المتحدث بأسم " الاونروا " : الأوضاع الإنسانیة فی قطاع غزة سیئة وبائسة ومتدهورة
یعیش سکان قطاع غزة فی ظل ظروف اقتصادیة صعبة وفی ظل حصار خانق تنفذه دولة الاحتلال الإسرائیلی منذ حوالی عامین
فی حوار أجرته معه وکالة قدسنا قال المتحدث باسم وکالة غوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین (الاونروا) السید عدنان أبو حسنة أنه لا یمکن وصف الأوضاع الإنسانیة فی قطاع غزة إلا بالسیئة خاصة فی ظل الحصار الإسرائیلی المشدد المفروض على القطاع منذ یونیو حزیران 2007 ، وأشار السید أبو حسنة إلى أن لا شیء مضمون فی القطاع، وأن هنالک الکثیر من القطاعات الحیویة التی تم تدمیرها أو هی على وشک الانهیار سواء فی المجال الصناعی أو الزراعی أو قطاع الکهرباء أو الصرف الصحی، وحذر من أن استمرار منع وصول الوقود إلى القطاع سوف یزید من تفاقم الأوضاع خاصة فی ظل حاجة الناس إلى کل أنواع المساعدات وخاصة الغذائیة منها.
وحول تقییمه للوضع الإنسانی فی قطاع غزة فی ظل الحصار المتواصل من قبل دولة الاحتلال ، قال ابو حسنة : لا یمکن وصف الأوضاع الإنسانیة فی قطاع غزة سوى بأنها أوضاع سیئة وبائسة ومتدهورة، ویمکن القول بأنها ازدادت سوءا بعد أن قامت إسرائیل بتشدید الحصار بعد أن سیطرت حرکة حماس على القطاع فی حزیران یونیو من العام الماضی، حیث قامت إسرائیل بتشدید هذا الحصار، وفی هذا السیاق فانه یمکن القول بان کافة مظاهر الحیاة فی قطاع غزة تعرضت ولا تزال إلى انتکاسات متواصلة، کما یمکن القول بأن لا شیء مضمون فی غزة وکل شیء یحتاج إلى جهد غیر عادی من أجل الحصول علیه، سواء فیما یتعلق بالأساسیة مثل المواد الغذائیة وغیرها وهذا ینطبق على المواد الأخرى، وأما فیما یتعلق بالوقود فان ذلک یؤثر على الکهرباء وقطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة وهذه القطاعات هی حیویة وهامة، هذا بالإضافة إلى أن هذه القطاعات إما دمرت وتهاوت أو هی على شفا الانهیار، فنظام الصرف الصحی فی خطر وکذلک المیاه، وحتى صید السمک أصبح قضیة شائکة حیث یفتقد الصیادین إلى الوقود من اجل التحرک فی قواربهم من اجل الصید.
وحول تعلیق وکالة الغوث "الانروا" لخدماتها ، صرح السید ابو حسنة : الإعلان الأخیر والذی کان الاثنین له علاقة بانقطاع وعدم وصول الوقود إلى قطاع غزة، کذلک فی المرة السابقة فقد کان هذا هو ذات السبب، وقد تم فی حینه توقیف الخدمات وتوزیع المواد الغذائیة على الناس المحتاجین وهم کثر لمدة أربعة أیام، وکان ذلک کما قلت بسبب عدم توفر الوقود اللازم، أما هذه المرة فقد حذرنا بأنه إذا لم یتم إدخال الوقود إلى خزانات وکالة الغوث حتى مساء الاثنین، فإننا سوف نضطر إلى إیقاف العملیات، ولکن ما حصل هو أن الوقود قد تم إدخاله ظهر الاثنین، ولذلک تم استئناف الخدمات ولم ننفذ ما کنا قد حذرنا منه من تعلیق لان إسرائیل قامت بإدخال الوقود، وبالتالی واصلنا تقدیم الخدمات والمساعدات الإنسانیة کالمعتاد، وهذا هو دورنا فی الحقیقة، نحن لا نرید ولا نرغب أن یتوقف الوقود ولیس لنا أیة رغبة فی أن نعلق خدماتنا لمجرد الإیقاف.
