الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ابو شاویش : لو ترک الامر للشعوب العربیة لتدفقوا لنصرة شعبنا المحاصر فی غزة

صرح السیاسی والصحفی الفلسطینی السید زیاد ابو شاویش ان انخفاض مستوى الإحساس بقیم العروبة والإسلام لدى معظم القادة العرب من الاسباب التی جعلت العدو یصعد فی اعتداءاته  على غزة  على الفلسطینیین  بصورة عامة .

و اضاف فی حدیثه مع مراسل وکالة قدسنا  حول الأهداف التی یتوخاها الکیان الصهیونی من وراء التصعید فی غزة : أرى أسباباً متعددة ومتنوعة منها الأمنی ویتعلق بالضغط بأقصى قوة وبقسوة شدیدة من أجل منع إطلاق الصواریخ والتی تشکل ملاذاً أخیراً لرجال المقاومة للرد على عملیات القتل الوحشی التی تقوم بها قوات الاحتلال ضد أبناء غزة ، کما یأتی هدف إلحاق أکبر قدر من الخسائر فی الأرواح وخاصة للقادة المیدانیین ضمن الأهداف الأمنیة وتحلم اسرائیل بأنه یمکن بهذا الأسلوب خلق حالة من الإحباط وکبح جماح المقاومة ومنع انضمام المزید من الشباب والمجاهدین لصفوف المقاومة ، وأخیراً وفی الإطار الأمنی ترید اسرائیل أن تقول لجیشها ولمستوطنیها المذعورین أن لدیهم دولة منیعة وقادرة على إلحاق الأذى بالخصوم وهو ما یضفی بعض الهیبة على دولة مدججة بالسلاح لکنها محکومة بعقدة الفناء على أیدی أصحاب الحق وسعیها الدائم لترسیخ معادلة التفوق فی نفوس مواطنیها لمنعهم من الهجرة خارج الکیان الصهیونی .

وأضاف : أما فی الأسباب السیاسیة للتصعید فیمکننا القول أن أهم هذه الأهداف تتمثل فی إجبار المقاومة وخصوصاً حرکة حماس على التسلیم بشروطها للتهدئة توطئة لفرض مزید من التنازلات السیاسیة علیها بهدف تطویعها وجرها لمستنقع الاعتراف أو التسویة لتفقد الحرکة مبرر وجودها کمقاومة .

وفی الأهداف السیاسیة إبقاء الانقسام بین الضفة وغزة بخلق حالة من الاختلاف النوعی بین الحیاة فی الضفة والحیاة فی قطاع غزة مما یؤدی تدریجیاً إلى خلق حالة من التمرد والغضب لدى أبناء القطاع حین یرون الجو الهادىء والحیاة الرغیدة فی الضفة بخلاف واقعهم ، الأمر الذی یؤبد القطیعة ویجعلها أکثر حدة . وفی السیاسیة أیضاً الضغط على المفاوض الفلسطینی لتقدیم مزید من التنازلات تحت وطأة الإرهاب والتخویف بممارسة العدوان على شاکلة ما تقوم به فی غزة ، ومن ثم إرغام هذا المفاوض أما على تقدیم هذه التنازلات أو وقف المفاوضات والانسحاب منها للقول للعالم أن الفلسطینیین لا یرغبون فی السلام وغیر ذلک من حدیث متکرر حول تضییع الفرص .

وفی آخر الأهداف السیاسیة والمعنویة ترغب الحکومة الصهیونیة فی القول أن هزیمتها فی لبنان العام 2006 لن تتکرر فی قطاع غزة ، وأن قدرتها على الإمساک بزمام المبادرة لا زالت قویة .

وحول أسباب الصمت العربی تجاه المجازر التی یرتکبها الکیان الصهیونی بحق أهالی غزة  قال السید ابو شاویش : ان ذلک یعود أیضاً لعدة أسباب منها ، عقدة الخوف من الغضب الأمریکی والاهتمام بمصلحة النظام على حساب القضایا القومیة . الخشیة من انفلات الأمور تجاه المساندة لتتحول إلى ثورة شعبیة قد تغیر الوضع القائم باتجاه ثورة لا تبقی صاحب السلطة فی موقعه . انخفاض مستوى الإحساس بقیم العروبة والإسلام لدى معظم القادة العرب بعد التشوهات التی لحقت ببنیتنا الفکریة وحالة الفساد والإفساد السائدة فی معظم الدول العربیة .

