نافذ عزام لقدسنا:بوش لن یقدم شیئا للفلسطینیین

نافذ عزام لقدسنا : الموقف الأمیرکی  معاد للشعب الفلسطینی والأمتین العربیة والإسلامیة، وبوش لن یقدم شیئا للفلسطینیین لأنه لا یملک شیئا لتقدیمه.

بیت لحم ـــ  خاص وکالة قدسنا

قال عضو القیادة السیاسیة لحرکة الجهاد الإسلامی السید نافذ عزام لوکالة قدسنا بان موقف الرئیس الأمیرکی خلال زیارته الأخیرة لإسرائیل کان موقفا فیه الکثیر من التحدی لمشاعر الفلسطینیین  وانه مثل موقفا معادیا للعرب والمسلمین، وأشار السید عزام إلى أن حرکة الجهاد الإسلامی لا تثق بکل ما یقوله بوش خاصة فیما یتعلق بإقامة الدولة الفلسطینیة خلال هذا العام، وأکد على أن النکبة صارت جزءا من الذاکرة والتاریخ الفلسطینی ولا یمکن أن تنتهی إلا بعودة الحق إلى أصحابه. کما أشار إلى انه لم یکن على الرئیس الفلسطینی أن یلتقی الرئیس الأمیرکی بوش فی شرم الشیخ .

وحول رؤیتة بشأن زیارة بوش الأخیرة إلى إسرائیل ، قال عزام : بالتأکید کانت زیارة بوش لیس سوى إمعانا فی تحدی مشاعرنا کفلسطینیین،هذا عدا عن أنها کانت تحد واضح وصریح لمشاعر کافة أبناء الأمة العربیة والإسلامیة، زیارته التی أتت فی ظل نکبة شعبنا الفلسطینی وتشریده، کان یقصد منها تقدیم الدعم والمساندة لإسرائیل، وکأنه یبارک ما ارتکبته العصابات الصهیونیة من جرائم تمثلت فی اقتلاع أبناء شعبنا من أراضیهم، کما وأنه یبارک ما ارتکبته تلک الدولة الآثمة من مجازر فی أیار 1948 وما حدث بعد ذلک من مجازر على مدى 60 عاما الماضیة، إن زیارة بوش کانت تمثل المواقف الأمیرکیة المعادیة لأبناء شعبنا وقضیتنا وأمتنا العربیة والإسلامیة، الکلام الذی تفوه به بوش أمام الکنیست الإسرائیلی کان تأکیدا على عدوانیة أمیرکا ضد أبناء شعبنا وقضیتنا، وکان تأکیدا للوقوف بشکل سافر إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائیلی کما أنها شکلت تنکرا لمأساة الشعب الفلسطینی وحقوقه.

و حول عدم تطرق بوش إلى حقوق الفلسطینیین إلا تلمیحا و هل ان هذا یعنی تراجعا عن وعده بإقامة الدولة الفلسطینیة هذا العام أو خلال ولایته قال عزام : نحن فی الجهاد الإسلامی لم نثق فی أی وقت من الأوقات بالسیاسة الأمیرکیة سواء کانت لبوش أو لغیره أو أی من الإدارات التی سبقته، وعندما أعلن بوش عما قیل أنه حل الدولتین وتعهد بإقامة الدولة الفلسطینیة فی هذا العام أی قبل انتهاء ولایته، قلنا أن ذلک کذب وتزویر، وقلنا أن من المستحیل تحقیق هذا الأمر فی ظل استمرار ما نراه من دعم وانحیاز کامل من قبل الولایات المتحدة الأمیرکیة للدولة الإسرائیلیة، بالإضافة إلى عدم وجود أی تغییر حقیقی فی السیاسة الإسرائیلیة على الأرض،  وقد قلنا فی حینه أن کلام  جورج بوش  لیس سوى خداعا  وانه غیر حقیقی وغیر جدی وهو محاولة لاستمرار الخداع والتمویه وهذه هی السیاسة الأمیرکیة طوال عقود من الزمن وعلى مدار سنوات الصراع مع الدولة الصهیونیة.

