جمیل مزهر لقدسنا : إسرائیل لا تفهم إلا لغة القوة

عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة: لا بد من توقف المفاوضات واستمرار المقاومة، إسرائیل لا تفهم إلا لغة القوة، من یراهن على أمیرکا إنما یراهن على الوهم والسراب.

بیت لحم ـــ خاص من مراسل وکالة قدسنا

قال عضو اللجنة المرکزیة للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین السید جمیل مزهر فی لقاء مع وکالة قدسنا بان القضیة الفلسطینیة هی القضیة المرکزیة للأمتین العربیة والإسلامیة وأحرار العالم، کما قال بأن هنالک انحیاز کامل  من قبل الولایات المتحدة الأمیرکیة للکیان الصهیونی، وأضاف السید مزهر بان المطلوب من القیادة الفلسطینیة أن لا تستمر بالمسار التفاوضی لان هذا یصب فی المصلحة الإسرائیلیة، کما انه لا یجب الحدیث عن التهدئة وان المقاومة یجب أن تستمر لان الکیان الصهیونی لا یفهم إلا لغة القوة، وقد طالب السید مزهر الدول العربیة بان توحد مواقفها وان  تشکل أداة للضغط على أمیرکا ودولة الاحتلال من اجل منح الشعب الفلسطینی حقوقه الوطنیة المشروعة.

فحول نظرته فی الذکرى ألـ 60 للنکبة  إلى الواقع الفلسطینی قال :اعتقد بأن القضیة الفلسطینیة الآن وکما کانت دوما هی قضیة الأمة العربیة والإسلامیة، وهی ومهما حصل  سوف تبقى القضیة المرکزیة للأمة، کما أعتقد انه وبرغم تنکر دولة الاحتلال الإسرائیلی للحق الفلسطینی إلا أن هذه القضیة لا تزال العنوان الرئیسی فی المحافل الدولیة، کما أنها مدعومة من کل الأحرار والشرفاء فی العالم أجمع، طبعا هناک انحیاز کامل من قبل الولایات المتحدة الأمیرکیة للکیان الصهیونی، وهی تدعم هذا الاحتلال المجرم بکل ما یقوم به من عدوان متواصل على أبناء شعبنا، کما تقف إلى جانب إسرائیل فی تنکره وإنکاره لحق شعبنا الفلسطینی،  وهذا طبعا یأتی فی إطار المخطط الأمیرکی للهیمنة على المنطقة العربیة والشرق الأوسط بشکل عام، وهی کذلک تحاول دعم هذا الکیان من اجل إبقاءه مسیطرا فی المنطقة ومن اجل أن یکون راعیا لمصالحها فی المنطقة، ونحن نقول بأنه یجب أن یکون هناک موقف فلسطینی موحد فی هذه الفترة الحرجة، وأن یتم إنهاء حالة الانقسام الموجودة فی الصف الفلسطینی، وذلک حتى نستطیع مواجهة الصعاب والتحدیات وحتى نستطیع البناء على هذا الموقف الموحد، وحتى نصل إلى موقف عربی إسلامی داعم لمواجهة الإجرام الصهیونی وبالتالی أن یتم البناء من اجل الحصول على الدعم الدولی اللازم  من اجل مواجهة أمیرکا وإسرائیل.

وأضاف : لهذا فنحن نعتقد فی الجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین بأن المطلوب من الشعب الفلسطینی أن یبذل جهودا إضافیة فی تغلیب المصالح الوطنیة العلیا على المصالح الفئویة والحزبیة، وبشکل خاص بالنسبة للإخوة فی حرکتی حماس وفتح، الذین هم مطالبون بان یعودوا إلى الوحدة وإنهاء حالة  الانقسام، وحتى نستطیع أن نتمسک بخیار المقاومة باعتباره خیارا استراتیجیا رئیسیا لمواجهة العدوان الإسرائیلی والتوقف عن الرهان على الإدارة الأمیرکیة ، ونحن نعتقد أن من یراهن على الولایات المتحدة الأمیرکیة إنما یراهن على الوهم وعلى السراب ونعتقد بان إسرائیل تقوم  بخداع وتضلیل المجتمع الدولی  بینما هی تواصل مخططاتها على الأرض.

و رداً على انه کیف یمکن قراءة التهدئة فی هذا التوقیت المتزامن مع ذکرى تأسیس إسرائیل والنکبة الفلسطینیة صرح جمیل مزهر :بتقدیری انه لا یمکن ولا یجوز الحدیث عن التهدئة فی ظل استمرار الاحتلال واستمرار العدوان الإسرائیلی على شعبنا الفلسطینی، فالمقاومة هی حق لشعبنا کما هی حق لکل شعوب الأرض وهذا ما تنص علیه شرعة ومواثیق الأمم المتحدة ، ولذلک فان  الاحتلال  کان دوما  هو من یبدأ بخرق التهدئة ویستمر فی العدوان ، نحن نعتقد بأن  هذا العدو لا یفهم إلا لغة القوة والمقاومة، لهذا فعلینا أن ندعم  شعبنا ومقاومته وعلینا تشکیل جبهة مقاومة واحدة وموحدة تدیر معرکة المقاومة بکل ما فیها من تفاصیل ضد العدو الإسرائیلی وأن  تکون حرکة المقاومة هذه فی خدمة المصالح العلیا للشعب الفلسطینی وعلى أی حال فإننا نرى بأن التهدئة لا تستقیم فی ظل استمرار الاحتلال والعدوان والإجرام والاستیطان وجدار الفصل العنصری وکل الممارسات الإجرامیة بحق شعبنا، وعلى هذا الأساس علینا أن نتمسک بالثوابت الفلسطینیة وبالحق فی المقاومة.

وحول مدى قناعته بالمواقف والدعم العربی للقضیة الفلسطینیة ، قال :استطیع القول بأن هناک معسکر عربی متواطئ مع العدوان الصهیونی على شعبنا الفلسطینی، کما أن هنالک تواطؤ مع الإدارة الأمیرکیة، ومع شدید الأسف لا یوجد موقف عربی موحد جریء یستطیع أن یقف فی وجه المخططات الأمیرکیة والإسرائیلیة،ونحن لا نطالب الدول العربیة بتجییش الجیوش  وإعلان الحرب، لکن یمکن أن تمارس الدول العربیة ضغطا على المجتمع الدولی من خلال ما تملکه من مقدرات للقوة سواء الاقتصادیة أو غیرها، نحن نعتقد بأن هنالک الکثیر  من الطاقات فی العالم العربی التی یمکن استخدامها من اجل إجبار إسرائیل وأمیرکا  على الاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطینی ووقف العدوان الإجرامی  ونحن نعتقد  أن إمکانیات الأمتین العربیة والإسلامیة إذا ما استخدمت بشکل صحیح  یمکن أن تشکل أدوات ضغط  على هذا العدو وعلى الإدارة الأمیرکیة حتى یتم الاعتراف بحقوق شعبنا.

وحول ما تقوم إسرائیل ببناء المستوطنات وبتهوید القدس وبکل ما یمکن أن یحول دون قیام الدولة الفلسطینیة ولا زالت المفاوضات مستمرة هل هذا مجدی ، قال : لقد قلنا  أن مسار المفاوضات  هو مسار وخیار عقیم ولم یقدم حتى اللحظة أی شیء لصالح حقوق شعبنا الفلسطینی المشروعة لا بل على  العکس من ذلک حیث یمکن القول  بان إسرائیل تستغل هذه المفاوضات من اجل التغطیة على المجازر التی تقوم بها  وهی وخلال هذه المفاوضات تستمر فی بناء المستوطنات وجدار الفصل  العنصری واستمرار تقطیع أوصال الوطن، ولا نزال نصر على ان هذا الخیار  هو خیار عقیم لم یأت للشعب الفلسطینی بأیة فوائد والمطلوب مراجعة هذا الخیار وبناء إستراتیجیة  سیاسیة جدیدة مبنیة على التمسک بالحقوق الوطنیة  والتمسک بعقد مؤتمر دولی  یتمتع بصلاحیات کاملة وبإشراف الهیئة الدولیة من اجل وضع  آلیات للحل  ولتنفیذ القرارات الدولیة وعلى رأسها حق العودة وتقریر المصیر وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضاف : إننا نعتقد أن استمرار المفاوضات هو فی الواقع إسناد  لکل ما تقوم به دولة الاحتلال من تهوید للقدس  وغیر ذلک من إجراءات على الأرض ، ونحن نعتقد بان القدس التی تم تشکیل لجنة تعالج أمورها سمیت بلجنة القدس تتعرض لکل هذا الذی تتعرض له تحت سمع وبصر هذه اللجنة،  وهذه اللجنة مع الأسف مثل غیرها من اللجان التی تم تشکیلها لمعالجة الکثیر من القضایا  وهی لجان عاجزة بالمجمل، فالقدس لا زالت تهود والجدار لا زال یتم بناؤه ولم تحرک لجنة القدس ولا سواها أی شیء، کما أننا لم نر أی فعل حقیقی على الأرض، فالحفریات مستمرة والتهدید بهدم الأقصى لا زال مستمرا ، الأنظمة العربیة واللجان لم تفعل شیئا ، المطلوب  هو حرکة جماهیریة واسعة  من اجل حمایة القدس  والشعب الفلسطینی  خاصة وان القدس هی من أقدس الأماکن بالنسبة للعرب والمسلمین، على العرب أن یقوموا بدورهم الحقیقی تجاه مقدساتهم.

وحول موضوع الى أین وصلت إسرائیل بعد 60 عاما على تأسیسها ، قال : إسرائیل التی قامت  على السرقة والاغتصاب للأرض الفلسطینیة والسیطرة بدون مسوغات قانونیة أو شرعیة، ولذلک فإننا نعتقد  بحتمیة زوال هذا الکیان، وهی قامت من اجل خدمة المصالح الاستعماریة وعلى رأسها أمیرکا، ونعتقد بان هذه الدولة لا بد زائلة، وقد کانت حرب لبنان اکبر دلیل على أن هذه الدولة هی دولة هزیلة، مقولة أن جیش الاحتلال لا یقهر ثبت بطلانها فی لبنان، هذا الجیش الذی کان یخوف الأنظمة أصبح یقهر ویتم إذلاله على أیدی أبطال حزب الله ، ولا ننسى بان إسرائیل عندما قامت بالانسحاب من قطاع غزة إنما قامت بذلک بفعل المقاومة الباسلة، کما کنا لاحظنا بان محاولات إسرائیل الأخیرة لاجتیاح بعض مناطق القطاع جوبهت بمقاومة شرسة ومنیت بخسائر ودفعت ثمنا غالیا لذلک نقول انه وفی إطار التمسک بخیار المقاومة فإننا نعتقد أن هذه الدولة إلى زوال.

وبشأن جهود المصالحة بین حماس وفتح قال : قدمنا مبادرة من اجل المصالحة بین الإخوة فی فتح وحماس وتم تبنی تلک المبادرة من قبل جمیع الفصائل والقوى بما فیها مؤسسات المجتمع المدنی  والأخوة فی الجهاد الإسلامی وقد تم الاتفاق على القیام بحملة شعبیة لم توفق لأسباب معینة إلا أننا سوف نعاود المحاولة مجددا من اجل تشکیل جبهة ضاغطة من الجماهیر الفلسطینیة على الحرکتین من اجل المصالحة، نحن نعتقد بان لا خیار أمامنا إلا بالوحدة من خلال الحوار القائم على أساس تشکیل حکومة وحدة مؤقتة تقوم ببناء أجهزة أمنیة على أساس وطنی بعیدا عن الحزبیة والفئویة، تمهد لانتخابات رئاسیة وتشریعیة  على أساس التمثیل النسبی وتفعیل منظمة التحریر کممثل شرعی وحید للشعب الفلسطینی  بما یضمن مشارکة الأخوة فی حماس والجهاد  وان تمثل الشعب الفلسطینی فی کل أماکن تواجده وان تکون أداة کفاحیة من اجل تحقیق الأهداف الوطنیة لشعبنا.

( المقابلة من اعداد رشید شاهین )

ن/25