الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

جمیل مزهر: نرحب بدعوة الرئیس عباس للحوار کما نرحب بأی جهد إیرانی فی هذا الإطار

 

بیت لحم ـــ  خاص لقدسنا

 

فی حوار مع مراسل قدسنا فی فلسطین قال عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین السید جمیل مزهر إن الأوضاع الإنسانیة بشکل عام فی قطاع غزة کارثیة، وأشار إلى أن إسرائیل ترید ابتزاز الشعب الفلسطینی فی موضوع التهدئة، ورحب السید مزهر بدعوة السید محمود عباس لحوار مؤکدا على أن الجبهة الشعبیة ترحب بأی جهد قد یبذل من قبل إیران فی هذا الاطار

حول الأوضاع الإنسانیة فی القطاع فی ظل استمرار الحصار وعدم قبول التهدئة، قال :حقیقة إن الوضع فی قطاع غزة کارثی ومأساوی وخطیر جداً، وأصبحت الظروف المعیشیة صعبة للغایة ولا تطاق، فقد طال الحصار المفروض على القطاع کل نواحی الحیاة. فقطاع غزة یعانی الآن من أزمة وقود حادة سببها منع الاحتلال دخول کمیات من الوقود، ما أدى إلى مشکلة حقیقیة وانقطاع السبل بین مدن وقرى قطاع غزة، فأهلنا فی قطاع غزة لا یستطیعون التحرک من مدینة إلى مدینة ومن مخیم لآخر حتى داخل هذه المدن جراء هذه المشکلة.

و أضاف : کما أن الحصار أدى إلى زیادة معدلات البطالة المرتفعة أصلاً قبل الحصار لیصبح بمعدلات قیاسیة. فحسب آخر التقدیرات الصادرة عن مؤسسات حقوق الإنسان بلغ معدل البطالة 80% ومعدل الفقر 90% فی قطاع غزة والأخطر من ذلک أن قطاع غزة أصبح معظمه یعتمد على المساعدات الإنسانیة التی تقدمها وکالة غوث وتشغیل اللاجئین ومساعدات أخرى تقدمها جمعیات وهیئات خیریة.

و أردف قائلاً : کما أن عدم توفر الإمکانیات البدیلة التی تمکن أهل القطاع من إدارة أمور حیاتهم أدى إلى تدهور معیشی خطیر بمستوى المعیشة فالمعابر مغلقة، ولا وجود لاقتصاد فلسطینی والمصانع أغلقت، والزراعة والتجارة وحرف أخرى قد تأثرت بشکل کامل.

أیضاً الأوضاع الصحیة تأثرت بذلک فمنع الشعب الفلسطینی من الحصول على الأدویة والأجهزة الطبیة، وبالتالی أدى إلى زیادة معدلات الوفاة جراء هذا النقص وفی ظل منعهم من السفر للعلاج فی الخارج حیث بلغت عدد الوفیات جراء منعهم من السفر للخارج 177 حالة حتى الآن.

وأضاف : إن استمرار أزمة الوقود اللازم  لتولید الکهرباء وتشغیل المرکبات أدى إلى أزمة یعیشها الشعب الفلسطینی بغزة فأصبح قطاع غزة یعیش على شفا کارثة إنسانیة حقیقیة تهدد أو تعرض ملیون ونصف إنسان للموت البطئ بسبب نفاذ الوقود وانقطاع التیار الکهربائی ونقص المواد الأساسیة ومنع المرضى من السفر للعلاج بالخارج.

وحول رفض اسرائیل للتهدئة ، قال :باعتقادی فإن إسرائیل ترید تهدئة إلا أنها لا ترید أن تبدو للعیان وکأنها قد أبرمت اتفاقاً مع فصائل المقاومة الفلسطینیة، کما أنها تخشى من أن تستغل هذه الفصائل التهدئة لمعاودة تنظیم نفسها أو تعزیز قدراتها العسکریة والتسلیحیة، بالإضافة إلى أن إسرائیل ترید الحصول على أکبر قدر من التنازلات من الشعب الفلسطینی قبل الاتفاق على تهدئة، من بینها إنهاء ملف الجندی الأسیر جلعاد شالیط ومحاولة ابتزاز الشعب الفلسطینی وفرض شروط جدیدة تمنع التسلیح والتدریب وعدم ربطها بفک الحصار وفتح المعابر. کما أن دولة الاحتلال بالتأکید ستستغل هذه التهدئة فی قطاع غزة للاستفراد بالضفة الغربیة، ومواصلة التهوید والقتل والملاحقة والاغتیال وفرض وقائع جدیدة تقطع الطریق أمام إقامة دولة فلسطینیة مستقلة وعاصمتها القدس.

وبشأن الانقسام الفلسطینی الذی  یسبب الأرق لکل الفلسطینیین والى أین وصلت المصالحة بین فتح وحماس ، قال مزهر :ما زالت الأوضاع الفلسطینیة تراوح مکانها، وما زال الانقسام الفلسطینی حاصل وأضر بالقضیة الفلسطینیة وأدى إلى تدهور الأوضاع المعیشیة للشعب الفلسطینی خاصة فی قطاع غزة، ورغم الجهود الحثیثة والمبادرات المقدمة من الجبهة الشعبیة والقوى الفلسطینیة الأخرى والمبادرة الیمنیة إلا أن الطرفین لم یستجیبوا لذلک بسبب تمسک کل منهما بمواقفه، إلا أن الأمل عاد من جدید فی دعوة الرئیس أبو مازن لإجراء حوار وطنی شامل لإنهاء حالة الانقسام، وفی هذا السیاق نرحب ونثمن هذه الدعوة ونعتبرها خطوة شجاعة وبالاتجاه الصحیح للتخلص من الوضع المأساوی الذی تعیشه الساحة الفلسطینیة ولمواجهة التحدیات والمخاطر التی یواجهها شعبنا وقضیتنا الوطنیة.

