الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

عنوان المرحلة المقبلة

فوزی برهوم  المتحدث باسم حرکة حماس

الذی یراقب مجریات الأحداث على الأرض فی فلسطین بما فیها من وتیرة متصاعدة ومتسارعة  فی تعزیز الانقسام الفلسطینی الداخلی وتحدیداً القرارات الصادرة من حکومة فیاض بفصل أعداد مهولة من الموظفین فی کثیر من قطاعات العمل الحکومی لیثقل کاهل الحکومة الفلسطینیة فی غزة , والمتابع للمشهد السیاسی بما یخص العلاقة الفلسطینیة الإسرائیلیة والأمریکیة والعربیة وتحدیداً قبل وبعد انابولیس یرى أن الترکیز الإسرائیلی یصب باتجاه القضاء على المقاومة و الذی زاد نهم المحتل الإسرائیلی للتفکیر بقوة فی هذا المجال هو التنسیق الأمنی المعلن مع المحتل الإسرائیلی من قبل السلطة الفلسطینیة وحکومة فیاض والأمور تسیر فی هذا المجال على قدم وساق والترتیبات الأمنیة لم تتوقف لحظة واحدة فی ملاحقة لرجالات المقاومة فی إطار تبادل أو استکمال الأدوار وکذلک مسبقا عملیة السور الواقی التی نجحت فی خفض وتیرة المقاومة بنسبة عالیة جداً فی الضفة الغربیة والثقل فی هذا الإطار ملقى جله على السلطة الفلسطینیة فی وجود الإیمان الراسخ من الرئیس محمود عباس بعدم جدوى المقاومة وتناغم ذلک مع معتقدات سلام فیاض فاکتملت الصورة بشکل جلی , ومورس بعدها التطبیق العملی لقمع المقاومة لإیمانهم أنها حجر عثرة فی طریق تحقیق انجازات سیاسیة على الأرض وهذا هو الأخطر على القضیة الفلسطینیة بخلاف أبو عمار فی حین أن مَن یتزعم حرکة فتح الیوم وکذلک حکومة فتح لا یؤمنوا قطعا بصوابیة ممارسة المقاومة وهذا ما تأکد منه الاحتلال الإسرائیلی والإدارة الأمریکیة.

إضافة إلى الصمت العربی الذی لم یسبق له مثیل على المستوى الرسمی تجاه القتل المبرمج والممنهج للشعب الفلسطینی وبُعدهم عن الحدیث عن تعزیز صمود شعبنا لأن ذلک فی العرف الأمریکی المسیطر على الدول العربیة هو دعم للإرهاب ولن یکونوا فلسطینیین أکثر من رئیس السلطة الفلسطینیة کل هذه المعطیات کانت حاضرة لدى العقلیة الأمنیة والسیاسیة الإسرائیلیة ولم یعد أمامهم سوى استغلال هذه الفرصة التاریخیة والتخطیط بالفعل لاستکمال الدور الأمنی فی غزة على غرار طمس المقاومة فی الضفة وبالفعل وضعوا خطة توجیه ضربة عسکریة إلى قطاع غزة والخلاف لیس على ذلک وإنما على نمط تلک الضربة هل هی اجتیاح أم ضربات منتقاة أو تصعید غیر مسبوق , وبالتالی الخلاف على أمرین وهو صورة هذه الهجمة وتقدیر الوقت المناسب والذی یجب أن لا یبتعد کثیراً عن الظروف المهیأة حالیاً لذلک , وبالتالی نرى التوافق الکبیر والغیر مسبوق فی انابولیس بین ما دعا إلیه بوش ثم اولمرت ثم عباس لاجتثاث الإرهاب والمقصود به المقاومة وترتیب الکلمات کان واضحاً بحیث یطالب بوش أولا حتى لا تناقش الدول العربیة فالأمر جاء من أمریکا وثمّ یشرح ذلک اولمرت ویذکر الأسباب ویشرح بالتفصیل وجود تلبیة هذا الطلب ثم یقر عباس أمام العرب والعالم بأهمیة محاربة العنف والإرهاب والکل یقصد المقاومة ولذا فإننا نلاحظ أن التخطیط الإسرائیلی الأمریکی والذی حظی بالتزام السلطة الفلسطینیة حیث تطبیق الشق الأمنی لخارطة الطریق وهو على النحو التالی : -

1)     تجریم المقاومة ووصفها بالعنف والإرهاب .

2)     الحصول على الغطاء العربی والفلسطینی والدولی لتوجیه ضربة للمقاومة وعلى رأسها حماس ومشروعها .

3)     البدء فی مرحلة جدیدة من التصعید المتصاعد والمکثف والموسع وقد یصل إلى حد تدمیر الکامل لکل ما هنالک فی غزة من مؤسسات حکومیة ومقرات واغتیال شخصیات وازنة فی الحرکة وقیادات المقاومة مع تضیق الحصار والخناق على غزة .

4)     یتدخل العالم وخصوصا الدول العربیة لإیجاد حل للمشکلة تحت ضربات القصف والتدمیر من اجل فرض حلول تتناسب مع سیاسیة الأمر الواقع التی ینتهجها العدو الصهیونی فی تعامله مع القضایا الفلسطینیة .

والسؤال الذی یطرح نفسه هل الرئیس عباس فی ظل ما سبق وما اقر فی انابولیس مسموح له بالتقارب من حرکة حماس أم هناک محاذیر وممنوعات ؟

اعتقد أن الرئیس عباس لا یملک الآن أی قرار بالتقارب مع حرکة حماس دون السماح له بذلک من أمریکا وإسرائیل والتقارب مع حماس یعنی نهایة الانقسام الذی تلعب على وتره إسرائیل وأمریکا ویعنی أیضاً إبقاء حماس والمقاومة على قوتها ونظامها وهیکلیتها بشکل أفضل ویعنی أیضا نجاح المشروع السیاسی للشعب الفلسطینی والذی تزعمته حرکة حماس بعد 25 ینایر2006م .

ومن خلال ما سبق فان الواضح تماما أن عنوان المرحلة المقبلة هو عنوان امنی عسکری یستهدف المقاومة وعلى رأسها منظومة حماس فی غزة من اجل تغییر قواعد اللعبة والظروف الطارئة والوقائع على الأرض بعدها فی اعتقادهم تفرض نفسها على الساحة ویتم إلغاء کل ما سبق واعتماد أطروحات جدیدة انهزامیة تحت عنوان إنقاذ ما یمکن إنقاذه أو لیس بالإمکان أفضل مما کان .

وبالتالی لیس أمام حماس سوى الثبات فی هذه المعرکة والتجهیز لها بکافة الإمکانات والطاقات المیدانیة والسیاسیة والجماهیریة والإعلامیة على مستوى الداخل والخارج وحشد کل الطاقات الفلسطینیة المقاومة فی معرکة الدفاع عن حق الشعب الفلسطینی وعلى ما یبدوا سیاسة العقاب الجماعی والتصعید العسکری هی الورقة الأخیرة فی ید الممثل الإسرائیلی لتحقیق انجازات سیاسیة لصالح الصراعات الإسرائیلیة الداخلیة , والثابت فی کل الأصعدة أن المقاومة الفلسطینیة لم تخض أی معرکة مع العدو الإسرائیلی دفاعا عن الحقوق والثوابت وتتوحد فیها جبهة المقاومة إلا یُکتب النصر لأصحاب الحق والعقیدة والانتماء للدین والوطن ابتداءً من معارک 1936 ومرورا بمعرکة الکرامة والانتفاضتین وحالیا فی میادین المعارک الیومیة مع العدو الإسرائیلی .

(والعاقبة للمتقین ) (وان الله لا یصلح عمل المفسدین ) وعلیه توحید الصفوف ورصها وتوحید جبهة المقاومة وحشد الهمم والطاقات لمواجهة کل ما هو متوقع هذا مطلوب فإن حصلت المعرکة باعتقادنا النصر سیکون والفوز حلیف المجاهدین وأصحاب الحق بإذن الله وان جنبنا الله إیاها فهو منّه منه وفضل لم یمسسنا سوء.

 م/ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 139357







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)