عمر عبد الهادی لقدسنا:أحداث غزة الجسام أظهرت لنا صمت الأنظمة العربیة على حصار القطاع وصمت الغرب المتصهین

صرح الدکتور عمر عبد الهادی  فی حدیث له  مع مراسل وکالة قدسنا حول احداث غزة : بعد الهجمة العسکریة الإسرائیلیة الشرسة والغادرة على قطاع غزة المحاصر والتی ما زالت مستمرة تدفق الدم الغزی الطاهر ومازال یتدفق مغادرا أجساد المئات من أطفال ونساء ورجال غزة فی مشهد اهتزت له نفوس وارواح أحرار العرب والمسلمین فی کل مکان , لقد باتت غزة العنوان الأول للصمود والمثال الأول للتضحیة وللمظلومیة .

وأضاف الخبیر والمحلل الاردنی : المظلومیة التی یقاسیها ملیون ونصف من ابناء الشعب الفلسطینی المحاصر فی وطنه الصغیر من الجهات الاربع , و المفروضة على أکثر بقع الأرض إکتظاظا بأبناء آدم ، لا ینفرد بها العدو الصهیونی بل توسع الحصار لتشارک به الدول العربیة المجاورة لغزة وعلى رأسها الدولة المصریة المقیدة بإتفاقات مذلة مع اسرائیل والتی تخشى الغضب الإسرائیلی أکثر من خشیتها من الغضب الإلهی .

وأضاف الدکتورعمرعبد الهادی : لقد امس جمیعنا وشاهد کیف ترتعد فرائص النظام المصری  إذا ما لمحّت له اسرائیل أو أمیرکا بعدم الرضى. وغنی عن القول ان کوندولیزا رایس أطلقت تسمیة المعتدلین العرب على الحکام المفرّطین بحقوق وآمال شعوبهم أما احرار الأمة فینعتون هؤلاء الحکام بالمتطرفین والمغالین الذین تطرفوا وغالوا فی معاداة شعوبهم ثم أخذوا یفعلون أی شیء من أجل الإبقاء على کراسیهم وعروشهم  ولا شک انهم یشارکون النظام المصری بالفزع نفس.

و اردف الخبیر الدکتور عمر عبد الهادی فی حدیثه مع  مراسل وکالة قدسنا : قبل أکثر من شهر تصدرت غزة واجهة الأحداث حین أقدم شعبها الفلسطینی المجاهد والمقاوم على هدم السور الفاصل بین رفح الفلسطینیة ورفح المصریة بعد أن أعیاه حصار أعدائه له الذی أحکم علیه من قبل الصهاینة وبعض العرب المتصهینین , لقد ثار الغزیون على الحصار والظلم وفجروا الأسوار التی تحاصرهم ثم تدفقوا فوق الأراضی المصریة بمئات الأولوف من أجل تأمین إحتیاجاتهم المعیشیة , حادثة إجتیاز الحدود أظهرت حجم الغضب الفلسطینی وعلو همته فبسواعد خالیة من السلاح وبقلوب عامرة فی الآیمان ونفوس مقاومة ومقدامة حطم هذا الشعب العظیم جدران الحصار وانتصر فی تلک الجولة من المواجهات .

إن أحداث غزة الجسام أظهرت لنا صمت الأنظمة العربیة على حصار القطاع وصمت الغرب المتصهین وشاهدنا الشلل الذی أصاب مجلس الأمن الدولی الذی لم یحرک ساکنا لا من أجل فک الحصار الخانق عن ملیون ونصف من الفلسطسنیین قبل أکثر من شهر ولا من أجل إنقاذهم من آلة الفتک الإسرائیلیة المتوحشة التی غدرتهم منذ أیام قلیلة وما زالت متربصة بهم حتى تاریخ کتابة هذا المقال, لقد إعتدنا مشاهدة هؤلاء الصامتین من الغرب والعرب ومشاهدة مؤامراتهم على شعوبنا وقضایانا وللصامتین العرب أقول سوف تخرجون عن صمتکم حین تصل نار المقاومة والثورة الى قصورکم وغرف نومکم والعاقبة للمتقین.

 و أضاف : سوف لن تنجح اسرائیل فی کسر عنفوان ابناء غزة الذین أصبحوا فی مقدمة مقاومی الشعب الفلسطینی سواء من تواجد منهم فی الداخل أو فی الشتات ,وکل من یحاول ابعادهم عن مقاومتهم الأسلامیة والوطنیة لن یکون مصیره سوى الفشل , إن الغزیون یدفعون ضریبة إحتضانهم للمقاومة ورفضهم لمسار التسویة القائمة على التفریط فی حقوقهم وحقوق امتهم المشروعة ,إنهم یرفضون المسار المذل الذی تتبناه مجموعة من أشخاص أصحاب لمصالح خاصة رائحتهم الکریهة أصبحت تزکم الأنوف وباتوا منبوذین من شعبهم الذی یرفض شرعیتهم وتمثیلهم له تحت مسمى السلطة الفلسطینیة.

کل نقطة سالت على تراب غزة من دماء ابنائها سوف تنبت سنبلة محملة بحبات الحیاة وسوف تؤسس لتغییر وجه المنطقة المتعطشة للنصر الذی وعدنا الله به حیث قال: " إن تنصروا الله ینصرکم ویثبت أقدامکم.." . إغضب یا أخی العربی وأغضب یا أخی المسلم وانت تشاهد دماء الغزیون تختلط بالتراب الفلسطینی المقدس, اغضب وانتفض لکن لا تحزن لأن دماء اخوانک هی محرکک ومحفزک من أجل الثورة وهی التی سوف تصنع التغییر الذی انتظرته طویلا أخی العربی , ان دماء الغزیون سوف تجلب لک النصر الذی تنشده بعون الله.

ن/25