و رداً على سؤال مراسل وکالة قدسنا حول رأیه من أن إیقاف الخدمات و المساعدات سوف یزید الأوضاع سوءا ، أجاب قائلاً : هذا صحیح، لکننا لا نتمنى التوقف عن تقدیم تلک الخدمات أو المساعدات، ولا یوجد لدینا الرغبة لوقفها، سواء بسبب نقص الوقود أو لأی أسباب أخرى، نحن قد نضطر إلى التوقف أذا ما اضطررنا إلى ذلک نتیجة ظروف معینة، مثل التوقف عن تزویدنا بالوقود حیث لن یکون بإمکاننا أن نقوم بالحرکة أو الوصول إلى الناس المحتاجین للمساعدات، السیارات التی توزع المواد الغذائیة والمساعدات المختلفة لن تستطیع الحرکة، ولا نتمنى أن تضطرنا أیة ظروف أخرى أن نتوقف، حیث أننا نقوم بتقدیم الخدمات والمساعدات لحوالی 650 ألف شخص من أصل ملیون لاجئ فی القطاع، وهؤلاء فی الحقیقة محتاجون إلى ما نقدمه إلیهم، سواء کان ذلک على شکل مساعدات أو خدمات، کما أننا لا نعتقد بأن هؤلاء الناس یتمنون أن یروننا ونحن نتوقف عن تقدیم هذه الخدمات أو المساعدات لأنهم یعلمون أنها ضروریة جدا لهم.
وحول حجم احتیاجات ممقلیة الاونروا من الوقود والمشتقات النفطیة فی قطاع غزة بشکل یومی قال ابو حسنة :فی الحقیقة نحن نحتاج إلى سبعة آلاف لتر من وقود الدیزل وإلى 700 لتر من البنزین فی الیوم ، صحیح أنها کمیة قد لا تکون کبیرة إلا أنها تصبح ملحة ومهمة عندما تصبح شحیحة أو مفقودة، وهذه الحصة من الوقود هی حصة مخصصة لوکالة الغوث ولا علاقة لها بما یدخل إلى القطاع من کمیات الوقود.
وحول ما اذا کانت الوکالة مشومة ایضاً ضمن المنع الذی تقوم به إسرائیل فی منع إدخال الوقود إلى قطاع غزة ، صرح : هذا ما حصل فی الحقیقة، حیث عندما تم منع إدخال الوقود إلى القطاع فقد تم منعه عن وکالة الغوث ولکن فی النهایة استطعنا إدخاله. طبعا إسرائیل تقول بان سبب منع إدخال الوقود یعود لأسباب أمنیة، وان هناک إطلاق للصواریخ وإطلاق للنار على المعابر وغیر ذلک ولکن فی النهایة استطعنا أن ندخل الکمیات الضروریة لتشغیل الوکالة لحوالی أسبوعین.
وحول الأثیر الممکن ان یوجده تعلیق الخدمات من قبل الانروا على الموقف الإسرائیلی ، قال :
نحن نقوم بالتحذیر ، نحذر العالم ونقول بأن هنالک مشکلة وان هنالک 650 ألف لاجئ فلسطینی بحاجة إلى خدماتنا ومساعداتنا، وأن هذه ضروریة لهم لا بل أساسیة، وهؤلاء ینتظرون هذه المساعدات لأنها تسد حاجتهم أو رمقهم .
وحول ما یمکن عمله إذا أصرت إسرائیل على الاستمرار فی هذه السیاسة مستقبلا ، قال : لیس لدینا الوسائل أو الأسالیب ، لیس لدینا سوى الاتصالات سواء مع الجانب الإسرائیلی أو الجانب الأوروبی أو الأمم المتحدة أو الجهات العالمیة والدولیة الأخرى، لا نملک سوى هذه الوسیلة.
( اجرى الحوار رشید شاهین مراسل وکالة قدسنا )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS