الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مصطفى البرغوثی لقدسنا : لابد من وقف المفاوضات ومقاومة الضغوط الخارجیة و وضع حد لحالة الانقسام الداخلی

أکد الأمین العام للمبادرة الوطنیة وزیر الإعلام فی حکومة الوحدة الوطنیة التی تشکلت بعد فوز حماس فی الانتخابات التشریعیة فی مقابلة مع مراسل وکالة قدسنا انه لا بد من وضع حد لحالة الانقسام الداخلی التی تشهدها الساحة الفلسطینیة منذ سیطرة حماس على قطاع غزة وما قبل ذلک، ولا بد من توفر النوایا الصادقة لدى کل من فتح وحماس فی هذا الشأن کما أشار إلى ضرورة مقاومة الضغوط الخارجیة  والتخلی عن الوهم  بأن هنالک سلطة  فی حین أنها لیست سوى سلطة وهمیة تحت هیمنة الاحتلال بشکل کامل کما دعا إلى أن تکون التهدئة التی کثر الحدیث عنها خلال الفترة الأخیرة شاملة للضفة والقطاع وطالب الدکتور البرغوثی بوقف المفاوضات الجاریة والتی لا تخدم سوى إسرائیل .

وحول الأوضاع فی الساحة الفلسطینیة فی ظل استمرار هذا الانقسام والخلافات بین حماس وفتح والى أین وصلت المبادرة الیمنیة ، صرح الدکتور البرغوثی: من الواضح بأن المبادرة الیمنیة لم تنجح، والجمود فی هذا الشأن لا زال هو السائد، ومما لا شک فیه بأن الوضع خطیر وأن إسرائیل تستغل بشکل کبیر وبشع حالة الانقسام الموجودة بین أبناء الشعب الواحد، وهی تبطش بالشعب الفلسطینی وقد رأینا البارحة ما حصل  من قتل للمدنیین فی غزة، کما ورأینا ملامح الاستهتار الإسرائیلی بالشعب الفلسطینی وبالرأی العام الدولی، لقد شاهدنا قتل المدنیین وللأسف لم تنجح المبادرة الیمنیة ولکن إذا أردنا أن نرى تغییرا حقیقیا على الأرض فیما یتعلق بالوحدة الداخلیة بشکل أساس فلا بد من توفر ثلاثة شروط هی :

أولا: أن یکون هناک نیة صادقة للاتفاق لدى حرکتی فتح وحماس

ثانیا: أن تتوفر الإرادة من اجل مقاومة الضغوط الخارجیة المناهضة للوحدة الوطنیة

ثالثا: أن یبدی الطرفان استعدادا للتخلی عن الوهم، هذا الوهم المتمثل بالاعتقاد بأن هنالک سلطة حقیقیة وأنها محل تنازع بین الطرفین، فی حین أن الواقع یقول أن هذه لیست سوى سلطة وهمیة وهی تحت هیمنة الاحتلال الإسرائیلی بالکامل.

ورداً على سؤال بشأن الأوضاع فی قطاع غزة والتی وصلت إلى مستوى من التدنی غیر معقول ، قال البرغوثی : من الطبیعی أن یکون هنالک انفجار، فالشعب فی القطاع محاصر منذ أکثر من عامین حیث یحرم الإنسان من لقمة عیش أطفاله کما أن معدل البطالة وصل إلى نسبة مخیفة حیث وصل حجم البطالة إلى أکثر من 60% ، کما أن حدود الفقر أصبحت غیر معقولة حیث وصلت إلى ما یزید عن 80% ، أما القضیة الأخطر والأهم فهی أنه لا یبدو أی شیء فی الأفق کما لا یوجد أمل بحل للواقع المریر  وبالتالی وفی مثل هذه الحالة من السوء فلا بد للوضع أن ینفجر لأن أقصى ما یمکن أن یتحمله الإنسان هو أن یتم المساس بلقمة عیشه وأطفاله، والحصار المفروض على غزة خطیر جدا عدا عن کونه غیر مبرر ولا إنسانی بکل المقاییس، الناس فی غزة تنتظر مبادرات أو تدخلات لکن إن لم یتحقق ذلک فإنها فی نهایة الأمر سوف تتمرد وسوف تنفجر ، نعم هذا صحیح وهذا قد یحدث فی أی لحظة.

و حول رأیه من ان الرئیس عباس و بعد عودته من واشنطن لم یعد یتحدث بنفس النبرة المتفائلة التی کان یتحدث بها قبل سفره إلى هناک ، قال الدکتور البرغوثی : فی الواقع نحن لم نفاجأ، ربما تفاجأ هو – أبو مازن- وقد کنا حذرنا من ذلک عندما أشرنا إلى أن مؤتمر أنابولیس لیس سوى مناورة من أجل منع قیام سلام حقیقی، کما أنه یهدف إلى تفریغ المبادرة العربیة من محتواها ومضمونها، وکنا نقول ذلک بالأرقام والمعطیات، وکیف أن الأمور ساءت بعد أنابولیس أکثر مما کان علیه الأمر قبل أنابولیس. فقد ازدادت الهجمات الإسرائیلیة 300%، ووتیرة الاستیطان ازدادت 20 مرة عما کانت علیه من قبل، والحواجز التی یقال أنها یتم تخفیفها ازدادت ولم تنقص. کما أن إسرائیل تعلن بصراحة أنها لن تتفاوض فیما یتعلق باللاجئین والقدس والمستوطنات والحدود، إذن لماذا المفاوضات، لقد أصبحت المفاوضات ستارا تتغطى به إسرائیل  کما وتغطی بها جرائمها، ولذلک فإن القرار الفلسطینی یجب أن یکون بوقف هذه المفاوضات  ورفع هذا الغطاء عن إسرائیل وألا یتم استئناف أی مفاوضات فی المستقبل إلا ضمن شروط هی :

-   وقف کلی ونهائی لبناء جدار الفصل العنصری تمهیدا لإزالته

-  وقف العدوان والحصار على الشعب الفلسطینی

-  أن یتم وقف الاستیطان وأن یتم ذلک بضمانات ورقابة دولیة فعالة

وبشأن المسار السوری الإسرائیلی فی ظل ما یتردد عن تفعیل العملیة السلمیة بین سوریا واسرائیل وهل یؤثر ذلک على المسار الفلسطینی ، صرح قائلاً : لست متأکدا إذا ما کان هنالک تقدما فی هذا المجال لا بل اعتقد بأن إسرائیل تلعب لعبة تتمثل فی محاولتها استخدام المسارات التفاوضیة من اجل ضربها بعضها ببعض.

وحول اجتماع الفصائل الفلسطینیة بهدف التهدئة وهل هنالک فی أجندة الاجتماع مواضیع أخرى سوف یتم التطرق إلیها ، صرح السید البرغوثی: اعتقد أن الموضوع الأهم هو التهدئة، وعلى أی حال فإننا نصر على هذا الموضوع وعلى أن تکون هذه العملیة شاملة للضفة والقطاع، وإلا فإنها سوف تلحق بکل عملیات التهدئة التی سبقتها،  کما أن إسرائیل سوف تعمل  على التصعید فی الضفة من خلال الاغتیالات وغیر ذلک. أن تتم التهدئة فی غزة فقط  لن یکون سوى فی المصلحة الإسرائیلیة،  وسوف تقوم إسرائیل بنسف هذه التهدئة ثم تحمل المسؤولیة للفلسطینیین، لا یجب إن یکون هناک تهدئة فی غزة بمعزل عن الضفة.

( اجرى الحوار رشید شاهین )

ن/25

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140311







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)