سمیر غوشه لقدسنا : أمیرکا ترید للسلطة إن تنهار
وصرح غوشه فی تصریحه لمراسل قدسنا حول اجتماع اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر یوم الثلاثاء لمناقشة خطورة ما تقوم به إسرائیل من استیطان و ما الذی یمکن عمله :نحن نعتبر إن قضیة الاستیطان هی قضیة رئیسیة بالإضافة إلى قضایا أخرى لا تقل خطورة مثل بناء الجدار وتهوید القدس والعدوان المتواصل وهذا برأینا یؤکد بأن الجانب الإسرائیلی یمارس ما یتنافى وعملیة السلام کما انه لا یقیم وزنا لکل الاتفاقات الموقعة أو قرارات الشرعیة الدولیة، وقد قلنا بأن هذه القضیة تشکل عقبة رئیسیة فی وجه المفاوضات وأنه لا بد من أن یتم وقفها وعلیه فلا بد من التحرک على کل المستویات العربیة والإقلیمیة والدولیة من أجل تبیان مخاطر هذا الأمر وتأثیره على الأوضاع لیس فی الأراضی المحتلة فقط لا بل وفی المنطقة وهذا ما قد یؤدی الى اعادة تفجیر الأوضاع فی المنطقة.
وحول ما إذا استمرت إسرائیل بذلک وإمکانیة وقف المفاوضات کخیار قال : من وجهة نظری تم طرح هذا الأمر، فقبل أسابیع تم إیقاف المفاوضات لکن قدمت وعود وبذلت جهود لوقف الاستیطان إلا أن إسرائیل لم تستجب برغم إن الجمیع بما فی ذلک اللجنة الرباعیة، وکذلک کوندالیزا رایس التی اعتبرت الاستیطان مشکلة إلا أن الأمر وحتى اللحظة لم یتم اتخاذ إجراءات عملة بشأنه ، ورغم إنکار إسرائیل إلا أن الواقع یشیر إلى أنه وبین فترة وأخرى یتم الإعلان عن بناء وحدات استیطانیة جدیدة أو مصادرة أراضی فلسطینیة .
وأضاف : تحاول إسرائیل إیهام الرأی العام العالمی وکافة الأطراف بان هنالک تقدما یتم إحرازه، وان هذه المفاوضات مستمرة، إلا أنها وفی الوقت ذاته تقوم على خرق ذلک على الأرض، وهذا طبعا یصب فی المصلحة الإسرائیلیة، وقد توقفنا فی الاجتماع أمام ذلک، الحقیقة هی انه لم یتم الاتفاق على أی شیء حتى اللحظة، وان کل ما طرحه الجانب الإسرائیلی قضایا رفضت بالکامل، لذلک فلا تقدم حقیقی فی المفاوضات، إن نقاش بعض القضایا لا یعنی إن تقدما یتم إحرازه، ونحن نقیس التقدم بقضایا یتم الاتفاق علیها ومکتوبة وهذا ما لم یحدث، بالإضافة إلى ذلک فإننا ننظر إلى المفاوضات بشکل کلی ولیس بشکل مجزأ، التقدم الحقیقی لیس تقدم جزئی فی هذه القضیة أو تلک، فالقضایا مترابطة ولا یمکن الحدیث عن تقدم إلا من خلال الوصول إلى اتفاقات فی مختلف القضایا.
و حول اختلاف موقف محمود عباس بالنسبة لإقامة الدولة قبل السفر الى واشنطن وبعد عودته من هناک، قال : لم یعد خافیا على أحد إن اجتماع أبو مازن مع جورج بوش لم یکن مریحا، وأن بوش لم یقدم أی شیء حقیقی لأبی مازن، وخلال المباحثات طرح أبو مازن بأن على بوش أن یتحدث عن قیام دولة على حدود 1967 وان یتحدث عن المستوطنات وهاتان قضیتان رئیسیتان، ولم یتم الاستجابة لذلک، وکان واضحا أن الاستجابة الأمیرکیة لم تکن حتى فی الحدود الدنیا للمطالب الفلسطینیة.
وحول محاولات لتسریع المفاوضات الفلسطینیة الإسرائیلیة خوفا من تفعیل المسار السوری الإسرائیلی صرح السید سمیر غوشه : نحن کسلطة فلسطینیة ومنظمة تحریر فلسطینیة مع ضرورة إن یتم التفاوض على کافة المسارات، وضد إن تقوم إسرائیل باستغلال أی تضارب فی المسارات، وأکدنا فی السابق وعبر المسیرة التفاوضیة وحتى انابولیس والقمة العربیة أننا نعتبر القضیة لیست فلسطینیة فقط، بل هی إسلامیة عربیة وأننا مع انسحاب إسرائیل من جمیع الأراضی المحتلة فی حرب حزیران 1967 فی الجولان وشبعا والأراضی الفلسطینیة.
و رداً على سؤال بشأن الزیارتین الأخیرتین الاخیرتین لرایس والتی رکزت فیها على قضایا فرعیة وقالت بان رؤیة بوش بان هذا لن یبقى مطروحا الى الأبد هل هذا یعنی تراجع الإدارة الأمیرکیة عما وعد بوش به من إقامة الدولة الفلسطینیة قبل مغادرته البیت الأبیض نهایة العام الجاری ، قال غوشه : لیس لدى أمیرکا طموحات بإیجاد حلول، أمیرکا فی الواقع تدیر أزمة ولا تسعى لحل الأزمة، الأمیرکیون یریدون مفاوضات بلا نهایة، وهم یرغبون بانهیار السلطة، لان ذلک یعنی بأن الوضع فی المنطقة ککل سیتفجر، إلا إن الواقع یقول بأن المصلحة الأمیرکیة هی تهدئة الوضع هنا، لکن أمیرکا لا تعرف ماذا تفعل فی ورطتها بالعراق على سبیل امثال، کما تحاول إن تعمل اصطفافات من اجل مواجهة إیران وهذا بتقدیرنا ما یشغل بال الإدارة الأمیرکیة، بوش وخلال الفترة الأخیرة من ولایته الثانیة اثبت بأنه لیس له موقف حریص على السلام. إن مجرد زیارته لإسرائیل فی ذکرى النکبة هو موقف سافر ومنحاز بالکامل.
ورداً على سؤال لماذا لا تمارس أمیرکا ضغوطا على إسرائیل من اجل وقف الاستیطان قال غوشه : أمیرکا لم تقم حتى بإدانة الاستیطان ، ورایس قالت بان الاستیطان مشکلة، وعینا إن نتذکر بان بوش کان قد أرسل رسالة الى شارون یجیز له فیها ما تم تثبیته على الأرض، ویقول بوش بان هنالک حقائق على الأرض یجب التعاطی معها، وهذا یعنی بقاء الکتل الاستیطانیة الکبرى، أمیرکا فی الواقع لم تحسم موقفها بشکل جدی وهو موقف یکیل بمکیالین، أمیرکا ترغب فی اتخاذ إجراءات ضد إیران وعدد من دول العالم، وأمیرکا تشکل مظلة حمایة لإسرائیل وتمنع إصدار قرار إدانة واحد لإسرائیل فی مجلس الأمن وتشکل السند والداعم لها فی کافة المحافل الدولیة ولا تتخذ أو تقوم بأی إجراء ضد إسرائیل.
وحول مناقشة موضوع الوحدة الفلسطینیة وإعادة اللحمة الى شطری الوطن صرح غوشة : هذه قضیة ندرسها بشکل دائم وهی تقلقنا کثیرا ونحن نرى أن الانقسام فی غیر صالح الشعب الفلسطینی، وقد ناقشنا زیارة عمر سلیمان وما یحدث من حوارات بشان التهدئة، وقد کنا کجبهة نضال جزء من الوفد فی حوار التهدئة بالقاهرة، ونحن نعتبر بأن المدخل إلى المصالحة هو تراجع حماس عن الانقلاب العسکری الذی قامت من خلاله بالسیطرة على القطاع، وعلینا جمیعا إن نعمل من اجل رفع الحصار ومواصلة کل الجهود لاستعادة حقوقنا الوطنیة. ونعتبر إن الوحدة الوطنیة احد الشروط الأساسیة لاستمرار نضالنا وانتزاع حقوقنا .
وحول المبادرة العربیة و الى این وصلت قال : لقد أسقطتها أمیرکا وإسرائیل مع إن العرب لا زالوا یتمسکون بتا، إلا إن هذا الموقف لیس بالمطلق، وعلینا إن نتذکر بان الأمین العام للجامعة عمرو موسى قال بأنها لن تبقى مطروحة الى الأبد، وهی وان لا زالت مطروحة إلا انه لا یجری التعامل معها، وعلى أصحابها إن یعیدوا النظر فی کل هذه الأوضاع والتطورات، وعلینا کعرب إن تکون لدینا رؤیة إستراتیجیة لمواجهة التطورات التی من الممکن إن تحدث فی المنطقة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS