محمد خلیل اللحام : الحدیث عن عملیة سلمیة عبثیی

 بیت لحم ــ خاص وکالة قدسنا

اجرى مراسل وکالة قدسنا  حواراً مع السید محمد خلیل اللحام عضو المجلس التشریعی من حرکة فتح حول مرور ستون عاما على النکبة . فصرح السید لحام :  أعتقد بأن القضیة الفلسطینیة وبعد 60 عاما من التشرید لأبناء شعبنا فی المنافی فی دول العالم القریبة منها والبعیدة تتعرض إلى أبشع عملیة تطهیر عرقی  واستعمار استیطانی موغل فی القهر، بعد 60 عاما تعرض الشعب الفلسطینی  خلالها  لکل الأعمال العدوانیة  والإجرامیة غیر المسبوقة على أیدی العصابات الصهیونیة عندما قامت تلک العصابات بطرد أبناء شعبنا من أراضیه بعد أن قامت بما قامت به من مجازر صارت معروفة للقاصی والدانی وقد تکون تلک المجازر قد ابتدأت فی دیر یاسین واستمرت على مدى سنوات هذا الکیان ولم تنته أبدا ولا نعتقد بأنها سوف تنتهی ، کما أعتقد بأن القضیة الفلسطینیة لا زالت تتعرض لمحاولات إسرائیلیة مستمرة من أجل شطب کامل الحقوق الفلسطینیة فی هذه الأرض، هذه الحقوق التی تکفلها کل  الاتفاقات والقرارات والشرائع الدولیة تلک التی صدرت فیما یتعلق بحق الشعب الفلسطینی بتقریر المصیر وإقامة الدولة الفلسطینیة وکذلک فیما یتعلق بحق العودة أو التعویض، ومع الأسف الشدید  فإن الانقسام الفلسطینی الموجود الآن على الأرض  وغیاب الوحدة الفلسطینیة- الفلسطینیة وحالة التشظی التی تعیشها الساحة الفلسطینیة بین شطری الوطن إنما تساهم عملیا کما و تسهل على دولة الاحتلال محاولات تنفیذ مخططاتهم الخبیثة التی تهدف إلى شطب الشعب الفلسطینی وحقوقه المشروعة.

وحول دعوات التهدئة المطروحة من جانب البعض فی الوقت الذی  تحتفل فیه دولة الاحتلال بقیامها على أشلاء الشعب الفلسطینی من خلال استعراض للقوة فی عرض عسکری  غیر عادی فکیف یستوی هذان الأمران ، قال السید خلیل لحام :  الحدیث عن عملیة سلمیة مستمرة هو حدیث عبثیی، فالحقیقة أن هذه العملیة عملیة متعثرة عرجاء لا تقوى على الوقوف أمام الممارسات الإسرائیلیة البغیضة فی کل اتجاه وبلا حساب ، وهی عملیة یتم نسفها بشکل شبه یومی من خلال الإجراءات الإسرائیلیة التی لا تنتهی على الأرض ، فإسرائیل تعمل على إقامة المستوطنات کما تقوم بتسمین المستوطنات الموجودة فی کل أنحاء الوطن، ونسمع بشکل دائم عن عطاءات لبناء عشرات ومئات الشقق فی هذه المستوطنة أو تلک هذا عدا عن تلک التی یتم الإعلان عنها فی مدینة القدس التی تتعرض لعملیة تهوید مبرمجة منذ احتلالها، یضاف إلى ذلک عملیة بناء هذا الجدار الفاصل البغیض تحت حجج وذرائع  واهیة تتعلق بالأمن وغیر ذلک من الأسباب التی لا تمت الى الحقیقة بصلة،  کما تقوم دولة الاحتلال بمصادرة الأراضی  الفلسطینیة بدون توقف وغیر ذلک من الممارسات والإجراءات التی لا یمکن حصرها، أعتقد بأن الحدیث عن إقامة دولة فلسطینیة فی أراضی عام 1967 فی ظل عملیات  الاستباحة للمناطق الفلسطینیة ومصادرة الأراضی  لحساب الجدار والمستوطنات بتقدیری أصبح حدیثا غیر ذات جدوى أو معنى، کما أعتقد أنه آن الأوان للحدیث عن المسألة الفلسطینیة بما فی ذلک الحدیث عن الدولة من خلال خطاب سیاسی جدید یستطیع أن یواجه بشکل قوی وفعال کل هذه الإجراءات الإسرائیلیة الرافضة  والناسفة أصلا للعملیة السلمیة التی یدور الحدیث عنها، والسؤال الذی علینا کفلسطینیین أن نطرحه بدون مواربة أو تردد هو، أین ستقام الدولة الفلسطینیة، وعلى أیة حدود وفی أیة مناطق ، واقع الحال یقول بأنه لم یعد هنالک  أراض أو مکان یمکن أن تقوم علیه  الدولة الفلسطینیة، إسرائیل لم تبق لنا مکانا لکی نستطیع أن نبنی الدولة علیه، وبالتالی فإنه آن الأوان لتغییر الخطاب السیاسی الفلسطینی، إن الواقع فیما یجری على الأرض من قبل دولة الاحتلال الإسرائیلی  یستهدف کل شیء فی الأراضی الفلسطینیة المحتلة أو فی هذا الوطن الفلسطینی بما فی ذلک الشجر والحجر هذا عدا عن الإنسان الفلسطینی الذی هو على رأس قائمة الاستهداف الإسرائیلی، فی ظل هذا کله فقد  أضحى الحدیث عن قیام دولة  فلسطینیة على ما بات یعرف الأراضی المحتلة فی عام 1967 حدیث هش وهو حدیث مرتبط  بشکل أو بآخر بالمنطق الأمیرکی کضرورة أمنیة لدولة الاحتلال الإسرائیلی ،هذا المنطق هو منطق عبثی وغیر عملی ولا واقعی، إننا نعتقد بأن الدولة الفلسطینیة  المطروحة  والتی کثر الحدیث عنها لیس سوى دولة معازل وکانتونات ومقسمة وغیر متصلة جغرافیا ولا یمکن بحال من الأحوال أن تقوم  هذه الدولة ولا یمکن أن تکون قابلة للحیاة، لهذا فأنا أعتقد بأن الحدیث عن دولة واحدة لشعبین  أصبح هو الحدی الأکثر مناسبة وأعتقد بأن هذا هو الحل الأمثل وعلى هذا الأساس  فإننی اعتقد بان على الفلسطینیین إعادة النظر فی خطابهم السیاسی.

و رداً على سؤال حول اعتقاده باستقرار الکیان  بعد مضی 60 عاما على قیام دولة الاحتلال  قال : اعتقد بأن دولة الاحتلال وبعد کل هذه السنوات لن تکون جزءا من المشهد فی هذه الأرض وخاصة ذا ما استمرت بالممارسات العدوانیة بما فی ذلک الاستیطان واستهداف  القضیة الفلسطینیة والفلسطینیین بمدنهم وقراهم ومصادرة أراضیهم، یجب على إسرائیل وعلى العالم أن یفهم بأنه لن یکون هنالک استقرار فی هذه المنطقة من العالم ما دامت دولة الاحتلال مستمرة فی غیها وضلالها، کما اعتقد بان هذه الاحتفالات التی تقوم بها إسرائیل  هی من أجل إقناع الذات لیس إلا بالوجود أکثر مما هو حدیث عن واقع حقیقی صحیح أو واقع ملموس، انه نوع من إرضاء الذات الإسرائیلیة واعتقد بان هنالک قناعة لدى هؤلاء الذین یحتفلون بان الوضع لیس کما یتوهمون وأنهم یعلمون ذلک جیدا.

وبشأن العلاقات الرسمیة وشبه الرسمیة لبعض الدول العربیة  وکذلک العلاقات الاقتصادیة  مع الکیان الصهیونی قال خلیل لحام : حتى هذه الدول العربیة التی لا تتردد فی الارتباط بعلاقات مع دولة الاحتلال بغض النظر عن طبیعة العلاقات هی فی الحقیقة لا تمثل حقیقة ما یجری الآن، وهی فی الحقیقة دول غیر مستقلة، الأمور فی ظل العولمة اختلفت کثیرا وعلینا إن نراجع الکثیر من المفاهیم والعلاقات، فی ظل العولمة  هناک مفاهیم أخرى یجب العمل بتا وفهمها، هنالک واقع مختلف فالهند دولة نوویة ولکن أین هی الدولة الهندیة، والباکستان کذلک دولة نوویة وقوة إقلیمیة لا یستهان بتا لکن أین هو القرار الباکستانی المستقل وأین هی الباکستان، ألمانیا فیها قواعد أمیرکیة مذهلة وفی ایطالیا کذلک عدا عن السجون التی یستعملها الأمریکان فی هذه الدولة، السؤال هو أین استقلال هذه الدول، وأین سیادتها فی ظل الهیمنة الأمیرکیة على تلک الدول، اعتقد بأن أمیرکا قد استباحت العالم ، العالم استبیح أمام فاشیة العولمة وفاشیة أمیرکا.

وعن القدس وتعرضا للتهوید أکثر من أی وقت مضى و ماذا عملت لجنة القدس قال :الحقیقة هی أن القدس لیست معرضة للتهوید، لقد تم تهویدها، وهذا الحدیث عن إن القدس سوف یتم تهویدها هو حدیث غیر صحیح وهو لذر الرماد فی العیون، وهو من اجل التغطیة على الحقیقة حیث یخجل العرب والعالم الإسلامی من إن یقر بالحقیقة نتیجة عجز هذا العالم العربی والإسلامی، الموقف العربی والإسلامی من هذه المدینة الأکثر قداسة بعد مکة بالنسبة للمسلمین مع الأسف هو نفس الموقف العاجز من مجمل القصیة الفلسطینیة  وفیه الکیر من القصور والتقصیر، هذا إن لم یکن فیه ردة وهذا طبعا بمعزل عما یجمع العرب والمسلمین من آمال وآلام  وغی ذلک من القضایا لکن الحقیقة هی إن هنالک عجز مطبق.

( اجرى الحوار مراسل وکالة قدسنا  رشید شاهین )

ن/25