حالة الانقسام المزریة فی الوطن العربی والصراعات القائمة ، ناهیک عن مؤشرات لحروب أهلیة تذر قرنها فی أکثر من مکان ولا تترک مجالاً للاهتمام بغیرها من العناوین ، وهی فی هذا تشبه المعضلات التی یتم خلقها هنا وهناک کدارفور فی السودان والتدخل الأجنبی فی الصومال وهکذا نجد سیاسة الفوضى الهدامة تعمل بنشاط فی أکثر من مکان .

وأضاف :ومع کل ما تقدم فان المواطن العربی یتفاعل مع قضیة غزة ویعبر عن تضامنه مع أهلنا هناک بشتى الطرق ووجدنا تعبیرات لذلک فی کل مکان من الوطن العربی ، ولو ترک الأمر للناس لوجدتهم یتدفقون لنصرة شعبنا المحاصر فی غزة .

ورداً على سؤال حول عدم  هبة الشعوب العربیة لنصرة أهالی غزة صرح السید زیاد ابو شاویش : هنالک سبب واضح یتمثل فی قمع الأنظمة العربیة لشعوبها ومنعها من التعبیر عن رأیها وکبح إرادتها فی التعبیر عن نفسها وما ترید بالحدید والنار لیس فقط تجاه قضیة فلسطین والجهاد فی سبیل نصرة الحق بل کذلک تمنعها من التعبیر عن نفسها تجاه قضایاها المحلیة .

وفی باقی أسباب منع قیام هبة جماهیریة سنجد الأزمات الاقتصادیة وحالة الإفقار المتعمد سواء من الأحزاب الحاکمة أو من السلطات التابعة للغرب لوضع المواطن العربی أمام هم وحید اسمه لقمة العیش ، وهذا السبب مهم وخطیر کما تلاحظون . ثم بعد ذلک یجیء دور الثقافة والوعی وغیرها من الأسباب التی تحد من القدرة أو تعطل خلق الأرضیة لمثل الهبة التی تطالبون بها وبشأن السلام الذی تزعم اسرائیل أنها تریده وهل هو للتغطیة على جرائمها صرح ابو شاویش: إن اسرائیل لا ترید السلام المبنی على العدل والحق بل السلام الذی یحقق لها کل الأهداف المرسومة لدولتها السرطانیة وفی مقدمتها تنازل الفلسطینیین عن أرضهم وحقوقهم . کما أن اسرائیل لا تتورع فی إعلان رفضها للسلام سواء عبر تصریحات قادتها العنصریین أو عبر ممارسات من نوع بناء المستوطنات والعدوان الوحشی عل القطاع ، کما بالحصار والتجویع وتقطیع أوصال الضفة الغربیة ووضع مئات الحواجز على الطرقات ، ناهیک عن أسر الآلاف من الفلسطینیین معظمهم بلا محاکمات أو قضایا ، فمن أین وکیف یمکن أن تزعم اسرائیل بأنها ترید السلام . إن اسرائیل بلد قام أساساً على العدوان والقوة ، ولولا ضعف العرب وتخاذلهم لما قامت دولة اسرائیل ، وهی تغذی مشروعها الاستعماری من ضعفنا وفرقتنا ، أما سلامها المزعوم فهو کذبة کبرى جربناها على مدار الستین عاماً من النکبة ، ویقولون فی الأمثال الفلسطینیة : " اللی بیجرب المجرب عقلو مخرب " ، ولذلک نحن نعرف یقیناً أن أی دعوة للتهدئة ولیس للسلام فقط من جانب اسرائیل فهی تأتی تمهیداً لعدوان جدید ولذلک حان الوقت للاستعداد الجدی للمواجهة .

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 140304







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)