بعد عام على الحرب ، أطفال غزة یستذکرون لحظات الموت والجراح والخوف
بعد مرور عام على الحرب الإسرائیلیة على قطاع غزة ما زال أطفال قطاع غزة یستذکرون لحظات الخوف والرعب ومشاهد الدماء والدمار وأصوات القصف وإطلاق النار بالإضافة إلى الآثار النفسیة علیهم.
أمیرة القرم (14 عاما) من سکان منطقة تل الهوى غرب مدینة غزة استشهد والدها واثنان من إخوتها أمام عینیها وأصیبت بشظایا الصاروخ الذی سقط على منزلها فی الأیام الأخیرة من الحرب وزحفت وهی مصابة لتحتمی ببیت أخر، وبقیت تنزف لمدة أربعة أیام. تستذکر أمیرة اللحظات الأولى من الحرب و تقول للصحفیین : فی الضربة الأولى تم قصف مبنى الأمن الوقائی فی تل الهوى المجاور لمنزلنا وذهبت لکی ابحث عن إخوتی الصغار الذین کانوا فی المدارس لحظة القصف. وتتابع أمیرة :عشنا أیام الحرب بکل أشکالها فی المنزل حتى الأیام الأخیرة منها فسقط صاروخ على منزلنا ما أدى إلى استشهاد والدی واثنین من إخوتی أمام عینی وأصبت بشظایا فی قدمی ولم أتمکن من فعل شیء إلا أن انتهت الحرب ونقلت إلى المستشفى.
وشارکت أمیرة أمس فی إزالة الستار عن لوحة تتضمن أسماء جمیع شهداء الحرب فی المجلس التشریعی بغزة ومن ضمنهم أسم والدها وأخویها، متمنیة ألا تتکرر الحرب مرة أخرى، ومناشدة العالم للوقوف مع الشعب الفلسطینی والنظر إلى معاناته.
وتشیر الإحصاءات أن عدد الأطفال الذین استشهدوا خلال الحرب وصل إلى 430 شهید من أصل 1455 شهید، فیما وصلت نسبة الجرحى من النساء والأطفال 48% من أصل 5300 جریحا.
الطفل لؤی صبح (11 عاما) من سکان مدینة بیت لاهیا شمال القطاع فقد بصره جراء إصابته بشظایا صاروخ أطلق علیه قرب منزله، یقول: أطلقت الطائرات مناشیر تطالبنا بإخلاء منازلنا فذهبنا إلى مستشفى کمال عدوان وبعدها إلى مدارس الاونروا لمدة 15 یوم. ویضیف صبح :بعدها أعلنت إسرائیل هدنة لمدة ساعتین فذهبت مع والدی إلى المنزل لکی نجلب بعض الحاجیات والملابس والطعام فأطلقت الطائرات صاروخ أصابنی بشکل مباشر ولم یتمکن احد من إسعافی إلا بعد ساعات مما أدى إلى فقد بصری ووجود شلل فی یدی الیمنى. ویوضح صبح انه سیتابع تعلیمه فی مدرسة خاصة وسیعمل على محاربة وفضح جرائم إسرائیل من خلال العلم.
الطفل نزار الیازجی (9 سنوات) من سکان وسط غزة و الذی استشهد عمه وابن عمه یقول: رأیت عمی وابنه وهما مقطعین ورأیت جنازتهم ورأیت أمی وأبی وأخواتی وهما یبکون ویصرخون. وعن لحظات الحرب یوضح الیازجی انه عاش لحظات من الخوف والرعب ویقول: کنا ننام کلنا فی غرفة واحدة ولا نتحرک فی ممرات البیت وکنا نصحى کل لیله على أصوات الطخ والقصف وتکسرت شبابیک بیتنا من القصف.
أما الطفلة صفیة المصری (11 عاما) التی قصفت مدرستها خلال الحرب تقول:هم أرادوا من قصف مدارسنا أن نکون جاهلین ولا نتعلم ولکی لا نعرف ما هی حقوقنا ولا نعرف من هو عدونا الحقیقی. وتوضح المصری أن قصف المدرسة لم یمنعها من الاستمرار فی الدراسة وقالت: سوف نتعلم وندرس ولن نتنازل عن حقوقنا بالسکن والتعلیم ونحن نتعلم لکی نعرف کیف ندافع عن حقوقنا.
وأکد مختصون أن مئات الآلاف من أطفال غزة وکبارها أصیبوا بصدمات نفسیة عنیفة نتیجة الحرب الإسرائیلیة الأخیرة، بسبب تعرضهم لمشاهد عنیفة وأن نصف أطفال غزة تعرضوا لصدمات نفسیه شدیدة خلال الفترة الأخیرة من العدوان.
وتنوعت هذه الآثار ما بین إصابتهم بأعراض جسدیة وسلوکیة ونفسیة نجمت عنها اضطرابات أثناء النوم أو النوم الزائد، إلى جانب الخوف والأحلام والکوابیس، وأعراض متعددة تختلف من حالة إلى أخرى.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS