عباس کان غطاء للاحتلال الإسرائیلی

ومثالا على هذا ما قاله المتحدث باسم حرکة فتح الدکتور فایز أبو عیطة، الذی ظهر مدافعا عن عباس وحمّل إدارة الرئیس الأمریکی باراک أوباما مسؤولیة انسحاب الرئیس الفلسطینی من أرض المعرکة، لکنه قال فی بیانه، المکتوب، إن على إسرائیل ان تعتبر مما حدث، أی من الانسحاب، ذلک انها لن تجد بعد الآن "فلسطینیا واحدا یقبل أن یکون غطاء لسیاسة الاحتلال"، وهی جملة غریبة فی سیاق الدفاع عن عباس، إذ انها صورته على أنه کان غطاء للاحتلال الإسرائیلی، أو ان کان متواطئا معه طوال فترة رئاسته.
لکن أبو عیطة قال بعد ذلک فی بیانه إن "صمت المجتمع الدولی عن جرائم الاحتلال، هو الدافع الحقیقی وراء قرار الرئیس محمود عباس" بعدم الترشح للانتخابات، وهی جملة قد یفهم منها أن أبو عیطة لم یقصد دس السم فی العسل، وانه قال ما قاله بحسن نیة.
وبعد ساعات من إعلان عباس قال مسؤول فی حرکة فتح عن الأسماء المحتمل ترشیحها لانتخابات الرئاسة، انه إذا ما أصر الرئیس الفلسطینی على موقفه، فمن الصعب أن "تجد شخصا نظیفا وغیر متورط بالفساد ولم یسبق ان انخرط فی علاقات أمنیة مع إسرائیل وان یکون له حظوظ فی الشارع الفلسطینی"، واستنثى من ذلک مروان البرغوثی وناصر القدوة، عضوا اللجنة المرکزیة لحرکة فتح.
ولأن المسؤول رفض الکشف عن اسمه، فقد تکلم بصراحة واضحة فجعل من غالبیة قیادات فتح فاسدین وعملاء، لیزید بذلک من الشکوک حول فتح وقدرة القیادات على تولی أمر القضیة الفلسطینیة ورسم مستقبل الشعب الفلسطینی من منطلقات وطنیة خالصة، لا تنطوی على شبهات.
أما کثرة الحدیث عن ترشیح البرغوثی والقدوة فینطوی على مأزق آخر للحرکة فالبرغوثی قابع فی سجنه المؤبد، وإذا ما حدث وأفرج عنه، وفق صفقة تبادل الأسرى، فلن تسمح إسرائیل بوجوده على رأس السلطة الفلسطینیة، بل أنها قد تبعده عن الأرض المحتلة، هذا إن افرجت عنه، اما القدوة فقد أصبح من ألد أعداء محمود عباس، بعد ان اتهم الأخیر بأنه اشترک مع إسرائیل فی مؤامرة اغتیال الزعیم الفلسطینی الراحل یاسر عرفات.
ولا شک أن هذه المآزق دارت فی خلد الرئیس الفلسطینی، فدرس الاحتمالات الناتجة عن قرار عدم ترشحه، والأسماء المطروحه أو ربما اختار من سیخلفه، وقد یکون اسم الخلیفة هو ما قصده عباس حین قال فی خطاب اعلان عدم الترشح انه سیقوم بمجموعة من الإجراءات سیعلن عنها فی الوقت المناسب.
ن/25