الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

رشید شاهین لقدسنا : القاعدة وامریکا هما فی خندق واحد

صرح الصحفی والکاتب الفلسطینی رشید شاهین فی حدیث صحفی مع مراسل وکالة قدسنا حول مزاعم  المدعو أیمن الظاهری  بشأن خطر ایرانی مزعوم فی العراق : أن دعوة الظواهری إلى تحویل العراق إلى "قلعة للإسلام" لا یمکن أن تستقیم فی ظل کل هذه الممارسات التی یمارسها "تنظیم القاعدة فی بلاد الرافدین" على الأراضی العراقیة من بطش وقتل لا نعتقد بأنه مبرر ولا بأی حال، کما لا نعتقد بأن هذه الدعوة یمکن أن تستوی مع هذه الدعوات التی لا تتوقف ضد من یقول الظواهری ومن هم على خطاه بأنهم "الروافض أو الرافضة" قاصدا بذلک إخواننا المسلمین من الشیعة، ومحاولات إیجاد شرخ عمیق بین المکونین الأساسیین للمجتمع العراقی.

و أضاف : عندما یقول أیمن الظواهری هذا الذی یقوله عن دمار العراق وکل ما یجری فیه من قتل وتدمیر وما إلى ذلک من فظائع بعد أن تم غزوه فاحتلاله من قبل الولایات المتحدة، فهو بذلک على أی حال لم یأت بأی جدید. لا نعتقد بأن أحدا من المسلمین یمکن أن یکون ضد دعوة  الظواهری من اجل تحویل العراق إلى "قلعة للإسلام والمسلمین" من أجل إذاقة القوات الأمیرکیة التی احتلت العراق قبل أعوام خمسة شر هزیمة وأن تدفع هذه القوات "ضریبة" من الدم والخسائر الأخرى بشکل لا مثیل له على الإطلاق، وذلک حتى لا تتجرأ  "لا أمیرکا ولا غیرها" فی المستقبل على احتلال أی بلد فی العالم وأن تحسب ألف حساب قبل أن یقوم من هو على رأسها "مثل بوش" باتخاذ قرارات مشابهة بالتوجه نحو هذه الدولة أو تلک من دول العالم لیفعل الذی یرید بدون مسوغ قانونی أو شرعی أو أخلاقی دونما حسیب أو رقیب.

وحول الممارسات الارهابیة للقاعدة فی العراق وکذلک افغانستان قال رشید شاهین : دعوة الظواهری هذه یمکن فهمها لو أن تنظیم القاعدة لم یمارس کل هذا القتل ضد الناس الأبریاء فی الأسواق والشوارع وأماکن العبادة و حتى فی مواکب الأفراح وکذلک بیوت العزاء، عملیات القتل تلک لم تمیز أبدا بین مسلم وغیر مسلم ولا بین طفل أو امرأة أو شیخ عجوز، کما ولم یتوقف عن تکفیر الناس ومنح شهادات بالإیمان والکفر لمن یشاء من الناس وکأنه مفوض من قبل الله على الأرض لفعل ذلک.

وأضاف الکاتب والصحفی الفلسطینی فی حدیثه مع قدسنا :إن من یرغب فی إقامة دولة الإسلام "التی دعا إلیها الظواهری فی رسالته الصوتیة" لا یمکن أن یفرق بین المسلمین، وعلیه أن یمنح من هم من غیر المسلمین الأمن والأمان، وإلا فکیف لمن هو من غیر المسلمین أن یشعر بالأمن أو بالأمان طالما هو یتم قتله وملاحقته وتدمیر أماکن عبادته، وکیف له أن یشعر بالأمن أو الأمان بینما هو یرى بأن مَنْ هم مِنَ المسلمین تتم ملاحقتهم وقتلهم بواسطة الانتحاریین الذین یقومون بتفجیر أنفسهم فی الأسواق وفی  کل مکان کما ویتم التعامل معهم على أنهم "کفار أو روافض"، وهل کانت الدولة الإسلامیة عندما کانت قائمة تفرق بین مسلم ومسلم أو حتى بین مسلم وغیر مسلم، أو لم یُقِمْ بیننا المسیحیین والیهود وعلى مدى القرون دون أی شعور بالخوف أو الغبن أو الظلم؟.

 وأردف قائلاً : رسالة أیمن الظواهری التی تم بثها عبر وسائل الإعلام لا تختلف کثیرا عن کل محاولات التخویف من الخطر الإیرانی المزعوم على المنطقة والتی تحاول التخویف من محور سوری إیرانی مع حزب الله فی جنوب لبنان وربما حرکة حماس والجهاد الإسلامی فی قطاع غزة، وإن لم یتحدث الرجل عن غزة هذه المرة، إلا أننا نجد أن ما قاله الرجل لا یبتعد کثیرا عن کل ما یتم طرحه فی هذا السیاق، لا بل هو باعتقادنا یتسق تماما مع کل هذا الضجیج الذی یعلوا للتخویف من سوریا، حزب الله، حماس، الجهاد وطبعا إیران.

وحول التواجد  الاستعماری  الامریکی فی المنطقة ، قال رشید شاهین :حدیث الظواهری حول هذا الموضوع  وعدم تطرقه " هذه المرة" إلى کل تلک القواعد الأمیرکیة الموجودة فی تلک الدول وکل هذا التعاون بین أمیرکا وبینها لا بل والسیطرة الفعلیة على قراراتها والتحکم بسیاساتها بشکل عام وخاصة الاقتصادیة والسیاسیة وحتى السیادیة، یجعنا أیضا نتساءل لماذا یتم تغییب ذلک ومحاولة الترکیز على الخطر الإیرانی؟، أو لیس هذا ما تروج له الدوائر الغربیة والصهیونیة؟ وهل یأتی هذا ضمن الحملة المحمومة التی تقوم بها تلک الدوائر ضد إیران وما یقال عن حرب محتملة قد یتم شنها على سوریا وجنوب لبنان أو ضربة جویة أو غیر ذلک لإیران فی محاولة لمنع هذا البلد من الحصول على التکنولوجیا النوویة؟.

وأضاف : الغریب فی رسالة الظواهری  هو هذا التناقض الذی یثیر الاستغراب، فهو وبینما یقول بأن إیران ترید السیطرة على الدولة العربیة فی المنطقة  یتحدث عن تآمر أمیرکی ــ إیرانی على العراق ولا ندری کیف یستوی الأمران، حیث أن "أطماع إیران " کما یقول، لا یمکن إلا أن تتصادم مع المصالح والأطماع الأمیرکیة فی هذه المنطقة أو الدول، وهو فی ذات الوقت یتحدث عن تآمر إیرانی ــ أمیرکی على العراق. وإذا ما حاولنا أن نربط بین رسالة الظواهری الحالیة وتلک التی تم بثها قبل ما یزید على الأسبوعین بقلیل عندما دعا حرکة حماس إلى التوقف عن إطلاق "الصواریخ" ضد المناطق الإسرائیلیة بحجة أنها قد تقتل الأطفال والأبریاء من الناس- الإسرائیلیین- فإننا نعتقد بأن فی ذلک ما قد یکون مؤشرا على فهم جدید لتنظیم القاعدة فیما یتعلق بما یجری من صراع فی هذه المنطقة من العالم.

وحول التناغم بین القاعدة و امریکا ، قال الصحفی والکاتب الفلسطینی رشید شاهین : ما الذی یریده أیمن ألظواهری ومن خلفه تنظیم القاعدة الذی یعلم الجمیع أصول نشأته والأهداف التی انطلق من أجلها بدایة الثمانینات من القرن الماضی وعندما کان الهدف الأساس هو محاربة الوجود السوفییتی فی أفغانستان بدعم من المخابرات الأمیرکیة والدول العربیة التی تدور فی الفلک الأمیرکی، وهل فی هذه الرسالة ما یمکن أن یفهم على أنه تغییر فی التکتیک أو الإستراتیجیة ربما فی دور القاعدة، وهل هذا یعنی بأن محاولات الترویج لامتداد شیعی أو سیطرة شیعیة على المنطقة تمتد من إیران حتى جنوب لبنان وربما قطاع غزة بدأت تؤثر فی فهم قادة القاعدة وبالتالی تغییر فی المواقف والتکتیکات، وهل یعنی هذا بأن تنظیم القاعدة سوف ینخرط فی معرکة قادمة ضد إیران إذا ما نشبت فی محاولة منه للمساعدة على منع هذا الامتداد حتى لو کان الثمن هو الاصطفاف "لکن بشکل أکثر وضوحا وانفضاحا" هذه المرة فی الخندق الأمیرکی ــ  الإسرائیلی، أسئلة لا بد من إجابات علیها فی الأسابیع أو الأشهر القادمة خاصة إذا ما قدر لحرب أن تنشب وهذا ما لا نتمناه.

ن/25

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 140302







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)