تحذیرات من المشروع الصهیونی (القدس الکبرى) عام 2020
وکالة قدس للانباء(قدسنا)
فی ندوة بعنوان "واحد وستون عاماً على احتلال القدس" حذر مسؤولون وخبراء فلسطینیون من خطورة مشروع القدس الکبرى عام 2020 الذی یعمل الکیان الصهیونی المحتل بجد على إقامته، والمرتکز على سیل من مشاریع الاستیطان التی ینتظر أن تلتهم المدینة المقدسة من کل جانب. وبحسب المشارکین فی الندوة -التی نظمها مرکز أبحاث الأراضی بالقدس والضفة وأقیمت بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربیة ضمن فعالیات القدس عاصمة للثقافة العربیة لعام 2009 یوم الاثنین الماضی - فإن القدس "أصبحت تعیش حالة من الموت بالنسبة للمسلمین والعرب". وقال منسق مرکز أبحاث الأراضی بمنطقة شمال الضفة، محمود الصیفی إن التهوید الصهیونی للقدس قائم على قدم وساق ولم یتوقف أبداً، وأکد أن التوسع الاستیطانی بالمدینة آخذ فی الازدیاد، وخاصة بعد حرب 1967 وسیطرة الکیان على الجزء الشرقی منها، وقال :"منذ ذلک الحین وحتى عام 2000 شیدت إسرائیل 44 مستوطنة فی محیط القدس الشرقیة، وما زالت تقوم ببناء آلاف الوحدات الإستیطانیة". وأکد أن الکیان الصهیونی أطلق عام 1993 مشروع القدس الکبرى التی تمتد على مساحة 600 کلم (10% من إجمالی مساحة الضفة الغربیة)، وأقامت لذلک جدار الفصل العنصری الذی سیضم ما مساحته 230 کلم أخرى من أراضی الضفة الغربیة، وسیعزل حوالی 130 ألف فلسطینی مقدسی عن القدس من حملة الهویة الصهیونیة، وسیضم بالمقابل حوالی 120 ألف مستوطن یعیشون فی کتل إستیطانیة ضخمة. وتظهر معالم القدس الکبرى، حسب الصیفی، بتنفیذ الکیان المحتل لشبکات طرق التفافیة وجسور وربط المستوطنات بعضها ببعض وتقطیع أواصر مدن الضفة الغربیة، وبإجبار الشباب الفلسطینی على النزوح من المدینة، فی مقابل تشجیع العائلات الیهودیة على السکن فیها. و وفقاً للصیفی فإن عدد سکان القدس ارتفع إلى 950 ألف نسمة بنسبة 70% من الیهود و30% من العرب. ولفت الصیفی إلى أن الکیان الصهیونی استخدم العدید من الوسائل لبسط سیطرته على القدس، بالمصادرة المباشرة لأغراض عسکریة واستیطانیة، وبالاستیلاء بالتزویر والتحایل، وتحت حجج المصلحة العامة وذرائع إقامة الطرق والمرافق العامة. وکما وضعت یدها على کافة أملاک الغائبین –حتى حاملی هویة الضفة- بالإضافة للمصادرة بحجة البیئة والمناطق الخضراء والمفتوحة أو لصالح جدار التوسع العنصری، وأنه نتیجة لهذه السیاسة "لم یبق للفلسطینیین سوى 7000 دونم (الدونم=1000 متر مربع) أی 10% فقط مما کانوا یملکونه عام 1967". وأشار إلى أن الکیان الصهیونی لدیه مشروع لتغییر معالم البلدة القدیمة بالقدس وهو قید التنفیذ الآن، ورصدت له أکثر من 150 ملیون دولار، إضافة لتوسیع المستوطنات المحیطة بالمدینة کمعالیه أدومیم، "حیث تنوی تشیید 4000 وحدة إستیطانیة وذلک بمصادرة 12 ألف دونم من أراضی ضواحی القدس العربیة وهی أبو دیس والعیزریة والعیسویة". وحسب الصیفی فقد قام الکیان الصهیونی أیضا بهدم 3500 منزل فلسطینی منذ عام 1967، مشیراً إلى أن الهدم والتعقیدات الصهیونیة فی إستصدار رخص البناء أدى لوجود قرابة 20 ألف منزل غیر مرخص وأن نصفها تقریباً مهدد بالهدم. ومن جهته إنتقد محافظ نابلس جمال المحیسن قلة الدعم العربی والإسلامی وحتى الفلسطینی للقدس وخاصة فی ظل التهوید المباشر للمدینة. وقال إن خللاً کبیراً ارتکب باتفاق أوسلو وهو إرجاء قضیة القدس إلى ما یعرف بقضایا الحل النهائی، مؤکداً أنه کان یجب عدم الدخول فی أی اتفاق مع الطرف الإسرائیلی بهذا الشأن، "باعتبار أن إسرائیل تتعامل بمنطق القوة مع أی اتفاق". وطالب القائمون على الندوة بضرورة عقد مؤتمر دولی حول القدس، إضافة إلى إنجاز سلسلة لقاءات عربیة وعالمیة ومحلیة تناقش ما تواجهه مدینة القدس من تهوید وتدمیر على ید کیان الاحتلال الصهیونی.
وکالة قدس للانباء(قدسنا) + وکالات
انتهی / شا / 24