وبشأن ما یقال من ان بوش أعطى الضوء الأخضر لإسرائیل بأن تهاجم القطاع خلال أسبوع إن لم تتحقق التهدئة قال : إسرائیل لا تحتاج إلى ضوء أخضر أو تصریح أو رخصة من أحد لکی تمارس عدوانها،الجمیع یعلم بأن هنالک تحالفا استراتیجیا بین أمیرکا ودولة الاغتصاب، وقد قال بوش نفسه أن إسرائیل هی الحلیف الأقوى للولایات المتحدة الأمیرکیة فی المنطقة،  وهو نفسه الذی زعم بأن إسرائیل هی الدولة أو الواحة الدیمقراطیة والوحیدة فی المنطقة، وهو الذی تعهد  من جدید بتقدیم کل المساعدات الممکنة لدولة الاحتلال فی مواجهة ما اسماه قوى الإرهاب والمقصود هنا طبعا الشعب الفلسطینی وقواه المقاومة، وبالتالی فإننا نعتقد بأن الضوء الأخضر موجود  وطوال الوقت أمام إسرائیل لکی تفعل ما تشاء وأمیرکا کانت دوما ولا تزال تشکل غطاء لأی عدوان تقوم به دولة الاحتلال ولأی سیاسة إسرائیلیة مهما کانت هذه السیاسة مخالفة للأعراف والقوانین والمواثیق والقانون الدولی.

و بشأن إحتفال الفلسطینیین بذکرى النکبة و الذی  أثار حفیظة إسرائیل  وما یقوله هو لإسرائیل فی هذه الذکرى قال : النکبة أصبحت واقعا اکتوى به أبناء شعبنا، وقد سمعنا ما قالته وزیرة الخارجیة الإسرائیلیة عن ضرورة أن ننسى النکبة إذا أردنا أن نتعایش بسلام، ونحن نقول بأن هذا مستحیل، فلا زالت الأجیال الفلسطینیة المتعاقبة  تدفع الثمن غالیا جراء النکبة وهذا الذی حصل على ید العصابات الصهیونیة عام 1948، کما لا زال أبناء شعبنا یدفعون ثمن تآمر العالم علینا عام 48، النکبة تعتبر جزءا من الذاکرة الفلسطینیة وجزءا من التاریخ الفلسطینی وجزءا من الهویة الفلسطینیة ومن النضال الوطنی الفلسطینی فکیف لنا أن ننسى، هذه النکبة لن تمحى من الوجدان الفلسطینی إلا إذا عاد الحق لأصحابه، شعبنا وعلى مدار قرن من الزمن تعرض لأهوال وجرائم ومجازر  ولا زال یعیش نکبة یومیة وارتکبت إسرائیل بحق أبناء شعبنا کل أنواع المجازر،  وبرغم ذلک لا زال الفلسطینی واقفا مقاوما لهذا الظلم الکبیر ولم ولن یفرط أبدا بحقوقه على الإطلاق.

و حول عقد اللقاء اللاثی فی شرم الشیخ بین مبارک وعباس وبوش و ماذا یمکن أن یقدم هذا اللقاء ، صرح نافذ عزام : لا نعتقد بأنه سوف یقدم شیئا للرئیس عباس، وکان من الأفضل ألا یتم هذا اللقاء، وکان من الأجدى أن یقاطع أبو مازن القمة، خاصة فی ظل کل الذی قاله بوش أمام الکنیست فی ذکرى نکبة شعبنا وما مثلته تلک الأقوال من إساءة لمشاعر أبناء الشعب الفلسطینی ودماء شهدائنا التی نزفت على مدى عقود من الزمن، وعل أی حال فإننا لا نعتقد بأن الرئیس الأمیرکی یملک شیئا لیقدمه إلى الرئیس عباس.

و أضاف : بحسب المصادر الإسرائیلیة فان هنالک محاولة إسرائیلیة لفصل المسارات فیما یتعلق بالتهدئة، فهی بدایة ترید أن تکون من حماس ومن ثم من باقی الفصائل وکأنها تحاول إعادة تجربة فصل المسارات التفاوضیة التی حدثت فی مدرید کیف ترون ذلک؟

الفلسطینیون واعون تماما لهذا الأمر، ونحن فی الجهاد الإسلامی ورغم تحفظاتنا على بعض البنود فی ورقة التهدئة إلا أننا أعلننا التزامنا  بها وجاء هذا الالتزام من خلال احترامنا لرغبة باقی الفصائل والقوى الفلسطینیة وحتى لا نخرج عن الإجماع الفلسطینی، کذلک کان هذا الموقف حرصا منا على موقف فلسطینی موحد وتقدیرا منا للجهود المصریة فی هذا الموضوع ، والفلسطینیون متنبهون لهذا الأمر ونحن لن نسهم فی إنجاح الرهان الإسرائیلی على فصل أو تفتیت الفلسطینیین والموقف الفلسطینی.

( اجرى الحوار مراسل وکالة قدسنا فی بیت لحم  رشید شاهین )

ن/25