القیادی فی حماس خلیل أبو لیلة: إذا رفضت إسرائیل التهدئة لیس أمامنا إلا المقاومة
بیت لحم ـــ خاص وکالة قدسنا
فی حوار أجراه مراسل وکالة قدسنا فی فلسطین قال القیادی فی حرکة حماس السید خلیل أبو لیلة إن إسرائیل لم تعط ردا نهائیا فیما یتعلق بالتهدئة بعد، کما أکد على أنه وفی الحالة التی ترفضها إسرائیل فهذا یعنی بان الخیارات أمام الشعب الفلسطینی محدودة، وأشار إلى أن الشعب الفلسطینی سوف یقاوم بکل ما أوتی من قوة فی حالة الإقدام على اجتیاح القطاع، وفیما یتعلق بالموقف العربی من القضیة الفلسطینیة قال السید أبو لیلة بأن الدول العربیة تتصرف بتوجیه من أمیرکا وأن هنالک من بین هذه الدول من یشارک فی فرض الحصار على قطاع غزة.
بدایة حول موضوع التهدئة، قال أبة لیله : لیس هنالک مجال للحدیث فی هذا الموضوع فی هذه اللحظة، فقلت له یمکنک أن تتحدث فیما هو مسموح للحدیث به حول الموضوع إن أمکن، وأنا لا اطلب أکثر مما هو مسموح به.
وحول الموقف الإسرائیلی المتشدد من موضوع التهدئة ولماذا تم رفضها من قبل إسرائیل، قال : إسرائیل لم ترفضها. التقاریر الصحفیة تقول بأنه کان هنالک رفض إسرائیلی للتهدئة ،لا نستطیع أن نتحدث للإعلام، إلا أنه یمکن القول بأنه لا یوجد رد نهائی حتى اللحظة، ومن المفروض أن یتوجه مسؤول إسرائیلی إلى القاهرة یوم الأحد وبالتالی فان الحدیث قد لا یکون مفیدا الیوم وقد یضر بالجهود المبذولة فی هذا الموضوع، وعلى ذلک فان القرار لدینا بألا نتحدث فی الموضوع وذلک حتى تتضح الصورة بشکل کامل.
وحول الموقف فیما لو رفضت إسرائیل التهدئة ، صرح المتحدث باسم حماس : فی الحقیقة لیس أمامنا الکثیر من الخیارات، ولا مجال أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسنا وعن أبناء شعبنا فی ظل العدوان الصهیونی المتواصل على شعبنا، وسوف ندافع عن شعبنا بکل ما أوتینا من قوة .
فی ظل ما جرى فی لبنان من مصالحة هناک نتیجة التدخل العربی الذی حصل، بتقدیرکم لماذا لا یتم بذل مثل هذا الجهد العربی باتجاه المصالحة الفلسطینیة الفلسطینیة؟
و أضاف : اعتقد بان ما حصل فی لبنان کان یحتم على الدول العربیة بان تقوم بما قامت به، لأن أطراف ما یسمى بالموالاة فی لبنان کانوا فی مأزق حقیقی، وکان تدخل الأطراف العربیة من اجل إخراج هذه الأطراف اللبنانیة من مأزقها، خاصة وان إسرائیل تخلت عن هذا الطرف اللبنانی، بمعنى أن إسرائیل لم تستطع أن تتدخل لصالحه فی مأزقه.
و الجهد الذی بذلته الدول العربیة بشأن قضیة لبنان وانه لم یکن عربیا صرفا بل کان بتوجیه أمیرکی أو خلافه ، قال ابو لیله بالتأکید، فنحن نعتقد بان هذا الأمر جاء نتیجة ضغوط أمیرکیة ولیست رغبة عربیة ولا خطوة عربیة من اجل المصالحة بین الطرفین المتنازعین.
ورداً على هذا السؤال إذا کیف سیکون الوضع الفلسطینی فی هذه الحالة ، قال : الوضع الفلسطینی معقد وخطیر جدا، فبالرغم من کل الجهود التی قامت بها حرکة حماس لحل الخلافات، إلا أن هذه الجهود والدعوات التی قامت بها حماس لم تلق آذانا صاغیة من قبل محمود عباس وحکومة رام الله، وذلک لأنهم لا یملکون قرارهم، ولسبب آخر بسیط هو أن أمیرکا وإسرائیل لا یریدون أن یکون هنالک مصالحة وطنیة بین الفلسطینیین، فالقرار بالنسبة لمحمود عباس مرتهن بشکل کامل بید أمیرکا وإسرائیل، کما أن هنالک برنامجین مختلفین، فهنالک برنامج حماس وقوى المقاومة الفلسطینیة المقاوم، وهناک برنامج منظمة التحریر الفلسطینیة الاستسلامی والذی أصبح واضحا، حیث قالت المنظمة بأنه لا یوجد سوى خیار واحد هو خیار السلام، هذا الخیار الذی لم یجلب علینا إلا الکوارث، ونحن نقول بأنه لا یمکن أن نلتقی ما دام هم لا یقولون إلا بخیار السلام الذی قتلنا وتراجع بالقضیة الفلسطینیة إلى الحضیض.
وبشأن التهدیدات الإسرائیلیة بالاجتیاح للقطاع، و انه هل یعتقد ان إسرائیل سوف تنفذ تهدیداتها قال : من الممکن أن تقوم إسرائیل بذلک، لکن السؤال هو هل تستطیع إسرائیل أن تحقق أهدافها فیما لو أقدمت على ذلک؟ أنا اعتقد بأنهم لن یستطیعوا ذلک، وأقول إنهم خرجوا من القطاع تحت ضربات المقاومة، وعندما خرجوا لم یکن هنالک الکثیر من السلاح فی غزة، لکن الیوم هنالک سلاح فی کل بیت فلسطینی من اجل الدفاع عن غزة، وبالتالی فان المقاومة سوف تکون شرسة بکل ما یعنی ذلک، وأنا اذکر العدو الصهیونی بأنهم وعندما حاولوا اقتحام جنین فی عملیة السور الواقی، تکبدوا خسائر فادحة، ومخیم جنین لیس سوى مخیم صغیر جدا إذا ما قیس بحجم القطاع ومخیماته التی یساوی اصغر مخیم فیه عشرة أضعاف مخیم جنین، وعلى هذا الأساس فانا اعتقد بان الأمر لیس سهلا وهم سوف یفکرون کثیرا قبل أن یقدموا على فعل ذلک.
و حول الأوضاع الإنسانیة وحسب کل التقاریر تزداد سوءا فی ظل الحصار، کیف تنظرون إلى الدعم العربی فی طل الواقع الموجود هناک؟
وأضاف : بالتأکید الوضع مأساوی فی القطاع وکل الحاجات الأساسیة غیر متوفرة، لکننا نعرف أن هذا العدو یرید أن یجعنا نتنازل من خلال حصاره، إلا أننا لن نقدم على التنازل أو الاستسلام. الموقف العربی موقف متخاذل ولم یقدم دعما للقضیة والشعب الفلسطینی فی هذا الإطار، وهم لم یقوموا بخطوات ایجابیة من اجل فک الحصار عن أبناء القطاع، والعرب منقسمون إلى فئتین: الأولى تشارک فی الحصار بشکل أساسی وواضح، والفئة الثانیة عاجزة ولا حول لها ولا قوة وهی غیر قادرة على عمل أی شیء وهؤلاء نعذرهم، وأما الذین یشارکون فی الحصار فان التاریخ لن یرحمهم وسیحاسبهم بالتأکید.
( الحوار من اعداد رشید شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS