نقولا ناصر لقدسنا : الهدف من أی حرب على سوریا ، هو اجبارها على "تقسیم مرتفعات الجولان"
صحفی فلسطینی : امریکا ارغمت اسرائیل على مواصلة هجومها على لبنان فی تموز 2006
الهدف من أی حرب على سوریا ، هو اجبارها على "تقسیم مرتفعات الجولان" لان اسرائیل تریدا جزءا من مرتفعات الجولان
الکثیر من المراقبین یعتبر الغارة الاسرائیلیة على موقع سوری فی ایلول / سبتمبر الماضی استفزازاً لدمشق التی التزمت بالهدوء على حدودها منذ حرب عام 1973 ،من هذا المنطلق اجرت وکالة قدسنا حدیثاً مع الصحفی والکاتب الفلسطینی " نقولا ناصر " حول الموضوع فقال : بالرغم من نفی الطرفین الرسمی على ارفع المستویات لای نیة فی الحرب فان مقدمات اندلاعها ملموسة على الارض فعلا یعززها الاختناق فی کل قضایا التماس السیاسی ، وخصوصا اللبنانیة والفلسطینیة ، غیر ان واشنطن تمسک بفتیل اشعالها ، والکثیر سوف یعتمد على حدوث اختراق "سلمی" تشیر کل الدلائل الى انه لن یحدث لا على المسار الفلسطینی ولا على المسار السوری ، مما یبقی خیار الحرب هو الوحید المعلق بضوء اخضر امیرکی .
وأضاف السید نقولا ناصر فی حدیثه مع وکالة قدسنا : یمکن القول ان الولایات المتحدة خلال الشهور الثمانیة المتبقیة حتى انتهاء ولایة الرئیس الامیرکی جورج بوش مهیأة لمغامرات عسکریة جدیدة فی الشرق الاوسط وهذه الفترة سوف تمتد لاربع سنوات لاحقة بشکل مؤکد إن فاز فی انتخابات الرئاسة الامیرکیة المقبلة مرشح الحزب الجمهوری ، جون ماکین ، الذی کرر اعلان التزامه بنهج بوش فی السیاسة الخارجیة فی حال فوزه . هجوم اسرائیل على لبنان فی تموز 2006 اظهر ان اسرائیل عند نقطة ما ،ارادت وقف القتال لکن الادارة الامیرکیة ارغمتها على مواصلتها و دمشق تعرف الان بانه یوجد فی الادارة الامیرکیة من یریدون هذه الحرب ثانیة . ویکاد یکون من شبه المؤکد ان دعاة الحرب موجودون فی البنتاغون الذی ارسل بوارجه الحربیة قبالة السواحل السوریة واللبنانیة مؤخرا لتکون فی مواقعها جاهزة لعملیات مشترکة مع اسرائیل ضد سوریا مباشرة او فی لبنان .
وأضاف السید نقولا ناصر فی حدیثه مع مراسل وکالة قدسنا :لقد کان اعلان بوش لسوریا وایران رکنین اقلیمیین لما سماه "محور الشر" العالمی دلیل انذار على ادراک ادارته بان خریطة الشرق الاوسط الکبیر او الجدید التی ترسمها للمنطقة انطلاقا من العراق وفلسطین یمکن ان تتعثر او حتى تتحطم على حدود هذین البلدین . ومن ناحیة اخرى صرحت وزیرة الخارجیة الاسرائیلیة تسیبی لیفنی فی قطر بان الوضع الناجم عن سیطرة حماس على قطاع غزة یمثل العقبة الرئیسیة امام قیام الدولة الفلسطینیة الموعودة وبالتالی فانها حملت المسؤولیة عن فشل المفاوضات التی اطلقتها الولایات المتحدة فی انابولیس اواخر العام المنصرم لحماس وسوریا التی تدعمها .
وأضاف :الهدف من أی حرب على سوریا ، هو اجبارها على "تقسیم مرتفعات الجولان" بین تل ابیب ودمشق لان "اسرائیل تریدا جزءا من مرتفعات الجولان وهذا امر رفضه (الرئیس السابق حافظ) الاسد الاب" وبالطبع یعارضه الرئیس الحالی بشار الاسد والشعب السوری من ورائه.
ان أی نجاح عسکری امیرکی - اسرائیلی فی لبنان وفلسطین سیکون حربا بالوکالة ضد سوریا وهو امر لا تستطیع الاستراتیجیة الامنیة الوطنیة السوریة التسامح معه ،و لان الهدف منه احکام طوق الحصار حول سوریا حتى تذعن راضیة او مکرهة لشروط السلام الاسرائیلی . ان المؤسسة العسکریة للکیان الصهیونی ملتزمة علنا منذ انشائها بمبدأ "الحرب الوقائیة" الذی سوغت به ستة حروب عدوانیة کبرى للتوسع الاقلیمی على حساب الدول العربیة المجاورة ومثلما اکدت الحرب الاسرائیلیة الاخیرة على لبنان فان تل ابیب ما زالت ملتزمة بهذا المبدا الذی تفاقم خطره على الامن الاقلیمی والاستقرار فی الوطن العربی وجواره الشرق الاوسطی بعد وصول المحافظین الجدد الذین یتبنون المبدا نفسه الى قیادة الحزب الجمهوری والدولة الامیرکیة ، الراعی الاستراتیجی لدولة الاحتلال الاسرائیلی . لذلک لا یمکن تفسیر التقاریر الاسرائیلیة المبالغ فیها عن تدریبات للدفاع المدنی واعادة نشر للقوات السوریة الى مواقع دفاعیة الا فی سیاق تهیئة الرای العام للحرب علیها کمسوغ اضطرت تل ابیب الى ترویجه لان السوریین لم یترکوا لها أی ذریعة للعدوان علیهم ، ومثل ذلک التقاریر الاعلامیة عن حملة تسلح سوریة جدیدة مرة من ایران واخرى من کوریا الجنوبیة وثالثة من روسیا حیث یکاد یکون المصدر لهذه التقاریر جمیعها.
و اردف السید نقولا ناصر فی حدیثه مع قدسنا قائلاً :ان الغارة التی انتهکت حرمة الاجواء السوریة وشنها سلاح الجو الاسرائیلی على موقع سوری فی قریة تل ابین قرب دیر الزور فی ایلول / سبتمبر الماضی کانت استفزازا وانذارا مبکرا اشعل الضوء الاحمر فی وزارة الدفاع السوریة بان الهدوء الذی التزمت دمشق به على حدودها التزاما صارما منذ حرب عام 1973 مهدد تهدیدا جادا .و لقد الف کثیر من المحللین العرب القول الشائع انه لا حرب عربیة مع اسرائیل دون مصر ولا سلام معها دون سوریا ، غیر ان ما اعقب معاهدتی الصلح المصریة والاردنیة مع اسرائیل ثم اتفاقیات السلام الفلسطینیة الاسرائیلیة من سلام حکومی بارد تکافح القیادات الثلاث لحمایته على علاته من الرفض الشعبی له وفشل هذه المعاهدات والاتفاقات فی منع اندلاع حروب اقلیمیة ، سیؤدی دولة الاحتلال الى خوض حروب "طویلة" ضد العرب لا تعتمدها فی استراتیجیتها العسکریة التقلیدیة التی تعتمد الحرب "القصیرة" ، وکل ذلک وغیره یمثل الاتجاه لشن حرب جدیدة تندلع ضد سوریا مباشرة او بالوکالة لتثبت ان الحرب وقعت وتقع دون مصر لکن السلام الاقلیمی لن یستتب دون سوریا .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS