مستشار مجلس الأمن السابق یؤکد أن قادة إسرائیل مهددون بالاعتقال
قال الدکتور یاسین العیوطى المستشار السابق لمجلس الأمن، إن إسرائیل تخشى تداعیات تقریر غولد ستون فیما یتعلق بإمکانیة اعتقال قادتها خلال رحلاتهم خارج إسرائیل، مضیفا: إن غولد ستون ذلک القاضى الیهودى الذى أعرفه وتعاملت معه یعتبر بمثابة رکیزة أصیلة من التفکیر القانونى العادل"، جاء ذلک فى محاضرة ألقاها أمام المجلس المصرى للشئون الخارجیة تحت عنوان (من دولة عظمى إلى دولة کبرى: بدایة انحسار المد الأمریکى).
وأوضح الدکتورالعیوطى أن العقلیة الأمریکیة لا تتقبل الهزیمة بسهولة لکونها دولة تتألف فى الواقع من خمسین دولة تسمى بالخمسین ولایة ولدیها دستور یعتبر بمثابة الإنجیل الوصفى الذى دام أکثر من مائتى عام، کما أنها عقلیة تقدس الحریة الداخلیة، لدرجة أنها تکافئ المتأمرک وتعاقب من لا یذوب فى البوتقة الأمریکیة، کما أنها تحرص على ممارسة الدیمقراطیة المعقدة التى تفصل بین السلطات الثلاثة التنفیذیة والتشریعیة والقضائیة حتى لا تتسید إحداها على الأخرى.
وأضاف العیوطى: أن هذه العقلیة تؤدى إلى تأرجح أمریکا فى سیاستها الخارجیة التى تتغیر کل أربعة أعوام بین الانعزالیة تارة والانغماسیة فى شئون العالم الخارجى تارة أخرى". کما أکد المستشار السابق لمجلس الأمن على أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر ستبقى خالدة فى الذهن الأمریکى إلى أمد طویل حتى یحدث التصالح بین الولایات المتحدة الأمریکیة کدولة والعالم الإسلامى وهو الشىء الذى لا یتوقعه العیوطى، مبررا ذلک بأن العالم الإسلامى لیس بدولة مثل أمریکا حتى تتصالح معها.
وتنبأ العیوطى بإمکانیة تقسیم أمریکا إلى خمس ولایات فقط فى إطار انحسارها الشامل على جمیع المستویات. ثم أشار العیوطى إلى مظاهر الانحسار الأمریکى والذى بدأه بظاهرة الفصل بین السلطات وتأثیر ذلک على وقوع العدید من الحوادث على رأسها أحداث 11 سبتمبر التى راح ضحیتها نحو 3 آلاف أمریکیا، حیث قال: "لا یوجد تنسیق بین المخابرات المرکزیة ( السى آى أیه )، وبین مکتب التحقیقات الفیدرالى (الأف بى آى)، وکذلک لا یوجد تنسیق بین المخابرات فى کل من الجیش والأسطول والطیران، الأمر الذى أثر على منظومة الأمن القومى الأمریکى".
وأضاف: "بقیة ظواهر الانحسار الأمریکى تتمثل فى تقلیص الإصلاحات الداخلیة فى میادین الصناعة والصحة والمصارف والتأمین ومشروعات البنیة التحتیة، وکذلک تأرجح الاقتصاد الأمریکى بسبب دیون القروض العقاریة، فضلا عن خسائر الجیش الأمریکى فى أفغانستان والعراق، حیث قتل نحو 5000 جندى أمریکى فى العراق وجرح أربعة أمثالهم، کما قتل ألف جندى أمریکى فى أفغانستان وجرح حوالى 4000".
واستطرد قائلا: "هناک أیضا ظواهر للانحسار تتمثل فى الکذب على الشعب الأمریکى والأمم المتحدة بصدد أسباب حروب غیر معلنة مثل حرب العراق، وخلق تعبیرات جدیدة لا یقرها غیر الکونجرس مثل (الأعداء المحاربون)، والتصنت على مکالمات المواطنین الأمریکیین، وافتتاح معتقل جوانتانامو وما فیه من أشکال متعددة للتعذیب تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان، وفضیحة سجن أبو غریب فى العراق، وخرافة الشرق الأوسط الکبیر".
کما استعرض العیوطى العدید من الإحصائیات الأمریکیة التى یعتبرها بمثابة بدایة انحسار المد الأمریکى مثل وصول نسبة البطالة فى أمریکا إلى 10% من نسبة القوى العاملة، وبلوغ السکان ما دون حد الفقر نحو 40 ملیونا من مجموع 300 ملیون نسمة.
وفى النهایة أشار العیوطى إلى دلائل انحسار المد الأمریکى والتى أجملها فى عدة نقاط، حیث قال: "هناک المهام المجنونة المتمثلة فى المهام العسکریة التى تتمدد بسرعة مخیفة من أفغانستان إلى العراق إلى باکستان ومن المتوقع أن تصل إلى إیران وسوریا والیمن والسودان والصومال، ثم الاتجاه إلى تحجیم الحروب والاستفادة من أخطاء الماضى وهذا ما جعل أوباما یرى أن هناک أهدافا مشترکة بینه وبین إیران التى کانت تمثل عدوا لدودا لسابقه بوش الابن، کما أنه تناسى الهدف من حربه فى أفغانستان ألا وهو هزیمة حرکة طالبان".
ورأى العیوطى أن لغة إدارة أوباما والإعلام الأمریکى لا تدعان مجالا للشک فى انحسار المد الأمریکى، مؤکدا على الحکمة التى تعمل بها الإدارة الأمریکیة وهى: "إن لم تستطع دحرهم فعلیک بمجاراتهم والبحث عن شرکاء"، حیث لجأت أمریکا إلى الصین وروسیا وترکیا لمساعدتها فى الضغط على إیران حتى تتخلى عن برنامجها النووى.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS