زکریا الاغا لقدسنا : أمیرکا وإسرائیل لا ترغبان بحل القضیة الفلسطینیة حلا عادلا
بیت لحم ـــ خاص وکالة قدسنا
فی حوار مع قدسنا قال عضو اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة رئیس دائرة اللاجئین فی منظمة التحریر الفلسطینیة الدکتور زکریا الأغا لأن الوضع الإنسانی فی قطاع غزة کارثی وأنه لا بد من وضع حد لحالة الانقسام فی الساحة الفلسطینیة، وأشار الأغا إلى أن الدعم العربی للقضیة الفلسطینیة لم یترجم إلى خطوات عملیة، کما أکد على أن أمیرکا وإسرائیل لا ترغبان فی حل القضیة الفلسطینیة حسب القرارات الدولیة الصادرة فی هذا الشأن.
حول وصفه للأوضاع الإنسانیة فی قطاع غزة فی ظل الحصار والتهدیدات الإسرائیلیة الأغا :
فی الحقیقة إن الأوضاع فی قطاع غزة من أسوا ما یکون، وهی لا تحتاج إلى مزید من التوصیف، وقد یکون ما کتب وقیل فی وسائل الإعلام جمیعها فیه الکثیر من الدقة والصحة والحقیقة، وعلینا ألا ننسى کافة التقاریر التی صدرت عن المنظمات الإنسانیة والحقوقیة بما فی ذلک التقاریر التی صدرت عن وکالات الأمم المتحدة المتخصصة بالأوضاع الإنسانیة والتی أشارت فی مجملها إلى إن الوضع الإنسانی فی القطاع سیء.
و أضاف : نحن نقول بأن الوضع لا یمکن وصفه برغم کل ما قیل، و یبقى الواقع دوما مختلف تماما عما یقال، فنحن فی القطاع نخضع لحصار خانق. بالإضافة الى ذلک فان القطاع یخضع إلى تهدید دائم وهو تحت التهدید بالاجتیاح، ولکن هذا لا یعنی أنه لا یوجد هنالک عملیات اجتیاح یومیة واعتداءات وتجریف للأرض، ولکننا نعتقد بان هنالک تمهیدا لاجتیاح قد یکون کاملا للقطاع، وهذا بالتالی سیؤدی الى مزید من المعاناة والى کارثة لا یعلم احد الى أین تقود، خاصة فی ظل الظروف الإنسانیة التی هی أصلا فی غایة السوء والتی لا یمکن إن توصف من خلال الکلمات أو التقاریر.
ورداً على سؤال ما هو المطلوب فلسطینیا وعربیا ودولیا فی ظل هذا التوصیف ، قال : أولا وعلى المستوى الفلسطینی نأمل إن نصل الى وضع حد لحالة الانقسام التی شهدتها الساحة الفلسطینیة بعد ما حدث فی حزیران یونیو من العام الماضی من انقلاب قامت به حرکة حماس، ونأمل إن ینتهی هذا الانقسام، وان تعود الأمور الى طبیعتها وهذا بتقدیرنا یمثل ضرورة قصوى، وهنالک مبادرة یمنیة تتحرک الجامعة العربیة لرعایة حوار وطنی فلسطینی مستند الى تلک المبادرة من اجل وضع حد حالة الانقسام الموجودة فی الساحة، وهذا هو الشرط الأول والأساسی من اجل مواجهة الأخطار التی تواجه قطاع غزة والقضیة الفلسطینیة بشکل عام.
ثانیا لا بد من تحرک عربی جاد وفاعل للحیلولة دون وقوع هذا العدوان الإسرائیلی ومن اجل فک الحصار المفروض على القطاع، ومع تقدیرنا لکل الجهود التی تبذل والقرارات التی تم اتخاذها فی مختلف الاجتماعات العربیة إلا أن شیئا على الأرض لم یتحقق، ولم یتم اتخاذ أیة خطوات عملیة على الأرض من اجل الضغط على إسرائیل لوقف عدوانها وحصارها على القطاع، وهذه مهمة عربیة بالدرجة الأولى والجامعة العربیة والدول العربیة الرئیسیة تتحمل مسؤولیة کبرى فی هذا الموضوع.
واردف قائلاً : أما دولیا، فان على المجتمع الدولی وکل الدول التی تهتم بالسلام والاستقرار فی هذه المنطقة من العالم ویهمها وضع حد لهذه المعاناة والأوضاع الإنسانیة غیر المقبولة وسفک الدماء، علیها إن تتحرک وان تقوم بالضغط على إسرائیل من اجل احترام الشرعیة الدولیة واحترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة، وان تتوقف عن التعامل مع إسرائیل وکأنها دولة فوق القانون، ویجب إن تعامل إسرائیل مثلها مثل باقی الدول. کما أن علیها أن تقوم بتنفیذ ما علیها من التزامات، لان من شان هذا فقط أن یضع حدا لهذا الدمار فی المنطقة وإیقاف حالة التدهور الحاصلة.
و رداً على سؤال بأنه و فی ظل زیارة بوش الأخیرة یبدو أن وعده بإقامة الدولة الفلسطینیة أصبح غیر ممکن التحقیق ، قال الاغا : الحقیقة أننا لم نکن بحاجة الى خطابی بوش فی الکنیست أو فی شرم الشیخ من اجل معرفة انه لن یکون هنالک إمکانیة لحل خلال هذا العام، لقد کانت کل الدلائل تشیر الى انه لن یکون هنالک حلا هذا العام، وذلک لان إسرائیل غیر معنیة أولا بحل عادل للمسالة الفلسطینیة یستند الى قرارات الشرعیة الدولیة، والولایات المتحدة غیر معنیة بمثل هذا الحل لأنها لو کانت کذلک لقامت بالضغط على إسرائیل من اجل تنفیذ القرارات والالتزام بمسؤولیاتها بموجب هذه القرارات، نعم نحن نسمع کلاما لکن لا یوجد شیء ملموس أو خطوات ملموسة على الأرض، لذلک بالنسبة لنا فان ما قاله بوش لم یکن جدیدا ولم یأت بأی شیء غیر الذی توقعناه.
وفی ظل هذا الواقع هل تبدو هنالک إمکانیة لوقفة مراجعة فلسطینیة والبحث عن سبل أخرى للحل ، صرح الاغا : من المفروض أن یکون ذلک، لکن من العبث إن نتحدث عن موقف فلسطینی وإعادة النظر فی کل ما یحدث فی ظل هذا الانقسام الموجود فی الساحة والواقع الفلسطینی، فالأولویة یجب إن تکون لإنهاء الانقسام والعودة الى التوافق حول موقف فلسطینی واحد وموحد لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضیة الفلسطینیة.
وحول ذکرى النکبة قال : برغم کل هذا السواد وکل هذا الواقع الألیم وکل هذه المؤشرات التی لا تبعث على الأمل بشکل کبیر، إلا أننی اعتقد بان شعبنا الفلسطینی جاهز للعطاء وجاهز للتضحیة , والشیء الذی لیس لدى شعبنا استعداد للتخلی عنه أو التنازل عنه هو إن یتنازل عن حقوقه الوطنیة المشروعة وحقه فی العودة وإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتها القدس الشریف، هذه الحقوق لن یتنازل عنها شعبنا تحت أی ظرف من الظروف ومهما کانت التضحیات والضغوط.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS