الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

لا للتطبیع.. والعبرة فی التجربة المصریة

طمعت إسرائیل ولا تزال فی جرالدول العربیة کاملة لتطبیع علاقاتها معها، لمعرفة الأولى الأکیدة أن ذلک سیحیِّد الأخیرة أولاً فی صراع إسرائیل المتواصل مع الشعب الفلسطینی وغض طرف العرب عما تفعله یومیاً من ممارسات جائرة فی حق الفلسطینیین من عملیات قتل وتدمیر للممتلکات وإغلاق ومعاملة لا إنسانیة.

ان التجربة المصریة والدرس الأخیر فی سلسلة العلاقات الخارجیة بین مصر واسرائیل وما واکبها من صخب إعلامی وملاسنات لا بل وإملاءات ، یجب أن یتعلم منها العرب وبالذات تلک الأنظمة والدویلات اللاهثة وراء کل سراب أمریکی وبریق إسرائیلی.

إن ما قامت به اسرائیل مؤخراً فی تدخلها فی شؤون مصر الداخلیة وقضیة الحجاج الفلسطینیین، ومحاولات اسرائیل فرض نفسها وموقفها ورؤیتها على أکبر دولة عربیة وکیلها للاتهامات جزافاً للقاهرة راعیة الجامعة العربیة والأزهر، والتأثیر سلبیاً على برنامج المساعدات الأمریکیة لها، لیعد صفعة موجعة لکل من یفکر فی إقامة علاقات دبلوماسیة مع تل ابیب.

مصر، نعم مصر، وکل دولة عربیة، دول لها سیادتها الخاصة ورؤیتها وسیاستها الخاصة المستقلة ولیست فی حاجة لإسرائیل ولا غیر اسرائیل، وعلیه جاء الموقف المصری الأخیر والمتمثل فی السماح للحجاج بالعودة عبر معبر رفح صفعة جدیدة لأولمرت ولبنی وبراک ودیختر وغیرهم ممن حاولوا زج انفسهم وإدخال أنوفهم فی الملف المذکور.

ان العالم العربی مطالب الیوم قبل غدٍ فی إعادة النظر فی علاقاته مع تل ابیب سواء تلک التی لها علاقات دبلوماسیة معها او الذین ممن یتعاملون معها على استحیاء ومن وراء ستار، لأن اسرائیل سائرة فی غیها وظلمها وزرع بذور الفتنة والفرقة بین الأشقاء العرب، وما جهودها المبذولة للتطبیع مع العرب الا حفاظاً على وجودها فی المنطقة وتجنیبها ما تدعی أنها قوى متطرفة وعلى رأسها القوى الاسلامیة والوطنیة.

إن حل القضیة الفلسطینیة وتحقیق الشعب الفلسطینی لطموحاته وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وإستعادة حقوقه المشروعة فی الأرض وعودة اللاجئین لن یتأتى الا من خلال عودة العرب والمسلمین الى رص صفوفهم أولاً والتعالی عن الخلافات ونبذ کل کیان دخیل ومحتل فی المنطقة، حینها ستدرک تل ابیب خطورة الموقف وستتحدث مع الفلسطینیین بجدیة (عَدِل) أما وهی تجد، کما هو الحال الیوم، من یداهنها من انظمة وحکام ومسؤولین عرب او من یفتح أبواب دویلاته وإماراته وعواصمه لأجهزتها وأذرعها وشخصیاتها المتنفذة التی ولغ أکثرهم فی الدم الفلسطینی، فإنها لن تتراجع قید أنملة عما تفعله بالفلسطینیین وستستمر فی غیها وظلمها واستعبادها للشعب الفلسطینی.

اذن، هذا جانب جداً مهم وحساس فی الملف الفلسطینی لا یجب غض الطرف عنه أبداً، والا فإن التطبیع لن یصنّف الا فی خانة خیانة القضیة الفلسطینیة والتآمر علیها، لا اکثر ولا اقل...

( منقول عن موقع فلسطینیو 48 )

م/ ن /25


| رمز الموضوع: 139378







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)