سرایا القدس فی بؤرة الاستهداف الإسرائیلی
لماذا یرکز الجیش الإسرائیلی عملیاته ضد السرایا، وما هی الاهداف الأمنیة والعسکریة والسیاسیة التی تحاول إسرائیل تحقیقها جراء ارتکاب هذا الکم الکبیر من الجرائم ضد السرایا بشکل خاص والمقاومة الفلسطینیة بشکل عام، یمکن الإجابة على الأسئلة السابقة باختصار ولکن بترکیز على النحو التالی:
أولاً: بدت سرایا القدس وکأنها تقود المقاومة الفلسطینیة فی الفترة الماضیة إن فیما یتعلق بإطلاق الصواریخ ضد المستوطنات الإسرائیلیة أو فیما یتعلق بالتصدی للتوغلات والاجتیاحات الإسرائیلیة فی قطاع غزة – إسرائیل العدوانیة ترید الانتقام وکسر الروح المعنویة والجهادیة العالیة للسرایا وللشعب الفلسطینی بشکل عام، هذا یقدم أحد التفسیرات للجرائم الأخیرة ناهیک طبعاً عن الناحیة النظریة أو المبدئیة والتی تشیر إلى أن إسرائیل کدولة وسلطة احتلال لا تتوقف عن التنکیل بالشعب المحتل وهی لم تتوقف یوماً عن ارتکاب الجرائم بأشکالها وأسالیبها المختلفة ضد الشعب الفلسطینی.
ثانیاً: ترید إسرائیل قیادة وجیشاً التغطیة على الفشل الذریع فی مواجهة الصواریخ الفلسطینیة التی تسقط على المستوطنات والتجمّعات السکانیة الیهودیة المحیطة بقطاع غزة رغم التنکیل والجرائم الإسرائیلیة إلا أن المقاومة الفلسطینیة ازدادت عناداً وإصراراً على المضی فی المواجهة، أو فی هذا السیاق یاتى استهداف السرایا التی تحولت إلى عنوان للمقاومة ورمز لإطلاق الصواریخ، وتوجیه الضربات إلیها محاولة لاستعادة ثقة الجمهور الإسرائیلی ورفع معنویاته بعد فشل قیادته فی حمایته من ضرباتها المؤلمة.
ثالثاً: تحاول إسرائیل إلصاق تهمة أو مسؤولیة الأوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة الصعبة بقطاع غزة بالمقاومة وسرایا القدس بحجة أن إسرائیل إنما ترد على تصعیدها وعملیاتها، ثمة احتیال وتذاکى إسرائیل هنا، المقاومة بأشکالها وأسالیبها المختلفة رد طبیعی وحق مشروع على الاحتلال سواء أکان بشکله المباشر کما فی الضفة الغربیة أو غیر المباشر کما فی قطاع غزة الذی تحاصره إسرائیل من البر والجو والبحر ما أدى إلى تحوله إلى سجن کبیر وفی الفترة الأخیرة إلى مستشفى داخل سجن أو مستشفى – سجن ما استازم رداً فلسطینیاً ملائما من المقاومة بشکل عام – سرایا القدس بشکل خاص.
رابعاً: یجب ألا نتجاهل البعد أو المغزى السیاسی للتصعید الإسرائیلی ثمة أحادیث عن التهدئة أو الهدنة فی إطار صفقة شاملة تتضمن التهدئة المتبادلة وتبادل الأسرى وفتح المعابر ورفع الحصار، ترید إسرائیل الضغط على الفلسطینیین لتخفیض السقف وترید إضعاف سرایا القدس تحدیداً حتى لا تتحول هذه الأخیرة إلى عقبة وتحول دون تنفیذ أی صفقة أو تسویة فی المستقبل.
فى الآخیر یجب الانتباه إلى أمر مهم فی الاستهداف الإسرائیلی لسرایا القدس وهو جر الشعب الفلسطینی إلى الفتنة وابتزاز حماس وحکومتها للتدخل ضد السرایا بحجة حمایة سلطتها وتحسین الأوضاع فی قطاع غزة بشکل عام ولا حاجة لکثیر من الشرح والتحلیل فی هذا السیاق فی عملیة الخلیل المشترکة بین سرایا القدس – کتائب القسام هی أبلغ رد على المنطلقات والالاعیب الإسرائیلیة السالفة الذکر.
( المقال للکاتب والصحفی ماجد عزام مدیر مرکز الشرق الاوسط وصل وکالة قدسنا )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS