغلولة فی مصلحة الاحتلال الصهیونی لبلادنا فعلا".

وتابع قائلا " الرئیس الأمریکی ینفذ زیارة کل تاریخیتها أنها تأتی لتکرس الاحتلال الإسرائیلی للأرض الفلسطینیة وتقوی الحلف الإمبریالی الصهیونی فی المنطقة وهو یعلن مسبقا استمرار حربه على إیران وسوریا والمقاومة الفلسطینیة والعراقیة واللبنانیة وهو یحشد المؤیدین للسیاسة الإمبریالیة المعادیة فی المنطقة وهو إذن یأتی إلى هنا لیأخذ لا لیعطی وعلى أولئک الذین یعتقدون بتاریخیة الزیارة أن یتخلوا عن أوهامهم بإمکانیة أن یأتی رؤساء القطب الإمبریالی الأول فی العالم والذی یمارس علنا وبالقوة احتلال العراق وتدمیه ویضرب حصاره المجنون ضد إیران وسوریا وقوى المقاومة فی فلسطین ولبنان والعراق.

وأضاف : المهم الفعل الأمریکی على الأرض ولیست أبدا الإعلانات اللفظیة التی لا تساوی شیئا على الأرض فغزة محاصرة والأرض الفلسطینیة تنهب والجدار متواصل والقمع الإسرائیلی لا یتوقف وکذا الفعل الأمریکی نفسه فی العراق وأفغانستان والصومال والسودان وبالتالی فان الحقیقة هی أننا نستقبل بوش لنعطیه لا لنأخذ منه والمستفید الوحید من هذه الزیارة هو الاحتلال الصهیونی لبلادنا".

موضحا" أن الحلف البولیسی الوحید القائم فی المنطقة هو الحلف الأمریکی الصهیونی والذی تدور فی فلکه کل القوى الإمبریالیة الیوم وتعلن تلک القوى عن بشاعتها علنا کما حصل مع الموقف الفرنسی الأخیر مع سوریا وبالتالی فان على العرب بشکل عام والفلسطینیین خصوصا أن یدرکوا أن المطلوب منهم هو القیام بدور صغیر فی أجندة هذا الحلف البولیسی المعادی لامتنا وقضایاها وهو مقابل ذلک لن یحصلوا سوى على الخسائر لا أکثر والمزید من التنازل ولن یجدوا فی جعبة بوش ما یقول فی رام الله سوى المزید من المطالبة باستحقاقات الأمن لصالح استمرار الاحتلال الصهیونی بالحیاة فوق لأرضنا".

وأشار فی ختام حواره مع وکالة قدسنا للأنباء : " المطلوب من القیادة الفلسطینیة أن تسمع الرئیس الأمریکی علنا لغة لا مواربة فیها تعلن أن لا سلام مع الاحتلال ولا سلام تحت القمع والموت والاستیطان والجدار ونهب القدس وتهویدها والحصار سواء على الضفة أو غزة, وان أی نجاح للمفاوضات لا یمکن له أن یتم ولا یجوز للمفاوضات أصلا أن تتواصل فی ظل السیاسة الصهیونیة المجنونة على أرضنا وضد شعبنا فلتتوقف أولا آلة الحرب الصهیونیة المجنونة حتى یمکن القول أن هناک أملا لحل ما ودون ذلک فان البدیل الذی یجب استقبال بوش به هو تجذیر الانتماء لحلف المقاومة والممانعة فی المنطقة دفع إدارة بوش للاقتناع أن مصالحها مهددة أکثر بتأییدها لإسرائیل وأهدافها".

ن/25