و رداً على سؤال من انه و من المعروف إن حماس ترتبط بعلاقات جیدة مع إیران لماذا لا یتم استثمار هذه العلاقة من خلال توسیط إیران للمصالحة بین حماس وفتح ، أجاب :نحن نرحب بأی جهود خارجیة وداخلیة لإنهاء حالة الانقسام سبق وأن رحبنا بالمبادرة الیمنیة وثمنا الجهد الکبیر الذی قامت به الیمن الشقیق على هذا الصعید، کما رحبنا بجمیع المبادرات والدعوات التی قدمتها بعض الأطراف العربیة والدولیة، إلا أننا نعتقد أن إنهاء الانقسام الفلسطینی والمصالحة بین حماس وفتح لیست بحاجة لأی توسط من أی طرف خارجی، فنحن بحاجة لنیة صادقة لتغلیب المصالح الوطنیة العلیا للشعب الفلسطینی على المصالح الفئویة الضیقة والجلوس إلى طاولة حوار وطنی شامل تشارک به کافة فصائل العمل الوطنی فهذا حسب رأیی الحل الأمثل کبدیل لأی وساطة خارجیة، مع ذلک فنحن نرحب بأی جهد تبذله إیران باعتبارها دولة تدعم مقاومة الشعب الفلسطینی فی مواجهة الاحتلال الإسرائیلی وعدوانه المستمر على شعبنا.

وحول وضع رئیس الوزراء الإسرائیلی بسبب قضایا الفساد وهل یمکن إن یقدم أی شیء فی هذا الوضع لفلسطینیین ، أجاب قائلاَ : إننا فی الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین قلنا مراراً وتکراراً بأن اللقاءات الفلسطینیة مع الاحتلال الإسرائیلی هی لقاءات عبثیة وهی استمرار لمسار عقیم من المفاوضات لم یجلب لشعبنا الخیر، کما أننا طالبنا الرئیس الفلسطینی أبو مازن بوقف المفاوضات فوراً لأن الاحتلال یستخدمها للتغطیة على عدوانه وجرائمه ومجازره، ولیظهر أمام العالم وکأنه الحریص على السلام فی حین أن إجراءاته على الأرض تخالف ذلک فهو مستمر فی القتل والتوغلات والحصار والاعتقالات، وبالتالی فإننی لا أعتقد أن أولمرت سیقدم أی شئ لشعبنا الفلسطینی سوى ذر الرماد فی العیون، وإنما یهدف إلى محاولة إبعاد شبح الفضائح التی یتعرض لها من خلال الإیهام للشعب الإسرائیلی بأنه ما زال لدیه القدرة على عقد اتفاق مع الفلسطینیین.

وحول توجه اولمرت الى أمیرکا و هل ان ذلک له علاقة بوضعه الداخلی أم بالموضوع الفلسطینی أم من اجل التنسیق فیما یتعلق بالموضوع الإیرانی؟

أعتقد أن أولمرت المهزوم والذی یتعرض لفضیحة وأزمة داخلیة بحاجة إلى دعم أمریکی یبعد عنه خطر إسقاطه جراء اتهامه بالفساد، وبالتالی فإن زیارته الأخیرة لأمریکا لتحشید لرئیس الأمریکی والإدارة الأمریکیة للتدخل من أجل توفیر الحمایة له.

کما أنه یسعى للضغط على الإدارة الأمریکیة من أجل توجیه ضربة لإیران، فبالتأکید هناک إمکانیة أن یُقدم أولمرت على مغامرة عسکریة مثل ضرب إیران، أو اجتیاح واسع لقطاع غزة للهرب من دوامة السقوط والفضیحة التی یتعرض لها.

وحول ما یتردد بأن أبو مازن سوف یمدد ولایته ، قال : الوضع الفلسطینی معقد ولا یوجد أی مستند قانونی یتیح ذلک، وبتقدیری بالتوافق الوطنی یمکن أن یتم ذلک انطلاقاً من مصالح شعبنا والظروف التی نعیشها وفی ظل الانقسام سیکون من الصعب الحدیث عن انتخابات رئاسیة وتشریعیة لذلک الأساس هو إنهاء الانقسام لتوحید شطری الوطن.

وبشأن محاولة البعض التخویف من خطر إیرانی فی محاولة للتغطیة على ما تقوم به إسرائیل و هل صحیح إن إیران تشکل خطرا على المنطقة ، قال : باعتقادی أن الخطر الإسرائیلی والأمریکی هو الخطر الداهم الذی یواجه المنطقة، وبالتالی من المفید أن تتخذ الدول العربیة قراراً بالحوار مع إیران بصفتها دولة لها وزنها وتقف فی وجه المشروع الأمریکی والصهیونی فی المنطقة وتدعم قوى المقاومة والممانعة فی مواجهة هذا المشروع الاحتلالی الاستیطانی الکولینالی.

( اعد الحوار رشید شاهین  )

ن/25

 

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140385







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)