قیس أبو لیلى لقدسنا : زیارة بوش وخطابه عدوان على الشعب الفلسطینی

قیس أبو لیلى لقدسنا : زیارة بوش وخطابه شکل من إشکال العدوان على الشعب الفلسطینی، والشعوب العربیة نالت استقلالها من خلال المقاومة

بیت لحم  ـــ خاص وکالة قدسنا  

قال عضو المکتب السیاسی للجبهة الدیمقراطیة وعضو المجلس التشریعی الفلسطینی عن الجبهة الدیمقراطیة السید قیس أبو لیلى فی حوار له مع قدسنا أن زیارة بوش إلى إسرائیل کانت شکلا من إشکال العدوان على الشعب الفلسطینی، وأضاف السید أبو لیلى بان أمیرکا منحازة بشکل کامل لدولة الاحتلال وطالب القیادة الفلسطینیة بإتباع إستراتیجیة جدیدة تعتمد على المقاومة کما أکد على ضرورة انتهاء الانقسام الفلسطینی لأنه ضار بالقضیة الفلسطینیة.

و حول تقییمه لزیارة بوش منذ خطابه فی الکنیست وحتى شرم الشیخ قال :أن الزیارة التی قام بها الرئیس الأمیرکی جورج بوش إلى إسرائیل فی الذکرى أل 60 للنکبة هی بحد ذاتها زلزال کبیر وکارثی على الشعب الفلسطینی، حیث أن هذه الذکرى بالنسبة للشعب الفلسطینی هی نکبته الکبرى وسبب لنکباته المتلاحقة على مدى العقود الماضیة على أیدی الاحتلال الصهیونی البغیض. إن وجود الرئیس الأمیرکی محتفلا مع الغاصبین والمعتدین هو شکل من أشکال العدوان والتأکید على انحیاز الولایات المتحدة الأمیرکیة إلى جانب المشروع الصهیونی بما یحتویه من تجاوز وتطاول وعدوان على شعبنا الفلسطینی وحقوقه الوطنیة والتاریخیة، وقد ازداد هذا الاستفزاز وقاحة عندما قام الرئیس بوش  بإلقاء خطابه سیء الصیت  فی الکنیست الإسرائیلی والذی کان بوش فیه لیس فقط حلیفا لدولة الاحتلال وإنما  أکثر تطرفا من غلاة الصهاینة المتطرفین مستندا إلى أساطیر توراتیة لتحدید موقف سیاسی یقوم على نصرة إسرائیل بدون أدنى تردد أو تفکیر، ونعتقد أن نصرتها  فی هذا الموقف إنما هو مشارکة  فی هذا الظلم الواقع على شعبنا وعلى حقوقه الوطنیة.

و أضاف : لقد  خلا خطاب بوش من حتى ولو إشارة خجولة  إلى ما تکبده الشعب الفلسطینی  من معاناة ولا زال على أیدی الصهاینة ودولة الاحتلال، وقد علمنا بأن بوش کان قد وعد عددا من القادة العرب بأنه سوف یحاول تصویب أو تعدیل موقفه فی خطابه فی شرم الشیخ، ولکن تبین أن خطاب شرم الشیخ جاء أکثر استعلاء وغطرسة  ووقاحة فیما انطوى علیه من استعلاء واستکبار.

و حول تمکانیة  حصول أی جدید أو إضافة یمکن ان یقدمها مؤتمر شرم الشیخ وخطاب بوش  صرح  قیس ابو لیلى لمراسل وکالة قدسنا : ما قاله بوش فی شرم الشیخ لم یحتوی على أیة إضافة أو تغییر فیما عدا الإشارة الخجولة حول تحدید معالم الدولة الفلسطینیة وهو یعلم جیدا أن هذه لیست هی القضیة الأساسیة بقدر ما هو  إنهاء الاحتلال الإسرائیلی للأراضی الفلسطینیة  هو القضیة الأساسیة والذی یجب  أن تقوم علیها الدولة الفلسطینیة  المستقلة.

وأضاف : خطابه فی شرم الشیخ جاء فیه الکثیر من الاستعلاء  والوقاحة  بحیث أراد  أن یصوغ  حتى تفاصیل الحیاة الیومیة  لشعوب المنطقة  لا بل ولشعوب العالم وفقا لمقاییس الصهاینة کما أن اللهجة التی صیغ فیها الخطاب کان فیها  تجسید للنهج الاستعماری  الامبریالی الذی یتعامل مع شعوب المنطقة  بلغة الأوامر والنواهی ولیس بلغة الحوار.

وبشأن تقییمه للموقف العربی  بشکل عام وخاصة بعد زیارة بوش للسعودیة  قال : کان من المفروض أن یکون الموقف العربی بشکل عام أکثر وضوحا فی صد مثل هذه الوقاحة والعدوانیة  التی مارسها بوش سواء فی إسرائیل أو فی شرم الشیخ، وکان ینبغی أن یقال له بصراحة أن الشعوب العربیة اکتسبت استقلالها وحریتها على امتداد  سنوات طویلة وعلى امتداد الوطن العربی  من خلال المقاومة والنضال، وان الأمة العربیة لیست على استعداد للعودة إلى الحقبة التی کانت تتلقى فیها الأوامر من الخارج، وانه لا یمکن أن تقوم علاقات عربیة أمیرکیة على قاعدة مثل هذا النمط من العقلیة المتعجرفة والامبریالیة.

وبشأن الموقف المطلوب  من القیادة الفلسطینیة بعد کل الذی جرى صرح ابو لیلى :لا شک أن هذا الذی جرى یشیر إلى عقم السیاسة التی  تبنى مواقفها على الرهان على الدور الأمیرکی لشق الطریق نحو تسویة سیاسیة للمسالة الفلسطینیة، ونعتقد بأنه آن الأوان لمراجعة هذه السیاسة  الفلسطینیة واعتماد إستراتیجیة جدیدة بدیلة لحل الصراع ، هذه السیاسة تقوم على الجمع بین الکفاح الشعبی والمقاومة، کذلک لا بد من الإصرار على  مفاوضات جادة وشاملة تجری تحت إشراف  دولی کامل الصلاحیة من اجل تنفیذ قرارات الشرعیة الدولیة دون مساومة  وان تکون برعایة دولیة جماعیة تشارک فیها جمیع القوى الدولیة الفاعلة بعیدا عن التفرد الأمیرکی.

وحول النکبة فی ذکراها الستون قال : هذه النکبة التی صنعها أعداء الأمة لا زلنا نواجهها، ولا نزال فی مواجهة هذه القوة الاستعماریة، وعلینا المزید من العمل، واعتقد بان هذا النضال سوف یستمر ویتواصل مهما کانت الظروف، کما أن علینا أن نتمعن جیدا فی تلک النکبات التی صنعناها لأنفسنا، وان نعتبر من هذا الانقسام فیما بیننا وفیما بین جناحی الوطن، وفی هذه الذکرى لا بد لنا من أن نکثف الجهود من اجل إنهاء هذا الانقسام، وانه لا یمکن أن ینتهی هذا الانقسام إلا برکیزتین أساسیتین،  الأولى: وهی أن منظمة التحریر الفلسطینیة هی الممثل الشرعی والوحید للشعب الفلسطینی، وأما الثانیة فهی  احترام الأسس الدیمقراطیة  للنظام السیاسی الفلسطینی من خلال الاحتکام إلى العشب لا إلى السلاح فی حل خلافاتنا.

( اعد الحوار رشید شاهین )

ن/25